التوترات السياسية تفشل فى رفع أسعار البترول.. والذهب المستفيد الأكبر
بدأ العالم عامه الجديد بأزمة دبلوماسية وموجة بيع فى الأسواق المالية العالمية، بسبب تصاعد التوترات بين إيران والسعودية، بعد إعدام الأخيرة رجل دين شيعياً، إضافة إلى الأنباء الاقتصادية الصناعية الضعيفة فى الصين، ما أدى إلى موجة بيع فى الأسواق العالمية.
واستقرت أسواق الأسهم العالمية فى جلسة أمس الثلاثاء باستثناء الصين التى أغلقت على تراجع، وبدأت البورصات العالمية العام الجديد بموجة بيع فى جلسة الاثنين وهى أولى جلسات عام 2016.
وأغلقت بورصتا شينزن وشنجهاى على تراجع جلسة الثلاثاء بعد تداولات متقلبة تسببت فى تراجع بورصة شينزن بنسبة 1.86% إضافية، بعد معاناتها من أكبر خسارة فى تسع سنوات جلسة أول من أمس الاثنين.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»: تأرجحت أسعار الأسهم فى اليوم التالى من تسبب البورصات الصينية فى اضطرابات فى الأسواق العالمية، نظراً إلى تراجع مؤشر «فوتسي» العالمى بنسبة 2.7%، وهو أكبر تراجع منذ 24 أغسطس.
وأغلق مؤشر شنجهاى جلسة الثلاثاء متراجعاً بنسبة 0.26%، وارتفع مؤشر «سى إس آى 300»، الذى يضم أكبر الأسهم فى البورصتين بنسبة طفيفة 0.28%.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن الصين تحركت لدعم سوق أسهمها، حيث اشترت الصناديق المملوكة للحكومة أسهماً، كما أشارت هيئة تنظيم الأوراق المالية فى الدولة إلى أنها ستمد حظر بيع الأسهم على كبار المساهمين إلى ما بعد الأسبوع الجاري.
وتدخلت الصناديق الحكومية لشراء الأسهم المحلية الثلاثاء بعد تراجع مؤشر «سى إس آى 300» بنسبة 7% أول من أمس، ما تسبب فى تعليق التداول لبقية اليوم.
وطالبت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية البورصات بإخبار الشركات شفهياً بأن حظر بيع كبار المساهمين للأسهم والممتد منذ 6 أشهر، سوف يكون سارياً حتى بعد 8 يناير.
أما الأسهم الأوروبية فقد انتعشت الثلاثاء عقب موجة صعود لأسهم شركات التعدين والاتصالات، وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1% إلى 1415.77 نقطة، بعد أن هبط 2.5% يوم الاثنين، مسجلاً وقتها أكبر هبوط يومى منذ أوائل ديسمبر.
كما ارتفع أداء أسهم شركات الاتصالات، بعد أن أكدت شركة أورانج الفرنسية للاتصالات، أنها تجرى مفاوضات تمهيدية من جديد بشأن الدمج مع منافستها المحلية (بويج) التى ارتفع سهمها 1.4%، فى حين ارتفع سهم ألتيس 4.3% وقفز سهم نوميريكابل 6.4%.
وكان مؤشر فاينانشيال تايمز البريطانى فتح مرتفعاً 1.1%، ليغلق على ارتفاع نسبته 0.86%، كما أنهى مؤشر «كاك 40» الفرنسى تعاملاته على ارتفاع بنسبة 0.68%، وصعد مؤشر داكس الألمانى بنسبة 0.35%.
وانخفض مؤشر «ستوكس يوروب» بنسبة 0.3% خلال تداولات أمس بعد إغلاقه جلسة الاثنين على تراجع بنسبة 2.5%، لكنه عوّض خسائره، ليغلق فى المنطقة الخضراء، مرتفعاً بنسبة 0.6%.
وتراجع مؤشر «مورجان ستانلى كابيتال إنترناشونال» للأسواق الناشئة بنسبة 0.1%، بعد إغلاقه يوم الاثنين عند أدنى مستوياته خلال ستة أشهر.
قالت وكالة «رويترز» للأنباء، إن البترول فقد بعضاً من المكاسب التى حققها فى وقت مبكر من جلسة اليوم الثلاثاء، بعد تأثير البيانات الصينية الكئيبة على الأسواق العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة للبترول فى البداية، متبعة الأسهم الآسيوية، ولكن تراجعت فى وقت لاحق تأثراً بالبيانات التى تشير إلى أن حجم الشحن عبر السكك الحديدية الوطنية فى الصين سجل أكبر انخفاض سنوى لها على الإطلاق فى عام 2015، ما يثير التساؤلات حول كيف سيؤثر تباطؤ ثانى أكبر اقتصاد فى العالم على الخام.
وفى وقت إعداد التقرير فى الساعة الثالثة بتوقيت جرينتش، كان البرنت يتداول عند 36.60 دولار للبرميل، بانخفاض 62 سنتاً، وبنسبة 1.67% عن إغلاق الجلسة السابقة، فى حين كان الخام الأمريكى منخفضاً بنسبة 1.36% عند مستوى 36.20 دولار للبرميل.
وارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط، كما تسبب اضطراب أسواق الأسهم العالمية فى زيادة الإقبال على المعدن باعتباره ملاذاً آمناً، وفقًا لوكالة «رويترز».
وفى الساعة الثالثة بتوقيت جرينتش، كان الذهب يتداول مرتفعاً بنسبة 2.16 عند 1076.77 دولار للأوقية.
وفى وقت إعداد التقرير، افتتحت الأسهم الأمريكية تداولاتها على ارتفاع نتيجة تعافى المستثمرين من موجة البيع يوم الاثنين الماضي.
وكانت الأسهم الأمريكية قد انهت تداولات يوم الاثنين على تراجع حاد، وتكبد مؤشر «داو جونز» أكبر خسائر منذ 2008، وأدت بيانات التصنيع الأمريكية إلى زيادة الأمر سوءاً.