البنك الدولى: 90% من الوظائف فى القطاع الخاص العقد المقبل
إهدار طاقات الشباب يكلف الاقتصاد العالمى مليارات الدولارات
بطالة الشباب مضيعة لموارد هائلة لكن جيل الألفية أكثر قدرة على مواجهتها فكثير ممن يفشل فى العثور على وظيفة يسارع إلى تأسيس عمله الخاص حتى لو واجه صعوبات فى البداية قد تصل إلى حد الفشل.
استفاد نخبة الشباب اليوم ممن يجيد التحدث بعدة لغات عالمية من العصر الرقمى حتى قبل ان يكمل عامه الثلاثين، حيث غير الإنترنت وجه الحياة ومنهم فى فيسبوك «مارك زوكربيرج» وسيرجى برين مؤسس «جوجل» مع لارى بيج، واسس كيفين سيستروم إينستاجرام ولذلك استفادوا جميعا من تطور الاقتصاد العالمى.
لكن الأمر يبدو اكثر صعوبة للشباب العادى، حيث كانوا ضحية تسريح العمالة فى 2008 فى أعقاب الأزمة المالية العالمية ووصلت البطالة فى فرنسا مثلا بين الشباب من 15 إلى 24 عاما 25%.
وتسببت قواعد العمل الصارمة فى تردد أرباب الأعمال فى تعيين الشباب بدوام كامل بسبب تشدد موقف النقابات العمالية فى تطبيق العقود والتعويضات بحسب مجلة الإيكونوميست.
ووصلت البطالة فى منطقة اليورو فى دول اليونان وإسبانيا وإيطاليا بين الشباب 48%، و48% و40% على التوالى. وفى البلدان النامية 16% من الشباب البرازيليين عاطلون مقابل 63% بجنوب أفريقيا. وعلى الصعيد العالمى يبلغ متوسط البطالة بين الشباب 13% مقارنة بنسبة البالغين 4.5%.
وتمثل السنوات العشر الأولى للشاب فى سوق العمل ضرورة لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل، حيث يكتسب الشاب مهاراته، التى لم يلتقطها فى المدرسة أو الجامعة.
وتتمثل خطورة البطالة فى انها مصدر اليأس للشباب وحياة البؤس ثم هى إهدار للإمكانات البشرية، حيث يضيع أفضل فترات أعمارهم فى البحث أو التنقل بين وظائف مؤقتة.
كما تؤدى البطالة إلى تأخر سن العمل والأقدمية بحيث يقل حجم المعاش المستحق عندما يبلغ سن التقاعد، وقد تصبح حالة مزمنة فيفشل الإنسان معظم حياته فى الحصول على عمل دائم فيعيش عالة على البلاد.
على مدى العقد المقبل، أكثر من مليار شاب سوف يدخلون سوق العمل العالمية، وسيتم إلحاق 40% فقط بوظائف موجودة حاليا، فيما يعد القطاع الخاص بحسب البنك الدولى مصدر 90% من فرص العمل الجديدة فأفضل شىء لخلق فرص العمل هو النمو الاقتصادى، ويدعو الخبراء الى الغاء التمييز بين العقود الدائمة والمؤقتة لتشجيع القطاع الخاص على توفير الفرص الدائمة لمنع استغلال حاجة الشباب للعمل، وهو ما سيزيد بالشعور بالأمن لديهم.
ومن سبل علاج البطالة تسهيل بدء الشباب لمشاريعهم الخاصة عن طريق فتح الباب للأفكار الجديدة كما يجدون صعوبة فى توفير رأس المال، لأن فئتهم العمرية لديهم عموما أضعف تاريخ ائتمانى وأقل الضمانات.
ويعد شباب دول صحراء جنوب أفريقيا أكثر إقبالا على المشاريع الخاصة بهم، وتبلغ نسبة الراغبين فى ذلك 52% مقارنة بـ19% فقط فى البلدان الغربية الغنية، ويرجع ذلك جزئيا لأن الأفارقة يمتلكون فرصا أقل من الوظائف الجيد.