يأمل المستثمرون أن تواصل الأسواق انتعاشها الأسبوع الجاري، ويتطلعون إلى اجتماع الاحتياطى الفيدرالى فى منتصف الأسبوع؛ من أجل أى علامات على أن البنك المركزى سيبطئ مسار رفع أسعار الفائدة.
وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز» بالفعل بنسبة 9% منذ بداية العام الجاري، وتضررت أسهمه من المخاوف بشأن تباطؤ النمو الصيني، وهبوط أسعار البترول، وتصريحات نائب رئيس الفيدرالي، ستانلى فيشر، بأنه يتوقع رفع الفائدة أربع مرات العام الجاري.
ومع ذلك، قالت وكالة أنباء «رويترز»، إن المستثمرين يتوقعون أن يخفف الفيدرالى من وتيرة رفع أسعار الفائدة عندما يختتم اجتماعه لمدة يومين يوم الأربعاء، خاصة بعدما رفع رئيس المركزى الأوروبي، ماريو دراجي، يوم الخميس الماضى من احتمالية تيسير السياسة فى مارس المقبل.
ويعتقد كين بولكاري، مدير بورصة نيويورك فى شركة «أونيل» للأوراق المالية، أن الفيدرالى سيواصل سياسته التطمينية، وأن رفع الفائدة 4 مرات العام الجارى ليس واقعياً، كما يتوقع ارتفاع أسواق الأسهم الفترة المقبلة.
ويتطلع المستثمرون لفيضان من نتائج الاعمال من أسماء كبيرة فى مجموعة من القطاعات، والتى ستشير إلى إذا ما كانت التوقعات للربع الرابع من العام الماضى متشائمة بشكل مفرط أم لا.
ومن بين الشركات المدرجة فى مؤشر «داو»، والمتوقع أن تعلن عن نتائج أعمالها هى «بوينج»، و«ماكدونالز»، و«يونايتد تكنولوجيز»، و«3 إم»، وسوف يراقب المستثمرون تلك الشركات متعددة الجنسيات للاستدلال على مدى تأثير الدولار القوى على الصادرات وهوامش الأرباح.
وأيضاً من المقرر أن تعلن عملاقة التكنولوجيا «آبل» عن نتائج أعمال الربع الرابع، وهى أكبر شركة أمريكية، وأحد أكثر الشركات التى يحمل أسهمها المستثمرون الأفراد، وسوف يراقبها المستثمرون عن كثب لرصد أى تراجع فى مبيعات الآى فون بعد التوقعات بانخفاضها من بعض الموردين، وهو ما سيعد ثالث تراجع فصلى على التوالى من مبيعات السلعة، ما سيكون له تأثير كبير على السوق الأوسع.
وقال بيتر كيني، استراتيجى أسواق الأسهم فى «كينى آند كو»، إن نتائج أعمال الشركات فى الربع الرابع ستقدم لنا صورة أوضح بكثير ليس فقط بشأن الربع الرابع من العام الماضى، وإنما لشيء أكثر أهمية بكثير وهو الاتجاه.
وأضاف أن الاتجاه سيكون أكثر أهميةً بكثير فيما يتعلق بما إذا كان الاقتصاد الأمريكى يبحر بثبات فى العاصفة العالمية.
وسوف تقدم شركات مثل «هاليبورتن»، و«هيس كورب» بعض المفاتيح لتضرر أرباح قطاع الطاقة، وأظهرت بيانات «تومسون رويترز» أن الأرباح من المتوقع لها أن تنخفض بنسبة تصل إلى 73.3%.
وبجانب الطاقة، فإن التوقعات السلبية لقطاعات المواد، والتكنولوجيا، والقطاع المالي، تبدد أى نمو متوقع فى الأرباح للشركات المدرجة فى «ستاندرد آند بورز 500» حتى الربع الثانى من العام الجاري.
وقال روبرت بالفيك، استراتيجى الأسواق فى «بوسطن برايفت ويلث»: «عندما تنظر إلى بعض التوقعات بشأن نمو الأرباح فى 2016، فلن تجد الكثير فى الربعين الأول أو الثاني».
وأضاف أن معظم الأرباح الكبيرة متوقعة فى النصف الثانى من العام الجاري، ولكن ستعتمد على زيادة المستهلكين لإنفاقهم واستقرار سعر الدولار.
وفى نهاية الأسبوع الجاري، ستقدم نتائج الأعمال قراءة مبدئية لنمو الناتج المحلى الإجمالى الأمريكى فى الربع الرابع، ولكن فى ظل التوقعات بمعدل نمو متواضع عند 0.8%، وهو ما سيؤكد تباطؤ الاقتصاد فى الربع الرابع، فلن ينصدم المستثمرون بأى رقم قريب من هذه التقديرات.