إعتماد أكبر على التكنولوجيا مقابل تقليص دور الفروع التقليدية
البنك الاهلى يدخل اول صارف الى تفاعلى للسوق المصرية ، وعودة يطرح NOVO ، وتكنولوجيا جديدة فى الطريق
البنوك تتنافس على طرح باقات مختلفة من المنتجات للأفراد لجذب شرائح أكبر عدد منهم للقطاع المصرفى
تشهد الفترة الأخيرة تحولا كبيرا فى اسلوب تقديم الخدمات المصرفية بالبنوك ، خاصة ما يتعلق بخدمات الأفراد ، أو التجزئة المصرفية ، حيث اتجهت البنوك لاستخدام التكنولوجيا فى تقديم تلك الخدمات بشكل كبير ، مقابل تقليص دور الفروع التقليدية .
وظهر اعتماد البنوك على التكنولوجيا فى تقديم خدمات الافراد تحديدا ، بشكل واضح ، خلال العام الماضى ، حيث شهدت السوق المصرفية المصرية دخول تكنولوجيا جديدة لأول مرة .
ففى منتصف 2015 ، كشف البنك الأهلى المصرى عن إطلاق أول صارف آلى تفاعلى (ITM ) ، Interactive Teller machine ، يتم دخوله للسوق المصرية ، من خلال شركة إن سى آر العالمية المتخصصة فى تصنيع الصارفات الآلية .
وبحسب علاء فاروق رئيس المنتجات والمبيعات المصرفية للأفراد والقنوات البديلة بالبنك ، فإن هذه الخطوة كانت بمثابة تطور كبير فى مجال التكنولوجيا المستخدمة بالبنوك .
أوضح فاروق ، أن تلك الآلة تتيح لعملاء البنك إجراء أغلب التعاملات المصرفية ، عن طريق التواصل السمعى والبصرى مع موظف البنك ، من خلال الفيديو كونفرانس على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.
ويقوم هذا الصارف التفاعلى بتقديم عمليات السحب و الإيداع النقدى ، وإيداع الشيكات للتحصيل ، والتحويلات بين حسابات العميل ، بالإضافة إلى تقديم الاستفسارات اللازمة عن خدمات ومنتجات البنك الأهلى .
أضاف فاروق ، أن هذا الصارف يعمل ببرنامج الـ – Activate ، الذى يعد أحدث إصدارات شركة NCR العالمية لتصنيع الصارفات الالية فى مجال تشغيل ماكينات الخدمات الذاتية ، حيث يتيح للموظف المختص إصدار أوامر للماكينة ، والتحكم فيها عن بعد ، من خلال جهاز الحاسب الألى الخاص به .
الصارف مزود أيضا بسماعة ، تمكن العميل من التحدث بخصوصية تامة مع موظف البنك ، بالاضافة لخاصية التوقيع الإلكترونى ، والمسح الضوئى لبطاقة الرقم القومى ، مما يتيح للموظف التحقق من شخصية العميل وصحة المستندات قبل إتمام العملية .
وبحسب فاروق ، فإن الصارف التفاعلى يحتوى ايضا على وحدة قبول الشيكات مزودة بأحدث تكنولوجيا للكشف على الشيكات والتأكد من سلامتها .
ويعزز هذا الصارف من قدرة العملاء على إنجاز نحو 95 % من خدماتهم المصرفية من خلاله ، بدلا من اللجوء إلى أحد فروع البنك ، مما يمنح البنوك القدرة على تقديم خدماتها المصرفية خارج ساعات عمل الفرع التقليدية ، وفى الكثير من المواقع وبتكلفة أقل.
وأكد فاروق ، أن البنك يهدف للتوسع فى هذه الصارفات التفاعلية ، حيث يستهدف تركيب اكثر من 10 صارفات اخرى خلال عام 2016 .
البنك الاهلى يسعى أيضا لتركيب 2000 الة MPOS ، وهى آلة تتيح لعملاء البنك سداد مدفوعاتهم لاى جهة وهم فى امكانهم سواء بالبيت ، أو العمل ، أو فى اى مكان ، مما يمثل تحولا كبيرا فى خدمات الدفع الالكترونى ، بخلاف استخدام الانترنت والموبايل فى تقديم الكثير من هذه الخدمات .
وقبل انتهاء عام 2015 ، أعلن بنك عـَوده – مصر عن إدخال جهاز “NOVO” ، الذي يتيح لعملائه الحصول على خدماته المصرفية المتنوعة ، في أسرع وقت .
وبحسب حاتم صادق رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك ، فإن هذه التكنولوجيا ، التي تدخل السوق المصرفية المصرية لأول مرة ، تمثل نقلة نوعية لعملاء البنك في مصر .
أوضح ، أن تكنولوجيا “NOVO” توفر مجموعة من الخدمات المصرفية المتطورة ، بطريقة سهلة وبسيطة ، من خلال عدد من الأجهزة التفاعلية والشاشات الذكية ، بالاضافة الى غرفة استشارات “Advisory Room”، تُعد الأولى من نوعها داخل السوق المصرية .
