شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت احتفالية يوم الشباب المصري وذلك في دار الأوبرا.
وحضر الاحتفال المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وبدأ الاحتفال بتلاوة أيات من الذكر الحكيم بصوت القارىء الشيخ ياسر الشرقاوي، ثم تم تقديم عرض فيلم تسجيلي عن الشباب المصري، وقام كورال من شباب الأوبرا بآداء مجموعة من الاغاني الوطنية.
وعقب ذلك ألقى وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز كلمة أعرب فيها عن أمله في أن تحقق الأمة المصرية في العام الجديد انجازاتها وطموحاتها، تدفع بها قدما على طريق التقدم والتنمية.
وأضاف عبدالعزيز ” أننا في بداية مرحلة جديدة لتطوير العمل الشبابي على كافة الاصعدة الثقافية والاقتصادية والسياسية لتحقيق طفرة ملحوظة في حياة شباب مصر وتأثير حقيقي في وجدانه”، مشيرا إلى أن مصر انتهت منذ أيام من تنفيذ خارطة الطريق، وتحديد معالمها تلبية لنداء الشعب المصري، في يوم مشهود من الأيام المجيدة هو الأربعاء 3 يوليو 2013.
وأشار إلى أنه خلال تلك الفترة كتبت مصر دستورها الجديد وانتخبت رئيسها وانتخب مجلسها النيابي في مراحل ثلاث شهدت لها كافة الدوائر العالمية والمحلية وسط مناخ انتخاب آمن ومستقر رغم ما تمر به المنطقة من أخطار، الأمر الذي اعتبره العالم كله عصرا جديدا تبدأ فيه هذه الأمة الشابة بقواعد راسخة تتحمل أن يرتفع بها البنيان إلى درجات أعلى.
وقال المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة في كلمته ” سيادة الرئيس في بيانكم للأمة في يوليو 2013، الذي حدد خارطة الطريق نص ضمن بنوده على اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين الشباب في مختلف مؤسسات الدولة ليكون شريكا في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين، ومواقع السلطة التنفيذية، فكان البرنامج الرئاسي المتكامل لتأهيل الشباب على القيادة من خلال صقل قدراتهم والعمل على تنمية مهاراتهم، وإعطائهم الفرص المتساوية لخدمة بلدهم والذي بدأ خطواته الفعلية خلال العام الماضي وسط إقبال من شبابنا في مختلف محافظات الجمهورية”.
وأضاف أن ” دستورنا الجديد نص على تمثيل الشباب في أول مجلس للنواب بعد إقراره، وعلى تخصيص 25% من مقاعد المجالس المحلية الشعبية للشباب وهو الأمر الذي يؤدي معه غدا 57 نائبا في مجلس النواب الجديد تحت 35 سنة اليمين الدستورية وهي أرقام تتوافق مع المعايير العالمية لتمثيل الشباب في مجالس النواب ويجعل مصر تتصدر دول المنطقة في هذا الشأن”.
وقال المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة في كلمته باحتفالية يوم الشباب المصري أن ” الرؤية الذي تقدمت بها سيادتكم للعمل الوطني لأبناء الشعب كمرشح لانتخابات الرئاسة في مايو 2014، اشتملت على هدف أساسي، هو أن يتبوأ الشباب صدارة المشهد في تحقيق الآمال، وتنفيذ الأهداف التي تضمنتها تلك الرؤية .. ويتم الآن تنفيذها على أرض الواقع وهو الهدف الذي وجدنا على أساسه أكثر من نصف أعضاء المجالس التخصصية المختلفة التابعة لرئاسة الجمهورية من الشباب بالإضافة إلى العديد من نواب ومساعدي ومعاوني الوزراء والمحافظين يمثلون هذه المرحلة العمرية”.
وأشار إلى أن التكليف الرئاسي الصادر في سبتمبر 2015 للحكومة المصرية برئاسة المهندس شريف إسماعيل اشتمل على وضع برامج التشجيع لكافة المواطنين على ممارسة الرياضة وتشجيع المجتمع المدني على المساهمة في تبني الواعدين في المجال الرياضي لتحقيق البطولات وزيادة الاعتماد على الشباب في متابعة المشروعات والشئون المختلفة.
وتابع ” لقد حرصت وزارة الشباب والرياضة على تطوير البنية الأساسية للمنشآت الشبابية والرياضية في الأندية ومراكز الشباب لتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية وإنشاء وتطوير المراكز الرياضية المتخصصة، وأبرزها المركز الأوليمبي لتدريب الفرق والمنتخبات الوطنية بالمعادي لتأهيل وصقل أبطالنا الرياضين ليكونوا قادرين على المنافسة في البطولات والمحافل الدولية المختلفة وكان لهذا الأمر أثره الفاعل في تصدر بعض أبطالنا الرياضين للترتيب العالمي في بعض الألعاب، والتأهل غير المسبوق للدورة الأولمبية في (ريو دي جانيرو) بالبرازيل في الصيف القادم، وتحقيق نتائج تشهدها الرياضة المصرية لاول مرة في تاريخها في التايكوندو والعاب القوى والسباحة والاسكواش ورفع الاثقال والملاكمة والكاراتية والرماية وكرة اليد والخماسي الحديث وتنس الطاولة”.
وقال خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة إن تطوير البنية الأساسية شملت استكمال تطوير وتحديث المدن الشبابية ومراكز التعليم المدني وبيوت الشباب في مختلف المحافظات خاصة الحدودية منها ومحافظتي الاقصر وأسوان لتستوعب أعدادا كبيرة من الشباب لممارسة الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية التي تستهدف بث روح الولاء والانتماء.
