“فلات 6 لابس” تؤسس صندوق استثمار خاصاً لتمويل 100 شركة ناشئة خلال 5 سنوات
دخول القاهرة ضمن أبرز عواصم الشركات الناشئة لم يكن مفاجأة لرواد الأعمال فى مصر الذين يرون، أن الشركات الناشئة فى مصر مؤهلة لجذب استثمارات تدعم نمو أعمالها.
لم يختلف رواد الأعمال على المعوقات التى تواجه النشاط، وتركزت فى التشريعات اللازمة لتنشيط ودعم ريادة الأعمال.
قال أحمد الألفى، المؤسس والمدير التنفيذى لصندوق “سوارى فينشرز”، إنه لم يتم التركيز على احتضان شركات جديدة من جانب “فلات 6 لابس” التابعة للصندوق العام الجارى، حيث إن التركيز الأكبر كان فى افتتاح 4 مكاتب جديدة أحدها فى أبوظبى.
قال “الألفى”، إنه يتم العمل على تحديث وتنقيح النموذج الاستثمارى الخاص بـ”فلات 6 لابس” حالياً، بالإضافة إلى إنشاء صندوق استثمارى خاص بـ”فلات 6 لابس” فى مصر للاستثمار فى 100 شركة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وعملت “فلات 6 لابس” فى الفترة الماضية على فتح مكاتب جديدة فى المنطقة أحدها فى أبوظبى خلال العام الجاري، بينما تستعد لافتتاح آخر فى بيروت بداية العام المقبل.
أضاف أنه من المستهدف ضخ استثمارات ما بين 15 و20 مليون دولار فى كل سوق، كما سيتم إستقبال تسجيل للشركات الناشئة فى مصر بحلول العام الجديد.
قال إنه يخطط لإغلاق صندوق “سوارى فينشرز” بـ50 مليون دولار نهاية العام، باستثمارات فى مصر وتونس، مبيناً أن “سوارى فينشرز” يستثمر فى مرحلة ما بعد “فلات 6 لابس”.
وأشار الألفى إلى أن حاضنة “فلات 6 لابس” تخطط لرفع الاستثمارات فى الشركات الناشئة لتصل بين 25 و50 ألف دولار، بينما يقوم صندوق “سوارى فينشرز” بضخ استثمارات تتراوح بين 200 ألف و2 مليون دولار وفقاً لحجم الشركة وتقييمها، ويمكن الاستعانة بشركاء آخرين فى حالة احتياج الشركة الناشئة استثمارات ضخمة.
ووفقاً لـ”الألفى”، يتم اختيار الشركات حسب قوة فريق العمل، وجودة الفكرة وإمكانية تنفيذها، كما يتم الاختيار وفقاً لوقت تقديم الفكرة، ويمكن أن تقدم الفكرة فى وقت متأخر، مشيراً إلى أن 300 فكرة يتم عرضها على “فلات 6 لابس” فى الدورة الواحدة، ويتم اختيار أفضل 10 فقط.
ويتم عرض الأفكار مرتين سنوياً، بهدف تخريج 20 شركة ناشئة سنوياً من الحاضنة، وتقدم الحاضنة كافة التدريبات اللازمة للشباب وتقديم كافة المساعدات المطلوبة فى مجال عملهم.
لم يتفاءل الألفى بالتشريعات والقوانين فى مصر معتبرها عائقاً أمام نمو بيئة ريادة الأعمال، بعكس ما يحدث فى دبي، حيث يمكن إنشاء وتصفية شركة خلال يومين، وهو ما يشجع على المخاطرة.
اضاف أن هناك العديد من القوانين التى تحتاج إلى تعديلات كقوانين تأسيس الشركات، والإدارة بجانب بعض القوانين الأخري.
وقال إن “سوارى فينشرز” تتخذ قرار ضخ الاستثمارات بالشركات الناشئة بعد دراسة مستفيضة للشركة، وإن الصندوق يمول الشركة بعد تخرجها من “فلات 6 لابس” ودخولها دورة استثمارية جديدة، للتأكد من إمكانية النمو وتحقيق الأرباح.