كما يتيح “NOVO” إجراء بعض العمليات المصرفية بمزيد من الخصوصية ، والتواصل بالصوت والصورة مع ممثلي خدمة العملاء.
كما أن غرفة الاستشارات “Advisory Room ” المزود بها الجهاز مجهزة بأحدث التقنيات ، بحيث تتيح للعميل تقديم طلب قرض شخصي ، أو طلب الحصول علي بطاقة ائتمان ، أوربط وديعة ، أو طلب إصدار بطاقة خصم ، أو التحويل بين الحسابات الشخصية.
” جهاز “NOVO ” مجهز أيضا بمركز للمعلومات ” Information Station ” ، يسمح للعميل باستعراض كافة المنتجات والخدمات الخاصة ببنك عَوده ، والإطلاع علي مجموعة كبيرة من البطاقات والقروض بكافة أنواعها ، والحسابات المصرفية المختلفة ، وكذلك منتجات التأمين البنكي ” ، بحسب صادق
أضاف رئيس بنك عودة مصر ، أن الجهاز يسمح ايضا للعميل بإرسال رسالة للبنك ، ليقوم أحد مسئوليه بالاتصال به ، أو التواصل معه عَبر البريد الالكتروني ، أو التواصل مع مسئولي خدمة العملاء بالبنك مباشرةً بالصوت والصورة .
ويمتلك بنك عودة – مصر الان جهازا واحدا من NOVO ، وبدأ تجريبه بفرع الزمالك ، كما أنه يسعى لاضافة 3 اجهزة اخرى خلال 2016 .
وبخلاف الصارف الالى التفاعلى وجهاز NOVO اللذان شهدتهما السوق المصرية لاول مرة خلال عام 2015 ، فقد اطلقت البنوك خلال هذا العام طرح العديد من المنتجات المتطورة .
ففى بنك مصر تم طرح خدمة تحويل واستقبال الأموال (إنجاز) ، من خلال ماكينات الصراف الآلي ، بهدف التسهيل علي عملائه فى إجراء عمليات تحويل واستقبال الأموال ، في أي وقت بسهولة وسرعة .
ويمتلك بنك مصر شبكة متطورة من آلات الصرف الآلي ATM ، تصل لنحو 1400 آلة .
وتقدم هذه الصارفات خدمات السحب والإيداع ، واستبدال العملات ، وسداد الفواتير والتبرعات ، وكذلك تقديم خدمات التحويلات النقدية ، باستخدام أو بدون استخدام البطاقات ، وهى مجهزة ومزودة بأحدث التقنيات التكنولوجية.
كما اطلق بنك الإمارات دبي الوطني – مصر باقة مستحدثة من الخدمات المصرفية ، لكبار العملاء تحت مسمى ” باقة الخدمات المصرفية المميزة ” .
وبحسب فريديريك ديميلكر رئيس قطاع التجزئة المصرفية وإدارة الثروات بالبنك ، فإنه يستفيد من باقة الخدمات المصرفية المميزة التي أطلقها البنك العملاء أصحاب الحسابات ربع السنوية بالبنك بدءا من 350 ألف جنيه مصرى ، أو دخل شهرى بحد أدنى 20 ألف جنيه مصرى
وبحسب أيمن جمجوم رئيس الخدمات المصرفية المميزة بالبنك ، فإن البنك يستهدف من طرح باقة الخدمات المصرفية المتميزة ، توفير كل الفرص للعملاء المتميزين ، حتى يحصلوا على أفضل الخدمات المصرفية بمنتهى اليسر والسهولة.
أوضح جمجوم ، أن البنك يقوم بتسهيل وتوفير جميع وسائل الاتصال الحديثة للعملاء ، عن طريق مركز الخدمة الهاتفية ، وتطبيق أحدث التقنيات والخدمات المصرفية عبرالانترنت ، بجانب شبكة كبيرة من ماكينات الصراف الالي ، وكذلك الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول ، والتى تعد من أحدث التقنيات الموجودة في مصر .
وإيمانا منه بان التعليم أفضل استثمار ، أطلق البنك العربى الافريقى الدولى ، قبل نهاية عام 2015 ، برامج EDUINVEST لتمويل مختلف المراحل التعليمية .
و يشتمل هذا البرنامج على 3 أنواع من التسهيلات الائتمانية ، التي تصل قيمة التمويل فيها حتى 100% من مصاريف مختلف المراحل الدراسية .
و بحسب محمد بهنساوى مدير منتجات القروض بالبنك ، فإن هذا البرنامج ينقسم الىEDUINVEST-START UP ، لتمويل المصروفات الدراسية من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية او الجامعية ويتم سداد أقساط هذا التمويل خلال عام .
كما يشمل البرنامج EDUINVEST-LEVELUP ، وهو مناسب لمراحل التعليم الجامعي والدارسات العليا ، ويتم سداد أقساطه على سبع سنوات ، تدفع قيمة الفائدة خلال اول ثلاث سنوات ، ويدفع قيمة اصل المبلغ وعوائده على الأربع سنوات المتبقية.
