الوكالة صدقت بشأن صعود المنظمات القوية والإرهاب.. وأخفقت فى تقدير النمو الأفريقى
نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى أى إيه»، “CIA” فى عام 2000 – أى قبل نحو 15 عاما- تقريرا من 70 صفحة حول ما ستكون عليه الحياة فى 2015.
ومع اقتراب نهاية العام الحالى، رصدت مجلة «بيزنس انسايدر» الأمريكية، مدى صحة أبرز التوقعات التى نشرتها الوكالة عام 2000، خصوصا المتعلقة بالمال والثروات.
وفيما يلى ملخص لبعض التوقعات، نقلها موقع «بيزنس إنسايدر»:
• سيتم تحديد مسار الشئون الدولية بشكل متزايد من قبل المنظمات القوية بدلا من الحكومات..
وهذا التوقع يعد صحيحًا تمامًا، وأحد الأمثلة عليه هو صعود الدولة الإسلامية.
وهناك أيضا فئات برزت من الجماعات التى طمست الخط الفاصل بينها وبين الدولة الرسمية، مثل الانفصاليين الموالين لروسيا فى أوكرانيا، والقراصنة الصينيين الذين يُشتبه فى سرقتهم لمعلومات تتعلق بملايين من موظفى الحكومة الأمريكية، فضلاً عن اختراق قراصنة يحتمل انتماؤهم لكوريا الشمالية، موقع شركة «سونى بيكتشرز» للإنتاج السينمائى العام الماضى.
• من الآن (2000) وحتى عام 2015 ستزداد التكتيكات الإرهابية تطورًا وستستهدف تحقيق عدد أكبر من الضحايا.
وهذا ما حدث بالفعل للأسف فى 11 سبتمبر 2001. كما أن كفاءة «داعش» فى تقنيات التشفير المحكمة للهروب من وسائل المراقبة والتجسس تمثل حالة جديدة من التطور.
• العراق وإيران سيطوران صواريخ طويلة المدى فى المستقبل القريب، وإيران ستتمكن من اختبار هذه الأسلحة فى وقت مبكر من 2001، بالإضافة إلى احتمالية تجربتها لصواريخ كروز بحلول عام 2004.
هذا التوقع حمل الكثير من نقاط الصواب والخطأ؛ خصوصا أن الولايات المتحدة قادت اتفاقا نوويا تاريخيا مع إيران فى يوليو 2015، أُطلق عليه خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
ومن المفترض أن هذا الاتفاق كان لكبح قدرة إيران على جمع العناصر اللازمة لصنع سلاح نووى خلال السنوات الـ15 المقبلة. لكن إيران اختبرت صاروخًا يعمل بالوقود السائل.. قادر على حمل رأس حربى نووى، الشهر الماضى.
ووفقا لوكالة «رويترز»، فإن إيران اختبرت صاروخا آخر لديه قدرة على حمل رؤوس نووية يسمى «عماد» فى أكتوبر الماضى.
• عدد سكان العالم سينمو من 6.1 مليار نسمة إلى 7.2 مليار نسمة.
لم يكن هذا التوقع دقيقا تماما، إذ يقترب التعداد العالمى للسكان من 7.4 مليار نسمة.
• موارد الطاقة ستكون كافية لتلبية الطلب.
هذا التوقع صحيح مع ارتفاع إنتاج البترول فى الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية. ورغم أن سعر الغاز الأمريكى انخفض مؤخرًا، فما زال الانتاج آخذا فى الارتفاع.
• الاقتصاد الصينى سيتجاوز نظيره الأوروبى ليصبح ثانى أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة
هذا التوقع صحيح نسبيًا. فوفقا لبعض المقاييس مثل تعادل القوة الشرائية، تفوق الاقتصاد الصينى حاليا على نظيره الأمريكى، ولكن بمقاييس أخرى يعد الاقتصاد الأوروبى ككل أكبر من كليهما.
• أوروبا لن تحقق أحلامها بالكامل فى التكافؤ مع الولايات المتحدة باعتبارها من يشكل النظام الاقتصادى العالمى.
هذا التوقع لم يكن صحيحًا تمامًا، لاسيما وأن تقرير وكالة الاستخبارات المركزية شابه الكثير من التفاؤل بشأن الاقتصاد الأوروبى، الذى شهد حالة من الركود عام 2015.
• الإصابة بالإيدز والمجاعة، واستمرار الاضطراباب الاقتصادية والسياسية سيؤدى إلى تراجع حجم التعدادات السكانية بالعديد من البلدان الأفريقية.
ما حدث هو العكس تمامًا؛ إذ ارتفع عدد سكان أفريقيا من 800 مليون نسمة فى 2000 حتى 1.1 مليار نسمة فى عام 2014.
ويتوقع تقرير للأمم المتحدة أن تستحوذ القارة الإفريقية على أكثر من نصف النمو السكانى العالمى بين الفترة الحالية وعام 2050.