لم تضع السلطات الإيرانية وقتا للعودة الكاملة إلى سوق البترول العالمى، ولم يكد يمر يومان على رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها حتى أعلنت عن زيادة قوية فى إنتاجها النفطى.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن رئيس الشركة الوطنية للنفط فى إيران أعطى تعليماته بزيادة الإنتاج اليومى لطهران 500 ألف برميل ما أثار عدة تحذيرات من جانب الدول الأعضاء فى “الأوبك” بأن الأمر ينذر بامتداد فترة أكبر انهيار للأسعار على مدى عقد من الزمن.
وقال المدير العام للشركة البترول، ركن الدين جوادى: “ما لم تقم إيران بزيادة الإنتاج، ربما تزيد الدول المجاورة من حجم إنتاجها خلال الستة أشهر المقبلة أو عام واحد، والاستحواذ على حصة إيران”.
وتنبأ بأن تظل الأسعار أقل من 30 دولارا للبرميل ما لم يتم “توافق منطقى فى كيفية إدارة السوق”، فى إشارة إلى سياسة المملكة العربية السعودية بالاحتفاظ بصنابير الإنتاج مفتوحة للضغط على منتجى البترول ذوى التكلفة العالية.
وأضافت الصحيفة أن انهيار الأسعار أدى إلى خسائر كبيرة فى الوظائف لدى شركات الطاقة التى جمدت أكثر من 400 مليار دولار فى خطط إنفاقها، كما أن اقتصادات دول منتجة مثل نيجيريا وفنزويلا أصبحت تحت ضغوط شديدة، وتكاد تقترب الأسعار الحالية من ربع قيمتها، بعد أن وصلت إلى 100 دولار للبرميل فى الفترة التى تتراوح ما بين 2008 و2014.
وتقول الإمارات إنه فى حين أن طهران تمتلك الحق فى زيادة الإنتاج، إلا أن تلك الخطوة تهدد بمزيد من الضغط على الأسعار، وقال سهيل بن محمد المزروعى وزير الطاقة الإماراتى: “إن أى دولة ستقدم على زيادة المعروض بالوقت الراهن، ستزيد الأمر سوءًا”.
وتكافح إيران لبيع أسطولاً مكونًا من 25 من الناقلات العملاقة، التى تم تحميلها بالبترول الثقيل والمكثفات البترولية خلال فترة العقوبات وتخمة السوق.
وعلى الجانب الآخر، أظهرت الأقمار الصناعية أن أيا من تلك الناقلات لم تبحر بعد ظهر الاثنين، وهو ما تؤكده التصريحات الإيرانية بأنها ستحاول تجنب إغراق السوق المتخم بالمعروض.
لكن مسئولا إيرانيا سابقا فى مجال الطاقة قال: “ايران ليست راغبة فى دخول السوق فى وضعه الحالي، مع تداعياته، كما أنها ليست مستعدة لتقديم مزيد من التضحية، لصالح من استفادوا من غيابها”، مضيفا أن تحقيق هذا التوازن سيكون صعبا.
كما ستواجه الدولة عددا من الصعوبات الإضافية، فحتى بعد رفع العقوبات، لا تزال البنوك الأمريكية والمؤسسات المالية ممنوعة من التعامل مع مدفوعات لها علاقة بإيران.
يحيى الشعراوى