و كذلك EDUINVEST-STEPUP وهوأيضا مناسب لمراحل التعليم الجامعي والدارسات العليا ، ولكن يتم تسديد اقساط محدودة في بداية مرحلة السداد ، وتزداد تدريجيا حتى يستحق القرض كله عبر سبع سنوات.
بنك باركليز مصر، أطلق أيضا خدمة مصرفية مبتكرة ، تتيح لعملاء البنك الحصول على خدمات التجزئة المصرفية ، مثل بطاقات إتئمان والقروض الشخصية ، من خلال خدمة الإنترنت المتاحة على الموقع الإلكتروني للبنك ، بأبسط إجراءات وفي أسرع وقت.
عن طريق الخدمة الجديدة ، يستطيع العملاء الراغبون في الحصول على خدمات التجزئة المصرفية من باركليز ، ملء البيانات الشخصية على الموقع الإلكتروني ، وفي خلال الـ 24 ساعة التالية يقوم أحد مندوبي البنك بالاتصال مرة أخرى بالعميل ، لإبلاغه بالموافقة المبدئية على طلبه ، في حال استيفائه جميع الشروط.
ومع بداية العام الجديد ، أطلق البنك التجاري الدولي – مصر خدمة المحفظة الذكية ، بهدف توسيع قاعدة الخدمات المالية وتقديمها لأكبر عدد ممكن من المواطنين .
وتعد ” المحفظة الذكية “، والتي طرحها CIB ،بالتعاون مع شركات ماستر كارد وفوري و بنوك مصر للتقدم التكنولوجى ، تحولا جذريا في وسائل الدفع التقليدية بالسوق المصرية ، حيث تمنح عملاء البنك تجربة متقدمة تكنولوجيا ، وآمنة ، وأكثر سرعة وذكاء .
وتتيح تلك المحفظة الذكية ، لأول مرة في مصر ، خدمة إيداع وسحب الأموال من وإلي المحفظة ، من خلال شبكة ماكينات الصراف الآلي الخاصة بالبنك ، دون استخدام بطاقة.
كما تمنح المحفظة الذكية لمستخدميها سهولة الدفع والشراء المباشر ، عبر استخدام الهواتف المحمولة ، من خلال خطوات بسيطة وسهلة يستطيع جميع الاشخاص القيام بها .
ويستطيع مستخدم تلك المحفظة الاستعلام عن جميع فواتير الهاتف المحمول ، الانترنت ، تجديد رخصة السيارة ، الكهرباء ، وغيرها من الخدمات ، وسداد تلك الفواتير ، وكذلك إعادة شحن المحمول ، إرسال الأموال إلى أي شخص أخر يحمل محفظة ذكية في الحال ، وسحب وإيداع الأموال من وإلي المحفظة عبر أي منفذ تابع لشركة فوري .
كما يمكن لحاملي المحفظة الذكية ، إصدار بطاقة آمنة للشراء عبر الإنترنت بمبلغ محدد ، كما يمكن لحاملي أي من بطاقات البنك التجاري الدولي – مصر ربط البطاقة بالمحفظة لتغذيتها في أي وقت و في أي مكان .
وبحسب محمد فرج الرئيس التنفيذي للخدمات البنكية الإلكترونية ورئيس قطاع المعاملات المصرفية الدولية بالبنك ، فإن إطلاق خدمات المحفظة الذكية يدعم توجه الدولة في تشجيع تقديم الخدمات المالية علي نحو أمثل و أوسع ، لجميع فئات المجتمع ، بالإضافة لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي ، من خلال اجتذاب عملاء جدد غير مسجلين لدي القطاع المصرفي.
وبحسب محمد الصبان رئيس تطوير الاستراتيجيات والابتكار لقطاع الخدمات البنكية الالكترونية بالبنك ، فإن النمو المطرد في استخدام الهواتف المحمولة أتاح فرصة كبيرة للمؤسسات المصرفية لتوسيع قاعدة تقديم الخدمات المالية لأكبر عدد ممكن من المستخدمين .
أضاف ، أن هذا الأمر ساعد فريق العمل بالبنك في إستغلال طاقات الإبتكار والإبداع ، لتطوير حلول دفع الكترونية متطورة ، إعتماداً علي تكنولوجيا الهواتف المحمولة.
البنوك لم تتوقف عند جذب التكنولوجيا الحديثة للسوق المصرية فقط ، وإنما تعدت ذلك للتدقيق فى اختيار موظفيها ، حيث أصبحت تحرص على التأكد من قدرة المتقدم لشغل وظيفىة لديها على متابعة ومعرفة التغييرات التكنولوجية التى تحدث بالعالم وليس فى مصر فقط .
ويرى مصرفيون ، انه رغم ارتفاع تكلفة تحديث الأنظمة التكنولوجية بالبنوك ، لإتاحة منتجات مصرفية إلكترونية ، مثل الإنترنت بانكنج و الموبايل بانكنج ، إلا أن البنوك غالبا ما تتمكن من استغلال تلك المنتجات ، على المدى المتوسط ، فى تخفيض تكلفة تشغيلها ، من خلال الوصول لعملائها عبر هذه المنتجات ، بدلاً من التوسع فى إنشاء الفروع التقليدية .