وصلت أول ناقلة بترول من الولايات المتحدة إلى أوروبا، بعد أن تم رفع القيود المفروضة على تصدير البترول الخام الأمريكى فى لحظة تاريخية للقطاع الذى يعانى من انهيار الأسعار.
وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن الشحنة أطلق عليها أعضاء لجنة الطاقة والتجارة فى مجلس النواب الأمريكى، اسم “سائل الحرية الأميركى” ورست ناقلة البترول “باناماكس” على ميناء فرنسى أمس، بعد أن غادرت “تكساس” منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع.
وتوقعت شركة “فيتول” أكبر تاجر مستقل للبترول فى العالم، تفريغ البضائع فى ميناء قرب مرسيليا، حيث سيتم بعد ذلك حملها عبر خط أنابيب إلى واحدة من مصفاتين تشغلهما الشركة فى أوروبا من خلال مشروع مشترك مع مجموعة “كارلايل”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تقييد صادرات الولايات المتحدة من البترول الخام منذ الحظر النفطى العربى فى السبعينيات. ولكن فى أواخر ديسمبر الماضى رفعت الولايات المتحدة الحظر، وسط عناء قطاع البترول الصخرى من أكبر انخفاض للأسعار فى فترة ما بعد الحرب.
وأوضح اوليفر جاكوب، لدى “بتروماتريكس” شركة استشارية فى زوغ، سويسرا أن التدفقات الأمريكية فى حد ذاتها ليست كبيرة حتى الوقت الراهن. ولكن هذه ليست سوى البداية.
وأدى زيادة انتاج البترول الصخرى من الولايات المتحدة إلى تراجع أسعار البترول، حتى اضطر المنتجون إلى تسريح الموظفين وخفض عدد الحفارات، ومن المتوقع أن يؤدى التراجع الكبير فى الأسعار إلى خفض الإنتاج الأمريكى بنحو 7% العام الجارى بنحو 8.7 مليون برميل يوميا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تواجه فيه العديد من الشركات الصغيرة إفلاسا محتملا أو إعادة الهيكلة مع بقاء الأسعار دون 30 دولارا للبرميل.
وتراجع أمس مؤشر سوق البترول الخام فى الولايات المتحدة أقل من 27 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2003.
وأوضح الأعضاء الجمهوريون فى لجنة الطاقة، أن رفع الحظر يمكن أن يعود بالنفع على شركات الصخر الزيتى الأمريكية، وتحسين أمن الطاقة الأميركى، إضافة إلى “مساعدة حلفائنا الأوروبيين” فى إشارة إلى الجهود المبذولة لخفض اعتماد تلك الدول على البترول الخام من روسيا.
وفى الوقت الذى قفز فيه إنتاج البترول الامريكى بنحو 50% منذ عام 2011، لا تزال البلاد مستوردا صافيا للبترول الخام. ومن المتوقع ارتفاع واردات الولايات المتحدة العام الجارى.
وانخفضت واردات الولايات المتحدة من البترول الخام الروسى أكثر من 100 ألف برميل يوميا فى عام 2012 إلى أقل من 20 ألف برميل يوميا فى 2014، لكنها بدأت فى الارتفاع مرة أخرى العام الماضى.