“فيسبوك” نافذة جديدة لبيع الملابس المستعملة
“البورصة” ترصد انتعاش تجارة الملابس فى وكالة البلح.. وعبدالسلام: %35 تراجعاً مرتقباً فى مبيعات الموسم الشتوى
ارتفاع تكلفة الإنتاج وزيادة أسعار البيع يهبطان بالمبيعات و”الوكالة” تربح عملاءً جدداً
ارتفعت أسعار الملابس الجاهزة بنسب ملحوظة مع بداية الموسم الشتوى الحالى، وشملت الزيادة المنتجات المستوردة والمحلية أيضاً، مما دفع العديد من المستهلكين للشراء من سوق الملابس المستعملة “البالة”، وكشفت البيانات ارتفاع حجم واردات الملابس المستعملة خلال السنوات الخمس الماضية.
قال محمد عبدالسلام رئيس غرفة الملابس باتحاد الصناعات إن، ارتفاع الأسعار يقود إلى زيادة التكلفة الإنتاجية على المصنعين، وارتفاع أسعار الكهرباء والنقل والخامات، وزيادة أسعار الدولار، مما أدى إلى ضعف تنافسية المنتج المحلى أمام نظيره المستورد، وتساوى سعريهما.
وتوقع تراجع مبيعات موسم الشتاء الحالى بنسبة 35% مقارنة بمبيعات الموسم الماضى، مشيراً إلى أن سوق الملابس الجاهزة يعانى حالة كساد منذ الصيف.
كشف عبدالسلام، عن إحجام 50% من المصانع عن الإنتاج فى الموسم الحالى، نتيجة ضعف الشراء، كما أشار إلى احتمالية انخفاض كميات الملابس المستوردة خلال المواسم المقبلة عقب رفع الأسعار الاسترشادية طبقاً للمذكرة التى قدمتها الغرفة لوزير الصناعة، بنسبة 10%، خصوصاً أن الدول المصدرة للملابس إلى مصر تدعم مصدريها بنحو 15%.
وحول العلاقة النسبية بين ارتفاع الأسعار وزيادة مبيعات “البالة”، قال يحى زنانيرى عضو غرفة صناعة الملابس، عضو جمعية منتجى الملابس “إيتاج”، عضو الغرفة التجارية “من الطبيعى أن ترتفع مبيعات سوق الملابس المستعملة لأنها أرخص.. كما تضم منتجات بحالة جيدة.. فكلما ارتفع سعر ملابس الدرجة الأولى، كلما زادت مبيعات الدرجة الثانية”.
وأكد أن التكلفة الإنتاجية ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10 و20%، مما تسبب فى ارتفاع أسعار المنتجات خلال الموسم الحالى بنسبة 20 – 25% عن العام الماضى.
وأضاف زنانيرى، أن المصانع خفضت طاقتها الإنتاجية بنسبة 50%، بسبب حالة الركود التى تشهدها الأسواق المحلية، وصعوبة المنافسة مع الواردات الأجنبية التى أغرقت السوق الفترة الماضية.
وفى جولة لـ”البورصة” داخل وكالة البلح بالقاهرة، أشهر سوق للملابس المستعملة فى مصر، ظهرت موديلات “إتش آند إم” و” زارا” و”بريشكا” والتى تعرض للبيع بـ 50 جنيهاً عبر باعة يرفعون شعار: “إلبس ماركات ولا أسعار المحلات”، كما ترتفع لافتات معلنة عن أسعار تتراوح جميعها بين 15 و35 و50 و75 جنيهاً، وتتردد على السوق مختلف الفئات العمرية والمستويات الاجتماعية.
قال “باسم زتون” أحد باعة “البالة” فى وكالة البلح: “ارتفاع الأسعار فى المحلات، ساهم فى زيادة الإقبال خلال الموسم الحالى، ومع انخفاض أسعار البالة وارتفاع جودة الملابس ازدادت المبيعات”.
وأشار إلى أن الإقبال الموسم الحالى أكبر من الموسم الماضى، ومتوسط عائد البيع لا يقل عن 2000 جنيه يومياً، وتتراوح قيمة الربح فى القطعة الواحدة بين 15 و20 جنيهاً.
