الشركة تتحول للخسارة للمرة الأولى فى تاريخها..وتتجه إلى خفض الإنتاج الربع الحالى
«هيرميس» تخّفض القيمة العادلة للسهم إلى 5 جنيهات.. وتتوقع تحولها للربحية فى 2017
رئيس «شعبة السيراميك»: تنافسية ضعيفة للمنتج المصرى فى أوروبا بعد انخفاض النفط عالمياً
ازداد الوضع سوءًا لدى صناعة السيراميك فى السوق المصرى إثر انخفاض أسعار النفط عالمياً، والتى أدت إلى ضعف القدرة التنافسية للمنتج المصرى، حيث اتجهت معظم اسعار السيراميك للانخفاض عالمياً بعد تراجع اسعار النفط وبالتالى انخفاض تكلفة الانتاج، فى الوقت الذى يعانى فيه المنتج المصرى من ارتفاع تكاليف الطاقة محلياً، وتجسدت هذه الأزمة فى تحّول شركة «ليسيكو» للخسائر للمرة الأولى منذ طرحها بالبورصة المصرية فى عام 2007.
وتتمثل ابرز التحديات التى تتعرض لها صناعة السيراميك، فى ارتفاع تكاليف الطاقة منذ يوليو 2014، ما ينعكس فى ارتفاع اسعار منتجات الشركات المصرية إذا ما قورنت بنظيراتها فى العالم ما يضعف من القدرة التنافسية للمنتج المصرى فى السوق الاوروبى، خاصة عقب تراجعات النفط بـ61% منذ 2014.
ويشهد السوق حالياً صراعاً شرساً بين الشركات المنتجة على عدم خفض الإنتاج على الرغم من تراجع الطلب، سعياً للحفاظ على الحصة السوقية، فضلاً عن تضحية شركات بأرباحها عبر البيع أقل من سعر التكلفة.
وتعد «ليسيكو» إحدى الشركات المقيدة فى البورصة المصرية منذ 2007، والتى وقعت ضمن ضحايا ارتفاع التكاليف وضعف التنافسية، وتعمل فى صناعة وإنتاج وتجارة جميع الصناعات الخزفية ويدخل فيها صناعة وإنتاج الأدوات الصحية، وكل أنواع البلاط للأرضيات والحوائط بأنواعها، وكل ما تستلزم هذه الصناعات من مكملات والبانيوهات، والحنفيات، والسيديلي، والخلاطات، ومكاينات خزان طرد المياه وخلافه.
وسجلت إجمالى مبيعات الشركة 1.062 مليار جنيه خلال 9 شهور من العام الحالي، مقابل 1.22 مليار جنيه عن الفترة المقارنة بخسارة 13% من قيمته، وانكمشت مبيعات الشركة خلال الربع الثالث من 2015، بنسبة 17.6% إذ وصلت 338.86 مليون جنيه مقابل 411.26 مليون جنيه عن نفس الفترة المقارنة.
وتحولت الشركة للخسارة خلال الربع الثالث بـ9.02 مليون جنيه، و 2.5 مليون جنيه عن الشهور الـ9، مقابل تحقيق 91.7 مليون جنيه ارباح عن بنهاية سبتمبر من العام 2014.
وتراجعت إيرادات شركة ليسكو خلال شهر اكتوبر الماضى بقيمة 10 ملايين جنيه و هو ثانى أقل شهر فى المبيعات على مستوى العام، لتحقق صافى مبيعات بـ108 ملايين جنيه مقابل 107 ملايين جنيه فى سبتمبر الماضى، ما أدى الى تكبد الشركة خسائر بقيمة 10 ملايين جنيه.
ومن ناحية أخرى نوه جلبرت غرغور رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذى لشركة «ليسكو» الى أن الأسواق المحلية والإقليمية للبلاط تشهد منافسة خاده فى ظل زيادة المعروض، وتخفيض الأسعار، مع استمرار الضعف فى الأسواق المحلية بسبب الوضع السياسى.وتوقع غروغور تأرجح ربحية الشركة فى حالة أى انخفاض أو ارتفاع طفيف فى المبيعات، مع طول مدة المنافسة الشديدة،مرجحا وجود ضغوط على أداء الشركة المالى على المدى القصير.