وأشار إلى برنامج (أعرف بلدك)، والتي يشارك فيها أسبوعيا آلاف الشباب من مختلف المحافظات المصرية وبعض البلدان العربية والأفريقية وشملت الاقصر واسوان وشرم الشيخ والغردقة وبورسعيد ودمياط، ومسابقة (إبداع) الثقافية الفنية بين شباب جميع الجامعات والمعاهد العليا والتي يشارك فيها هذا العام أكثر من 7 آلاف من الطلبة للتنافس في مختلف مجالات الفنون.
ولفت إلى العديد من المسابقات الرياضية التي يتم تنفيذها مع بعض المؤسسات الكبري وأبرزها دوري مراكز الشباب الذي يشارك سنويا فيه أكثر من 600 مركز شباب من جميع المحافظات وتصل أعداد الشباب المشارك فيه عشرات الالاف.
وأكد أن من بين أهداف تطوير البنية الاساسية تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان تمتع الشباب بفرص متساوية في استخدام منشآت متميزة على غرار مركز شباب الجزيرة، لافتا إلى أنه تم تطوير بعض مراكز الشباب تطويرا شاملا وإنشاء ملاعب رياضية في أكثر من 2500 قرية ومدينة مصرية ويتم العمل للوصول إلى 4000 ملعب قبل نهاية العام الحالي.
وأكد أن كافة مؤسسات الدولة تسعى وتبذل قصارى جهدها لتنمية مهارات الشباب وتدريبهم لتصدر المشهد في القريب العاجل وتوفير المناخ اللازم لتنشئة جيل جديد قادر على تحمل المسئولية خلال هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الانسانية.
وتابع قائلا “إن الشباب دائما في حاجة إلى قدوة حقيقة يهتدي بها ويراها مثالا عمليا جليا تجمع بين وضوح الرؤية والهدف وصدق النية في العمل والقدرة على الانجاز والتعايش وحسن الخلق والتواضع والفهم الحقيقي لصحيح الدين وأحسب أن الشباب المصري يجدها الآن أمامه وعليه أن يتطلع إليها ويستفيد منها”.
وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي حول برنامج تأهيل الشباب للقيادة.
من جانبه، قدم الدكتور طارق شوقي، أمين عام المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية لمحات سريعة من مشروع البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ومشروع بنك المعرفة المصري الذي سوف يتم إطلاقه اليوم.
وأكد أن هذه المبادرة أطلقت في ديسمبر 2014، وتسعى إلى بناء العقل العلمي المصري وتمكين الشباب من التعلم مدى الحياة، موضحا أن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب تم تمويله من صندوق “تحيا مصر” ويهدف إلى إنشاء قاعدة غنية من الكفاءات الشابة التي تستطيع ممارسة العمل العام والمشاركة في صنع القرار بتطبيق أحدث نظريات الادارة والتخطيط العلمي وتطبيق الاساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية.
وقال شوقي “قمنا بعمل اختبارات لغة وثقافة وإطلاع وقمنا بقياس التفكير المنطقي والمهارات الاساسية، وستكون وسائل التدريب القادمة بها نماذج المحاكاه ومشروعات تخرج فردية ووسائل تفاعلية والتعلم بالتجارب وأنشطة كثيرة أخرى”.
وأعرب عن أمله في الحصول على نتائج ملموسة، قائلا ” الحقيقة كانت الخبرة الخاصة بمجموعة العمل التي شاركت فيها وزارة الشباب والكثير من مؤسسات الدولة تجربة عظيمة، ورأينا شباب أكثر من عظيم .. ونحن سنبدأ في تدريب عدد قليل من الشباب ثم سنتوسع في هذه التجربة”.
وقال الدكتور طارق شوقي أمين عام المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية إن مشروع بنك المعرفة سيمثل نهضة علمية وتعليمية وثقافية لمصر خاصة في ظل وجود شراكة دولية مع كبرى دور النشر في العالم، وذلك لتمكين شباب مصر من التنافسية العالمية.
وأشار إلى أن مشروع بنك المعرفة يمثل كذلك الأرضية الرئيسية لتنفيذ الرؤية الخاصة بفكرة مجتمع مصري يتعلم، موضحا أن كل المشاريع القادمة المتعلقة بالتعليم والبحث العلمي والمعرفة ستكون مبنية على هذا البنك، كما يهدف إلى ترشيد النفقات في الدولة وتعظيم الفائدة مع مراعاة متطلبات العدالة الاجتماعية التي تتيح هذا المحتوى لكل المواطنين دون تمييز.
وأوضح أن المجتمع المتوقع أن يستفيد منه هذا المشروع يقدر بحوالي 5ر2 مليون مواطن وهم من مجتمع التعليم العالي والبحث العلمي حيث تضم مصر 22 جامعة حكومية وأكثر من 18 جامعة خاصة وعشرات المراكز البحثية، فضلا عن مجتمع التعليم الاساسي من الطلاب والمعلمين، والمجتمع المصري عامة المتطلع للمعرفة.
وأشار إلى أن البث التجريبي لموقع بنك المعرفة سوف يتاح اعتبارا من اليوم، وعقب ذلك تم عرض فيديو لمحتوى الموقع، وبعد ذلك تم عرض فيلم تسجيلي عن بعض نماذج الشباب المصري وتجاربهم الناجحة.