أضاف أن الملابس يتم استيرادها وشحنها من بلجيكا إلى ميناء بورسعيد، وهى عبارة عن بواقى محلات الماركات العالمية، منها المستعمل ومنها الجديد، وتشترى بعض محال منطقة وسط البلد، الملابس الجديدة والملابس التى بحالة جيدة لبيعها على أنها جديدة.
وقال: “البالات مهربة من جمرك بورسعيد، مقابل ألف جنيه على الشحنة الواحدة، فالرسوم الجمركية تبلغ ضعف ثمن البالات.. ولذلك تدخل تهريب”.
وسجل حجم واردات مصر من الملابس المستعملة وفقاً لبيانات موقع Trade map والصادرة عن منظمة التجارة العالمية، نحو 5.2 مليون دولار عام 2014، وتعد بلجيكا أكبر دولة موردة لـ”البالات” لمصر بقيمة 1.68 مليون دولار، تليها الإمارات بقيمة 1.37 مليون دولار.
وتشير المعدلات إلى ارتفاع قيمة واردات “البالات” خلال عام 2015، إذ بلغت خلال شهر يناير الماضى نحو 177 ألف دولار، منها 42 ألف دولار لواردات بلجيكية، بينما صدرت الإمارات ملابس مستعملة بقيمة 77 ألف دولار، وتضاعفت الواردات خلال شهر فبراير 2015، إذ بلغت 535 ألف دولار، منها 276 ألف دولار لبلجيكا، و135 ألف دولار للإمارات.
وبلغ حجم الواردات خلال 5 سنوات 27.85 مليون دولار، بواقع 4.560 مليون دولار عام 2010، و3.315 مليون دولار عام 2011، و7.696 مليون دولار عام 2012، و7.042 مليون دولار عام 2013، و5.2 مليون دولار عام 2014.
وقال عبدالرسول رمضان، بائع بوكالة البلح: “البالة فيها فرز 1 وفرز 2.. وأحسن المستويات فى مصر وممثلين بيشتروا منها”.
وأشار إلى أن مبيعات الموسم الصيفى أكثر من مبيعات الموسم الشتوى.. لكن السوق بشكل عام يعانى من الركود منذ 3 سنوات.
وقال فارس لطفى، بائع، إن المشترى الذى تعود على شراء “البالة” لن يؤثر فيه ارتفاع أسعار الملابس الجديدة أو انخفاضها، خصوصاً أن البعض يفضل ارتداء منتجات الماركات الشهيرة، وليست لديه القدرة على شرائها من المحال الكبيرة، فى حين أن أغلى سعر للقطعة فى البالة 150 جنيهاً.
وقالت رنا عاطف – زبونة: “أسعار البالة أرخص، وتوجد ماركات غير متوافرة فى المحلات، ولست قلقة من أنها مستعملة”.
وأكدت شيماء إسلام – زبونة، أن الأسعار فى المحلات مرتفعة جداً وأقل قطعة سعرها 250 جنيهاً، بالإضافة إلى أن المستعمل خامته جيدة وأسعاره مناسبة.
وأوضحت سلمى محمد – زبونة، إن الأسعار مرتفعة جداً فى المحلى والمستورد.. وملابس “البالة” هى بواقى محلات “براندات” كبيرة ولا تتوافر فى مصر بهذه الجودة.
وأضافت رحاب محمد، أنها وجدت فى “البالة” سترة بسعر 50 جنيهاً، بنفس مواصفات وجودة سترة قامت بشرائها جديدة من أحد المحال بسعر 250 جنيهاً، ووجدت الملابس المستعملة سوقاً رابحة أيضاً فى مكان آخر ليس وكالة البلح ولكن “أون لاين” على مواقع التواصل الاجتماعى.
ودشنت أسماء مجدى صفحة على موقع “فيسبوك” صفحة “الوكالة” فى يناير 2015 وتتولى شراء الملابس المستعملة من الراغبين فى البيع وإعادة بيعها لآخرين يبدون رغبة فى شرائها من خلال رؤية صور الملابس على الصفحة.
وقالت مجدى لـ”البورصة”، إن الصفحة تستقبل بين 20 و100 قطعة يومياً.
أشارت إلى أن الملابس يتم توصيلها للمشترين عبر توصيلها مباشرةً إلى العميل فى إحدى محطات مترو الأنفاق أو شحنها بالبريد وتحدد تكلفة التوصيل بـ20 جنيهاً، أما هامش ربح الصفحة فيصل 10% من سعر القطعة.