مفاوضات مع “تور اوبريتور” فى وسط آسيا وشرق أوروبا والمغرب لتسيير رحلات لمصر
تدشين خط طيران مباشر من اليابان للأقصر بدعم قيمته 70 دولارًا للمقعد
%18 تراجعًا متوقعًا فى دخل النشاط
%37 انخفاضًا بالأعداد خلال نوفمبر الماضى
ندرس وضع ميزانية مع الشركاء وآليات المساندة والإشراف على الخطوط
رغم الأزمات التى تعرض لها قطاع السياحة على مدى 5 سنوات فإنه لا يزال يعمل ويكافح للبقاء
قالت الدكتورة عادلة رجب المستشار الاقتصادى لوزير السياحة، فى حوار لـ”البورصة”: إن العام الأخير 2015 كان الأصعب على القطاع، خصوصا أنه شهد حوادث تفجير إرهابية، وسقوط الطائرة الروسية فى سيناء.
وتوقعت أن تتراوح قيمة الدخل السياحى بنهاية العام الماضى بين 5.5 و6 مليارات دولار، مقابل 7.3 مليار دولار العام قبل الماضى بانخفاض %18.
وأوضحت رجب أن وزارة السياحة أعادت النظر فى الخطط التسويقية عقب سقوط الطائرة الروسية، ودعمت خط طيران من اليابان للاقصر بداية من ديسمبر الماضى بـ70 دولارا للمقعد.
كما حققت السياحة العربية الوافدة من الإمارات العربية المتحدة، نموا بنسبة %20 والأردن %70 خلال نوفمبر، مضيفة أن “نمو التدفق العربى خلال الشهرين الأخيرين يعكس المساندة الاقتصادية”.
وأطلقت وزارة السياحة الحملة الترويجية فى الرياض خلال ديسمبر الماضى، لحفز النمو فى التدفق العربى الذى يعد أحد السيناريوهات لتلافى الآثار السلبية الناجمة عن توقف التدفق الروسى والإنجليزى لمصر.
وتجرى وزارة السياحة مفاوضات مع شركاء النشاط فى كازاخستان وأوزبكستان وأرمينيا وصربيا، لتسيير خطوط طيران لهذه الدول عبر الاتفاق مع شركة “إيركايرو” المصرية.
كما تدرس وزارة السياحة، الموقف مع وزارة الطيران المدنى، التى تنظر الاتفاقيات الثنائية مع هذه الدول. فالأولى مستعدة لتوفير دعم يصل إلى 3 آلاف دولار للرحلة الواحدة من هذه البلدان.
تتراوح تكلفة الرحلة لخط الطيران العارض بين 45 و50 ألفا دولار. وسيكون القطاع رابحا بالمساندة التى ستوفرها الوزارة للشركاء فى هذه الدول، إذ سيعيدون استخدامها فى الترويج لزيادة الأعداد الوافدة وفقًا لرجب.
وقالت، إن الوزارة تستهدف ايجاد ناقل وطنى للتدفق السياحى لمصر، حتى تخرج من احتكار الـ”Tour operator” وتغيير وجهات الطيران لمقاصد أخرى بدلا من مصر، خصوصا خلال أوقات الأزمات.
وأضافت: “الأزمة على مدى السنوات الخمس جعلتنا نفكر جيدا فى هذا الأمر، وهو ما نستهدفه خلال الفترة المقبلة. ونستطيع أن نفعل ذلك فى ظل المتغيرات التى يشهدها القطاع على مستوى العالم”.
وأكدت رجب أن هذه الحلول تحت الدراسة حاليا، وسيتم تنفيذها فى الأسواق الناشئة بالتعاون مع الشركاء فى هذه الدول والشركاء المحليين لوضع ميزانية تخصص للأسواق الناشئة فى وسط آسيا وبلدان أوروبا الشرقية لتشغيل خطوط من هذه الدول إلى شرم الشيخ مباشرة.