يرى الألفى ضرورة توافر عاملين أساسيين برائد الأعمال الناجح، التفاؤل والإيجابية، بالإضافة إلى العزيمة فى تحقيق الهدف.
وقال إن بيئة ريادة الأعمال تحتاج إلى مستشارين متخصصين، بالإضافة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات، مشيراً إلى وجود فجوة تمويلية كبيرة بين رواد الأعمال والمستثمرين فى السوق المحلي.
أضاف: “يعتبر أكثر العوامل التى تجذب المستثمرين قصص النجاح التى تتمكن من المنافسة عالمياً، ضارباً المثل بشركة (نفهم) المتخصصة فى تقديم فيديوهات تعليمية للمراحل المختلفة، ونجحت فى طرح مفهوم جديد للتعليم فى مصر.
ووفقاً للألفى يعد قطاع تكنولوجيا المعلومات أبرز القطاعات الجاذبة للاستثمارات، وتستحوذ على نصيب الأسد بحصة تقارب 90% من إجمالى استثمارات ريادة الأعمال، ويحتل قطاع البنية التحتية المركز الثانى ويليه مجال الخدمات المجتمعية الهادفة للربح.
وعن أسعار “الجريك كامبس”، قال الألفى، إنها تحدد حسب مساحة المكان التى يحصل عليها رائد الأعمال، كما أنه يضطر لتحديد إيجار المساحات بالجريك كامبس بالدولار بسبب التعامل مع الجامعة الأمريكية.
وقال إن إستنساخ بعض الأفكار من الخارج ليس معناه نضوب السوق المحلي، ولكن الفكرة حق للجميع وتنفيذها فى الأسواق المختلفة يؤكد قوتها.
توقع أن تصل استثمارات ريادة الأعمال فى الشرق الأوسط بين 500 مليون ومليار دولار خلال العام المقبل.
من جانبه، قال عبدالحميد شرارة، مؤسس قمة “رايز اب” لريادة الأعمال، إن أكثر القطاعات جذباً للاستثمار فى السوق المحلى يضم قطاعات الطاقة والنقل والمواصلات، كما استطاعت قطاعات التعليم والصحة جذب استثمارات الفترة الماضية، كشركتى “نبضة كير”، و”نفهم”.
عن أولويات “رايز اب” فى اختيار الشركات، قال شرارة، إنه يجب توافر عامل الابتكار، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى الشركات الناشئة لضمان دعمها.
أضاف: “وجود فجوة تمويلية كبيرة بين عدد رواد الأعمال والمستثمرين فى مصر يفرض ضرورة مواجهة هذا التحدى بطرق مبتكرة وتوفير موارد جديدة بمساعدة الحكومة”.
وحسب “شرارة”، يجب النظر إلى الجانب التشريعى، وتعديل القوانين التى تخدم مجال ريادة الأعمال وتعيق عمل الشركات الناشئة.
وتوقعت دينا المفتى، الرئيس التنفيذى لمؤسسة “إنجاز مصر” طفرة فى نشاط ريادة الأعمال الفترة القادمة، نتيجة ظهور قصص نجاح قادرة على جذب الاستثمارات الخارجية خلال العام الماضى وأبرزها محرك البحث “ياقوطة”.
وتحتضن “إنجاز مصر” حالياً شركة “جود سمارت” لتقديم الخدمات وتغيير ثقافة الشراء عبر السوبر ماركت، فى الوقت الذى ترى الفكرة المبدعة والمؤهلة للنمو وتحقيق الأرباح هدفاً لها لتمويلها.
تصل الاستثمارات التى تضخها “إنجاز مصر” فى الشركات الناشئة من 50 – 100 ألف جنيه على ان تقوم بعد انهاء فترة الاحتضان بتسويقها على المستثمرين.
وقالت إن “إنجاز” تستقبل أكثر من ألف شركة، وتقوم بتصفيتها إلى 100 لتبدأ تدريبها 3 أشهر، ويتم تأهيل 30 شركة للمرحلة الأخيرة التى تستهدف تخريج 10 شركات.