إيران غاضبة.. وأمريكا وبريطانيا قلقتان وبان كى مون يشعر بـ«فزع شديد»
أثار إعدام السعودية سبعة وأربعين شخصاً بتهمة الإرهاب، ومن بينهم رجل دين شيعى بارز غضباً إيرانياً وقلقاً عالمياً واسعاً.
واقتحم محتجون إيرانيون غاضبون السفارة السعودية فى طهران فى ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد احتجاجاً على على إعدام رجل الدين الشيعى (نمر النمر)، وأشعلوا حرائق بداخلها قبل أن تتدخل الشرطة.
وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً دعت فيه المحتجين إلى الهدوء، وحثتهم على احترام المبانى الدبلوماسية، حسبما أورد موقع انتخاب الإخبارى على الإنترنت، ونقلت عنه وكالة أنباء «رويترز».
وعبر المرشد الأعلى لإيران، على خامنئى، عن غضبه، وقال إن الانتقام الإلهى سيحل بالساسة السعوديين لإعدامهم (النمر) يوم السبت الماضي.
ونقل التليفزيون الرسمى الإيرانى عن خامنئى قوله: «إن دماء هذا الشهيد المقهور التى سفكت دون وجه حق سيكون لها تأثير قريباً، وسيطال الانتقام الإلهى الساسة السعوديين».
ويذكر تقرير لوكالة «رويترز»، أنه على الرغم من أن معظم من أُعدموا وعددهم 47 شخصاً كانوا من السُنة الذين أدينوا فى هجمات لتنظيم القاعدة فى السعودية قبل عشر سنوات كان النمر وثلاثة شيعة آخرون وكلهم أُدينوا بالمشاركة فى إطلاق نار على الشرطة هم من اجتذبوا معظم الاهتمام فى المنطقة وخارجها.
ويبدو أن هذه الخطوة أنهت أى آمال بأن يؤدى ظهور عدو مشترك، وهو تنظيم الدولة الإسلامية إلى بعض التقارب بين القوتين السنية والشيعية فى المنطقة واللتين تؤيدان أطرافاً متعارضة فى الحروب المحتدمة حالياً فى سوريا واليمن.
كما انتقد المرجع الشيعى الأعلى فى العراق، على السيستاني، إعدام النمر، وقال فى رسالة وجهها إلى سكان القطيف بالمنطقة الشرقية فى السعودية، حيث كان يخطب النمر قائلا: «تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد جمع من اخواننا المؤمنين فى المنطقة الذين أريقت دماؤهم الزكية ظلماً وعدواناً ومنهم العالم المرحوم الشيخ نمر النمر طاب ثراه».
ومن جانبها، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من أن يؤدى إعدام الشيخ النمر إلى مزيد من التوتر الطائفى، بينما يحتاج الوقت الحالى إلى خفض ذلك التوتر.
وحثت وزارة الخارجية الأمريكية، حسبما نقلت «بى بى سي»، زعماء المنطقة على مضاعفة جهودهم لخفض التوتر. كما طالبت الخارجية الأمريكية السعودية باحترام حقوق الإنسان، والسماح بالتعبير السلمى عن المعارضة.
كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، أمس، إنه يشعر بـ«فزع شديد»؛ بسبب إعدام رجل دين شيعى بارز، و46 شخصاً آخرين فى السعودية ودعا إلى الهدوء وضبط النفس.
وحث الأمين العام كل زعماء المنطقة على العمل لتفادى تفاقم التوترات الطائفية.
وقالت منظمة العفو الدولية، إن إعدام السعودية لرجل دين شيعى بارز يدل على أن المملكة «تستخدم الإعدام لتسوية حسابات سياسية».
وقال فيليب لوثر، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوكالة «أسوشيتد برس»: «ما قالته السلطات السعودية حتى الآن يؤكد أنهم يعتبرون هذه الإعدامات وسيلة لحفظ الأمن، ولكن إعدام النمر يوحى بأنهم يستخدمون الإعدام لتسوية حسابات سياسية».
وأضاف «لوثر»، أن المملكة تستخدم «ستار مكافحة الإرهاب» لقمع المعارضة، بعد صدور أحكام الإعدام على النمر، وناشطين شيعة، وسنة متهمين بتورطهم فى هجمات القاعدة.
أما بريطانيا فقد انتقدت بحذر عمليات الإعدام السعودية، وقال وزير الخزانة، ديفيد جواك، إن طريقة تنفيذ الإعدام، وهى مزيج من قطع الرؤوس وإطلاق النار، بمثابة «تطور مقلق للغاية».
ومع ذلك أكد فى حديث له مع قناة «سكاى نيوز»، أن العلاقات بين بريطانيا والسعودية حيوية للحفاظ على الأمن.
وأضاف أن وزير الخارجية، ديفيد كاميرون، قال بوضوح، إن «الاستخبارات السعودية ساعدت على إنقاذ أرواح وحماية الشعب البريطاني».
فى المقابل، استمرت المملكة فى الدفاع عن الإعدامات، وظهر ذلك فى البرامج التليفزيونية، وفى شكل تصريحات مختلفة بنفس المعنى تؤيد الخطوة على ألسنة كبار مشايخ المملكة، ومن بينهم المفتى عبدالعزيز آل الشيخ.
وأعلنت الإمارات العربية المتحدة والبحرين حليفتا المملكة فى المنطقة عن دعمهما للخطوة السعودية، وأعلن وزير الخارجية الإماراتى عبدالله بن زايد تأييد بلاده «الكامل للمملكة العربية السعودية، فيما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف».
وأعلنت البحرين، فى بيان أصدرته أمس، عن تضامنها مع المملكة، وتأييدها فى «كل ما تتخذه من إجراءات رادعة ولازمة لمواجهة العنف والتطرف»، مشددة على أن قيام السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية بحق من ثبتت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم المنسوبة إليهم «خطوة ضرورية ومهمة للحفاظ على أمن وأمان أبناء الشعب السعودى، والمقيمين على أرضه».