ووفقا لرجب، فإن وزارة السياحة،تترقب التوصل إلى اتفاق مع الشركاء حول إجمالى الميزانية المقررة، وآلية الدعم، وما إذا كان سيتم الدفع للشركة أو الوكيل؟ ومن سيكون مشرفا على المشروع؟
وقالت إن أوزبكستان وحدها يخرج منها سنويا 5 ملايين سائح إلى تركيا وأوروبا. وعلى القطاع أن يتواجد فى دول وسط آسيا فى ظل نمو دخل هذه البلدان خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت: لدينا عرض بتسيير خط طيران شارتر من كوانزو بالصين. كما ترغب شركات فى تسيير رحلات شارتر من المغرب العربى. وتدرس الوزارة كل العروض لتدشين خطوط الطيران خلال أقرب وقت بالتعاون مع وزارة الطيران المدنى.
أما بشأن الرحلات الوافدة من أوروبا فتقول رجب: “لا يخفى على أحد، أن التدفق انخفض بشدة عقب وقف الرحلات البريطانية لشرم الشيخ وتعليق الرحلات الروسية لمصر”.
وتم الاتفاق مع “ايركايرو”، على تسيير خط طيران عارض من شهر فبراير المقبل وحتى منتصف مايو.
وقالت إن سياح فرنسيين يأتون عبر خطوط شركة مصر للطيران، إلى القاهرة، ويتم نقلهم للأقصر.
وأضافت إن عودة الرحلات البريطانية والروسية ستكون فى أقرب وقت، بعد اختيار الحكومة للشركة البريطانية “كنترول ريسكيس”، لمراجعة إجراءات الأمن بالمطارات.
وتمثل السياحة الروسية نحو %35 من إجمالى الحركة السياحية الوافدة لمصر.
وقالت رجب: “خلال النصف الأول من العام الماضى كان هناك تحسن فى أعداد السياح الوافدين لمصر، إذ بلغ العدد 4 ملايين وافد مقابل 3.6 مليون خلال الفترة المقابلة من 2014.
وبلغ الدخل السياحى لمصر خلال النصف الأول من العام الماضى 3.3 مليار دولار. وفى الربع الرابع من العام نفسه وصل الدخل لـ1.3 ملياردولار. لكن العمليات الإرهابية فى المنطقة وليست فى مصر وحدها، مشيرة إلى أن العمليات الإرهابية لم تقتصر على مصر وحدها خلال الفترة الأخيرة، إذ وقع تفجير جربة التونسية، ثم امتد إلى فرنسا مما يدفع الدول للتشديد فى إجراءاتها الأمنية فى المطارات الآن.
وأضافت: شهد نوفمبر الماضى انخفاضا فى الأعداد السياحية بنسبة %37 فقط، وهى أقل من المتوقع وأقل من المؤشرات السابقة بوصوله إلى %50 عقب القرارات الروسية والبريطانية بوقف الرحلات.
وحققت وزارة السياحة خلال النصف الأول من العام الماضى، نموا فى الأعداد الوافدة من البلدان العربية بنسبة %21.4 اذ بلغت فى 6 أشهر (خلال الفترة من يناير إلى يونيو) 680 ألف سائح مقابل 560 خلال النصف الأول من 2004.
ورغم الآثار السلبية لانخفاض قيمة الروبل مقابل الدولار، فإن التراجع فى السياحة الروسية خلال الفترة نفسها لم يكن كبيرا، وبالكاد وصل إلى 100 الف سائح، إذ بلغ عدد الروس الوافدين لمصر خلال الفترة من يناير وحتى أغسطس 2 مليون سائح متصدرين قائمة الجنسيات الوافدة لمصر.
وبحسب المستشار الاقتصادى لوزير السياحة، فإن التدفق الأوروبى سجل 3 ملايين سائح خلال الفترة من يناير وحتى يونيو 2015، مقابل 2.8 مليون خلال فترة المقابلة من 2014. وتكثف وزارة السياحة الترويج فى البلدان التى لم تصدر أى تحذيرات سفر لمواطنيها لمصر ومنها أوكرانيا، أو تلك التى خفضت درجات التحذير ومنها بولندا، فضلا عن التعامل مع الأسواق العربية.