واضاف ان الشركة تعانى من تراجع نشاط البلاط خلال شهرى اكتوبر ونوفمبر فضلا عن تباطؤ أداء الأسواق التصديرية للأدوات الصحية يسبب الاستعداد لإجازات أعياد الميلاد المجيد، لذال تتوقع الشركة تدنى نتائج الربع الرابع والتأثير السلبى على نتائج العام ككلوطالب غرغور مجلس الأدارة بإعداد مذكرة لعرضها على الجمعية العامة العادية توصى بعدم توزيع أرباح عن عام 2015، مشيرا الى محاولة الشركة التركيز على التوسع فى الأسواق التصديرية وزيادة المعروض من منتجات الشركة مع تقديم ميزة تنافسية لتجاوز هذه الأزمة.
ومن زاويته، علّق طاهر غرغور العضو المنتدب للشركة قائلاً إن انتهاء الطلب الموسمى الاعتيادى مبكرا فى اواخر الربع الثانى، وتأثر الربع الثالث بإغلاق السوق لمدة أسبوعين تقريبا وكذلك انخفاض الانتاج بسبب شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، عوامل ساهمت فى التحول للخسارة.
وأضاف: «نحن نواجه حتى نهاية هذا العام وبداية العام المقبل تحديا كبيرا صعبا للغاية، كما أننا نفتقر إلى وضوح الرؤية والمؤشرات على عودة الأمور إلى نصابها».
وتابع: «من الواضح أن العام 2016 سوف يكون عاماً صعباً للغاية»، مؤكداً أن الشركة تخطط لمزيد من خفض الانتاج خلال الربع الأخير من عام 2015، وذلك للتأكد من عدم وجود مخزون سلعى إضافى بنهاية العام الحالى.
وتملك «ليسيكو» حصصاً فى 12 شركة تابعة، يقع 8 منهم فى مصر، علاوة على شركتين فى المملكة المتحدة، وشركة فى لبنان، وأخرى فى الجزائر.
كما ألمح وجيه بسادة رئيس شعبة السراميك، إلى انهيار صناعة السيراميك فى الوقت الحالى وتحول كثير من الشركات الى الخسائر نتيجة ارتفاع السعر النهائى للمنتج بعد زيادة تكاليف والناتجه عن رفع سعر الغاز الى 7 دولار للمليون وحدة، وذلك مقارنة بانخفاض الأسعار فى الأسواق المنافسة لتراجع برميل النفط إلى 40 دولارا ما صب فى صالح كثير من الدول.
وأوضح بسادة أن الأسواق الأوروبية باتت محرمة على الشركات المصرية لارتفاع تكاليف النقل والشحن ودعم الصادرات ضئيل للغاية فى حين تراجعت الصادرات الى الأسواق العربية بنسبة 60%، وعن الأسواق الأفريقية فتلقى نفس المصير لارتفاع مصاريف النقل فضلا عن زيادة المعروض.
وقال رئيس شعبة السيراميك إن الشركات تلجأ إلى البيع بأقل من التكلفة للمحافظة على حصتها السوقية وتواجدها بالمنطقة ما يزيد من المعروض ويكبد الشركات خسائر فادحة.
ومن جهتها، خفضّت بحوث المجموعة المالية هيرميس، القيمة العادلة لسهم «ليسيكو» الى 5 جنيهات للسهم، بعد توقعات انخفاض ربحيتها، وأضاف ملخص دراسة بحثية لـ«هيرميس»، أن تخفيض القيمة العادلة للسهم، جاء بعد توقعات تحقيقها لصافى خسارة خلال العام الحالى، وعام 2016، علاوة على تأجيل توسعات الطاقة الإنتاجية والاستيعابية.
وتشهد الفترة الحالية توقعات بانخفاض الطلب على منتجات الشركة فى العديد من أسواقها المهمة لعدة أسباب مختلفة.
وتوقعت «هيرميس» أن تتحول ليسيكو الى الربحية خلال بدءاً من العام 2017، مع توقعات بتكبد خسائر خلال 2015، و2016، جراء انخفاض الهوامش بعد ارتفاع تكاليف الطاقة، وضعف المبيعات.
وأضافت أن الشركة تسعى لزيادوة صادراتها إلى دول الاتحاد الأوروبى من خلال مكاتب التوزيع المنتشرة فى إيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة.