فُتن الغرب بالصعود السريع فى الصين لتصبح قوة اقتصادية عظمى، لكنه يتطلع شرقاً للاستفادة من تجارب معالجة ضعف مهارات الحساب فى الفصل الدراسى وفى سوق العمل.
يقبع تلاميذ الرياضيات فى الغرب من الفئة العمرية 15 سنة وراء نظرائهم فى المدن الصينية الرائدة وسنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية، بحسب ما تظهر المقارنات الدولية، فى حين يواجه ارباب العمل نسبة من 15-20% من خريجى المدارس والكليات يعانون من ضعف التحصيل الدراسى فى الرياضيات فى كل دفعة تخرج.
وكان «التخصيص» هو الكلمة الرنانة فى فى أنظمة المدارس الغربية فى العقود الأخيرة حيث يجرى نسج برنامج تعليمى وفق احتياجات التلاميذ ليتحركوا بسرعات مختلفة فى التحصيل الدراسى وهو ما ادى لتعزير فكرة ان الرياضيات تفوق قدرات بعض التلاميذ.
ما هى الرياضيات الآسيوية؟
ويقول تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية فى الفصول الدراسية الآسيوية، ويعتبر الفهم الاكيد فى كل مستوى من الرياضيات لكل مراحل التعليم لكل المجموعات الطلابية أكثر أهمية وكذلك أكثر فائدة للجميع بالمقارنة بالمنهج الغربى فى توزيع الطلاب على حسب قدراتهم، كما تتبنى المدارس الآسيوية مفهوم أن عمق الدراسة أهم من التوسع فى المنهج حيث يقضى الطالب المزيد من الوقت مع عدد اقل من الموضوعات، ويضع المعلمون خطة التدريس لتضمن فهم جميع التلاميذ الدروس بنفس الوتيرة ويتم انتقاء الطلاب المتعثرين لتقديم مساعدة اضافية لهم فى كثير من الأحيان تكون خارج الحصص الدراسية المقررة.
وصف باحثون يعملون تحت اشراف الدكتور آلف كولز رئيس قسم اسلوب تدريس الرياضيات فى جامعة بيستول الأسلوب الآسيوى بأنه يشبه الحركة الحلزونية لأن العملية التعليمية تسير فى حلقات متكررة للتأكد من تعزيز الفهم لدى الطالب بدلا من الطرق التقليدية الغربية التى تدفع الطلاب الأكثر قدرة قدما إلى موضوعات أخرى، فى حين يتركون آخرين يكررون ما فشلوا فيه فى وقت سابق.
وبحسب كولز فإن الولايات المتحدة تشهد اقبالا كبيرا على مناهج الرياضيات المدرسية المستوردة من سنغافورة حيث يتدرب عليها الأبناء فى المنازل اذا كانوا محظوظين بآباء يملكون بعد النظر وفى المملكلة المتحدة قامت مجموهة مادارس أراك وهى من المدارس الأكاديمية، التى تديرها جمعية خيرية تعليمية دولية تابعة لصندوق تحوط، وقد تم وضع برنامج يسمى «اتقان الرياضيات» بحيث يمكن اعتماده فى مكان آخر.
ويحذر تقرير صادر عن مؤسسة التعليم الخيرى فى المملكة المتحدة من أن نماذج تقييم الطلاب فى العصر القمى قد عفا عليها الزمن، مشيرا الى أن المعادلات التربيعية والقسمة المطولة ليست ذات فائدة كبيرة فى مكان سوق العمل حاليا.
وتشعر ناتالى سنكلير، وهى باحثة فى مجال التعليم الرياضيات فى جامعة سايمون فريزر فى كندا، بالقلق أيضا من المحتوى من ان التركيز على الأرقام فى المدارس الابتدائية وعلى الجبر فى المدارس الثانوية لا يفيد مثل التفكير الاستنتاجى المطلوب للمهن بدءا من الهندسة إلى علوم الحاسوب.