انتهى معهد بحوث الإلكترونيات بوزارة البحث العلمى، من تصميم جهاز بصمة التماثيل والتحف الأثرية من خلال أشعة “المايكرويف” لحماية الآثار المصرية من السرقة.
ويعتزم المعهد الذى يضم أكثر من 300 باحث، بدء مفاوضات مع وزارتى الآثار والإنتاج الحربى لتحويل الاختراع إلى منتج يخدم الوطن.
قال الدكتور هشام الديب، رئيس المعهد، أحد المشاركين فى الإختراع، إن جهاز بصمة التماثيل عبر أشعة المايكرويف، تقوم فكرته على إرسال حزمة ضوء لكل تمثال على حدة، ويأخذ بصمته وجميع بياناته من طول وعرض ونوعه واسمه، ويحفظها، ليمكن العودة إليها فى أى وقت.
أوضح أن الجهاز يساهم فى تسهيل إنشاء قاعدة بيانات لجميع الآثار والتحف، ويستطيع أن يكشف إذا كان التمثال مزيفاً أو حقيقياً.
ولفت الديب، إلى أن المشكلة الحقيقية فى مصر أن البحث العلمى لا يتماشى مع الصناعة والمجتمع.
كما لا يوجد اهتمام بالاختراعات والاكتشافات المصرية.
والدولة تفضل اللجوء إلى الأجهزة و”السوفت وير” المستورد من الشركات العالمية، فى حين أن المنتج المصرى فى الغالب يكون أفضل وأضمن للدولة.
وأشار إلى ضرورة اهتمام الدولة بالبحث العلمى والاكتشافات والإختراعات المحلية، وتشجيع أصحابها على إجراء مزيد من الاختبارات المعملية، التى تساهم فى التطور التكنولوجى والتنمية داخل الوطن.
وأوضح أن المعهد بدأ فى تنفيذ هذا الجهاز منذ 3 سنوات تقريبا، وتم الانتهاء من النسخة المعملية منذ نحو شهر، ليحصل الجهاز بعدها على براءة اختراع.
والخطوة المقبلة تتمثل فى التفاوض مع وزارة الآثار والإنتاج الحربى لتحويل هذا الاختراع إلى منتج يخدم البلاد.
قال الديب، إن فكرة الاختراع جاءت من خلال التصوير عبر أشعة المايكروويف، مضيفا أن أكبر مزايا الاختراع، قدرته على التصوير بشكل غير مرئى.. فمن الممكن وضع جهاز المايكرويف فى أى مكان فى الغرفة ويتم التقاط الصور دون أن يشعر أحد.
وحول صفحات “فيس بوك” التى تروج لبيع وتجارة الآثار، قال الديب إن الحل الوحيد للقضاء على سرقة القطع الأثرية والتماثيل التى يتم الترويج لها بشكل إلكتروني، وأياً كانت الوسيلة، هو إنشاء قاعدة بيانات واستخدام بصمة أشعة المايكرويف للوصول لمن يقومون بسرقة الآثار ويروجون لبيعه.
وقالت الدكتورة هالة الصادق إحدى المشاركات فى اختراع بصمة التماثيل عبر أشعة المايكروويف، إن الجهاز يقوم بعمل “scan” أو فحص وتدقيق للغرف والمتاحف، ويساهم فى منع أى حالات سرقة أو تحريك للقطعة الأثرية من مكانها.
وحال استبدال أى تمثال أو قطعة أثارية بالمتحف يعطى الجهاز إنذارا للمراقبين على المكان سواء عن طريق مسجد عبر الموبايل أو جهاز لاسلكى أو غيره حسب ضبطه، مشددة على ضرورة أن تتحرك الدولة لتشجيع الابتكارات الحديثة، التى تساهم فى الحفاظ على تاريخها.
وأوضحت أن المركز استورد “بوردة” الجهاز من الخارج، وتم تصميم الأشعة داخل معاملة، لافتة إلى ضرورة ربط التكنولوجيا والبحث العلمى فى جميع القطاعات لمواكبة التطور العلمى.
أشارت الصادق، إلى أن الدول الأوروبية تنفق مبالغ كبيرة سنوياً على صيانة أجهزة مراقبة للآثار والتحف التى تميزها عن غيرها، فى الوقت الذى ما زالت تستخدم فيه المتاحف المصرية كاميرات المراقبة التقليدية والدفاتر القديمة لمتابعة آثارها.