يمثلون أغلب سكان الأرض ويطالبون بحقوق الأقليات!
25% نسبة البطالة فى جيل الألفية الأفضل تعليماً
تروى مجلة الإيكونوميست الاقتصادية البريطانية قصة شين شيان ذاك الشاب الذى يعيش فى قفص شحن فى موقع بناء فى شنجهاى، الذى يتقاسمه حاليا مع سبعة على الأقل من العمال الشباب الآخرين. ينام فى سرير ويستخدم دلوا لغسل ملابسه، لكنها طريقة مثلى بالنسبة له لتجنب دفع الإيجار والبقاء قريبا من عمله، حيث يمشى خطوات قليلة دون أن يضطر دفع تكلفة الانتقال عبر وسائل المواصلات.
ولد شين عام 1989 فى قرية غنية بالأشجار على سفح جبل يطل على أحد الأنهار، لكنه أصبح عاملا مهاجرا، وهو ابن لاثنين من المهاجرين مما جعله يشعر أنه دائما مواطن من الدرجة الثانية فى بلاده.
ففى الصين معظم الخدمات العامة محجوزة لذوى الإقامة الأصلية، وعلى الرغم من الإصلاحات الأخيرة، فإنه لا يزال من الصعب على المهاجرين الريفيين الحصول على هذه الإقامة فى المدن الكبرى، ولم يسمح لشين بالدراسة فى مدارس الحكومة فى شنجهاى على الرغم من أن والديه يعملان هناك.
ويعمل حاليا فى دهان الفنادق بأجر 300 يوان (47 دولارا) مقابل 11 ساعة عمل يوميا، وهى الوظيفة الرائجة فى شنجهاى أكثر من الريف، حيث يحلم بالزواج سريعا، لكنه لا يستطيع تحمل تكلفة ذلك، وقد ارتفعت المهور بسبب نقص عدد الإناث، حيث أدت سياسة الطفل الواحد الى ظاهرة إجهاض الأجنة الإناث فى العقود السابقة، ولم يفلح فى العثور على عروس إلا مرة واحدة لكن عائلتها طلبت منزلا تمليكا.
هناك 1.8 مليار شاب فى العالم، وهو ما يقرب من ربع مجموع سكان المعمورة بين سن 15 و30، وتختلف ظروف الشباب من الصين إلى الولايات المتحدة إلى بوروندى، لكنهم يشتركون فى كثير من المشكلات والعادات أيضا، حيث نشأوا فى عصر الهواتف الذكية، فالجميع يعانى من أجل الحصول على تعليم جيد ووظيفة ثابتة ومنزل وفى النهاية الزواج لتأسيس عائلة خصوصا فى أعقاب الأزمة المالية العالمية.
وأصبح هاجس الشركات هو فهم كيفية يفكر «جيل الألفية» سواء بهدف توظيفهم أو بهدف البيع لهم كزبائن فى وقت يعيش فيه 85% من الشباب فى البلدان النامية.
ويرى البعض أن شعور الشباب بالاضطهاد غير مبرر خصوصا فى بعض النواحى فهم أكثر الاجيال ثراء واطولهم عمرا بالنسبة للجيل السابق ومن خلال هواتفهم الذكية يمكنهم العثور على جميع المعلومات فى اى جزء من العالم، كما ان الفوارق تراجعت بين الأناث والذكور حتى المثليين جنسيا يتمتعون بحقوق كبيرة فى مناطق كثيرة من الكرة الارضية على عكس أسلافهم. كما أن هذا الجيل اكثر ذكاء، حيث ترتفع متوسط الدرجات فى اختبارات الذكاء بالمقارنة بعشرات السنين الماضية فى العديد من البلدان، وذلك بفضل تحسن التغذية والتعليم الشامل.
لكن مواهب الشباب متبددة بسبب البطالة فى صفوفهم التى تصل إلى 25% فى الدول ذات الدخل المتوسط و15% فى الدول الغنية وتعولهم أسرهم فى التعليم والعمل أو التدريب ليخرجوا لمنافسة غير عادلة فى سوق العمل.
كما أن الشاب يقضى فترة نبوغه فى التعليم والبحث عن عمل وتوفير المال اللازم لتأسيس الأسرة، حيث يظل فى الدراسة الى سن الـ25 عاما والبحث عن الاستقرار الوظيفى ثم الزواج يمتد فى المتوسط إلى سن الـ30.
وغالبا ما يضطر الشباب من الهجرة من المدن الى الريف أو من بلد الى آخر بحثا عن تعليم افضل أو فرص عمل أوفر تحقق له الثراء السريع.
وعلى الصعيد السياسى وحتى فى الديمقراطيات التى تتمتع بثقافة الاستماع إلى الناس نادرا ما يصوتون، فـ23% فقط من الأمريكيين بين 18 و34 أدلى بصوته فى الانتخابات النصفية 2014 للكونجرس مقارنة بـ59% لمن فوق سن الـ65. وفى عام 2015 شهدت الانتخابات العامة البريطانية مشاركة 43% فقط من سن 18إلى 24 مقابل 78% فوق سن الـ65.
وتحذر مجلة الإيكونوميست من أن جميع حكومات العالم تحتاج الى العمل بجد لإعطاء الشباب نصيبه العادل فإذا لم يفعلوا ذلك، يمكن أن تضيع مواهب جيل بأكمله، وهذا لن يكون أخلاقيا. ومن شأنه أيضا أن تكون له آثار خطيرة، فالشباب الغاضب أحيانا يشعل الثورات، كما حدث وأطاحوا بطغاة الربيع العربى.