قررت الحكومة الفنلندية حظر الكتابة اليدوية فى المدارس بدءا من عام 2016 والاستعاضة عنها بكتابة الدروس عبر لوحة المفاتيح.
وقال مجلس التعليم فى البلاد إن نشر مهارات الكتابة على الكمبيوتر بطلاقة هى كفاءة يحتاجها الوطن بشدة.
وسبقت الولايات المتحدة فى هذا الإجراء فنلندا عام 2013 تم حذف الكتابة اليدوية كمهارة الزامية فى مناهج التعليم فيما تبنت 43 دولة على مستوى العلم نفس الخطوة فى 2014.. ويعتبر تقرير لصحيفة ذى اندبندنت أن الكتابة النسخية هى انعكاس لوقت كان فيه القلم الرصاص أو الحبر هو أداة التدوين.
وتشهد فنلندا طفرة فى مجال التعليم جعل تجربتها مثار اعجاب لكثير من الدول المتقدمة.
فلسنوات، تصدرت نظام التعليم الناجح عالميا بحسب الرابطة الدولية لمحو الأمية والكتابة والحساب لكن مؤخرا سبقها فقط فى الشرق الأقصى سنغافورة والصين مما يجعل التجربة الفنلندية أكثر روعة هو اطلاقها قريبا لمشروع جديد يلغى أحد برامج إصلاح التعليم الأكثر قدما والذى كانت تقوم اسسه على «التدريس حسب الموضوع» التقليدية لصالح «التعليم حسب المسألة» فالأول يناقش موضوعات بشكل عام، أما الثانى فيناقش عناصر الموضوع.
«هذا سيكون تغييرا كبيرا فى مجال التعليم فى فنلندا إننا مجرد بداية»، وقال ليزا بوهجلينال مسئولة عن الشباب والبالغين فى العاصمة هلسنكى التى تتصدر تطبيق برنامج الإصلاح.
ففى النظام الحالى يتم تدريس الموضوع عبر دروس محددة بتخصيص ساعة لمادة التاريخ ثم ساعة للجغرافيا حتى يصل الطلاب فى أعمارهم الى 16 سنة، حيث يدرسون فى المدارس العليا بالمدينة لكن سيتم استبدالها من قبل ما يطلق عليه الفنلنديين تعليم «الظاهرة» أو «التعليم حسب المسألة» فعلى سبيل المثال، فى سن المراهقة يتحول مسار الدراسة ليشمل مجموعة من العناصر منها الرياضيات واللغات للمساعدة فى خدمة الزبائن الأجانب، بالإضافة الى مهارات الكتابة ومهارات الاتصال.
وسوف يدرس مزيد من التلاميذ الأكاديميين عبر موضوعات مقسمة لمسائل او عناصر مثل الاتحاد الأوروبى الذى يشمل عناصر مدمجة مثل الاقتصاد والتاريخ واللغات والجغرافيا.
فمثلا يمكن شرح خريطة احوال الطقس ويطلب من التلميذ تحديد نوع الطقس فى مكان مثل الدنمارك وآخر مثل المانيا ويوضح ما اذا كان ذلك مشمسا والآخر ضبابيا وبالتالى يتعلم اللغة الانجليزية، وفى نفس الوقت يتعلم الجغرافيا.
وسيتم الاستغناء عن طريقة جلوس الطلاب مستمعين فى صفوف وتشكيل مجموعات تشترك بنهج تعاونى فى خلق حلول للمشكلات وتحسين مهاراتهم الاتصالية.
وتسعى بريطانيا للاستفادة من تجارب فنلندا لتعزيز انظمة تعليم خاصة بها ذات طابع أكثر مرونة يركز على مهارات الاتصال، بدلا من مجرد دفع الأطفال للمرور عبر «مصانع الامتحان».
وتلقى تجارب الاصلاحات فى فنلندا، اعتراضات من المعلمين ورؤسائهم ايضا لأن معظمهم تعود على نمط تعليمى معين.
ويتطلب النهج الجديد من المدرس أن يشارك فى تخطيط الدرس للاستفادة من مواد وضعها عدد من المتخصصين فى نفس الموضوع ومن المقرر رفع راتب المدرس الذى يتأقلم مع الطريقة الجديدة.
ووضعت حكومة هلسنكى برنامجا لتدريب المعلمين والذى ضم بالفعل نحو 70% من معلمى المدارس الثانوية فى العاصمة.
ويقول المدرسون الذين تلقوا التدريب انه من الصعب اتخاذ الخطوة الأولى نحو التغيير لكن بعد ان تدربوا على النهج الجديد لا يمكنهم العودة للأسلوب القديم.
وتظهر بيانات التجارب فى المدارس المستمرة منذ عامين حول أساليب التدريس الجديدة تحسن معايير الأداء.
وتلتزم المدارس الفنلندية باستخدام التعليم القائم على الظاهرة مرة واحدة على الأقل فى السنة لتطبق لعدة اسابيع، حيث من المقرر تعميم النظام الجديد فى جميع المدارس الفنلندية بحلول عام 2020 وحتى 2020 ستكون برامج تدريب المدرسين قد اكتملت على مستوى البلاد بنسبة 100% فضلا عن انتهاء «مركز التعليم بالألعاب» المرتبط بمرحلة الروضة من ابتكار مجموعة من الألعاب التعليمية تناسب المنهج الجديد، حيث تعقد ورش عمل كثيرة فى هذا الصدد.
وتسعى فنلندا كما تقول أولافى مينتينان مديرة المركز الى ان تصبح رقم واحد فى العالم فى مجال الألعاب التعليمية.