ألحقت الشكوك بأن قنبلة هى التى أدت إلى تحطم طائرة الركاب الروسية فى شبه جزيرة سيناء، ضررا بالسياحة المصرية لم تفعلها الاضطرابات السياسية فى خمس سنوات.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” أن حوالى مليون سائح زاروا مصر فى نوفمبر، وديسمبر الماضيين، بانخفاض 41% عن العام الماضى، وهو أدنى مقارنة بالذروة فى عام 2005 على الأقل.
وأضافت الوكالة أن السياحة لم تكن ضعيفة حتى فى نوفمبر، وديسمبر 2013، عندما كانت المواجهات الدامية بين قوات الأمن وأنصار الإسلاميين حدثا شبه يومى.
وقالت أمانى الترجمان، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية “لا يمكن أن نسمى ما يحدث فى القطاع السياحى انخفاضا ولكنه انهيار”. مضيفة “هناك بالتأكيد رد فعل مبالغ فيه لحادث تحطم الطائرة، وهو خراب لهذا القطاع”.
وأوضحت الوكالة أن تراجع عائدات السياحة منذ تحطم الطائرة 31 أكتوبر الماضى عرقل الجهود لدفع الاقتصاد.
وتسبب نقص العملة الأجنبية فى انكماش النشاط التجارى غير النفطى فى البلاد لمدة تسعة أشهر العام الماضى، ما أثار جدلا حول ما إذا كان يتعين على السلطات خفض قيمة العملة وبالتالى تأجج مخاطر التضخم.
وجلبت السياحة 7.3 مليار دولار لمصر فى السنة المالية المنتهية فى 30 يونيو، ما يعادل نحو 12% من واردات البلاد من السلع. مقارنة مع مستوى قياسى بلغ 12.5 مليار دولار فى 2010، قبل عام من الاطاحة بالرئيس حسنى مبارك.
ودفع تحطم الطائرة الروسية بعد وقت قصير من إقلاعها من منتجع البحر الأحمر فى شرم الشيخ، بعض الدول من بينها روسيا، والمملكة المتحدة، إلى حظر الرحلات الجوية إلى مصر، للاشتباه فى أن الطائرة قد أسقطت بتفجير من قبل تنظيم الدولة الاسلامية.
وتم إخماد الانتعاش الوليد فى مجال السياحة بعد الاضطرابات التى أعقبت سقوط الرؤساء فى عام 2011 وعام 2013. ولم تتعاف الصناعة لتصل لذروتها سنة 2010، والتى شهدت فيها البلاد حوالى 15 مليون زائر.
وأوضح أحمد حمدى، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية أن السبب فى هبوط قطاع السياحة يتمثل فى فرض قيود على السفر من أكبر الأسواق.
وأضاف حمدى، نحن نحاول البحث عن أسواق جديدة مثل بلغاريا، وجمهورية التشيك، وبولندا، فضلا عن دول أمريكا اللاتينية والهند، والصين. مشيرا إلى أن الحكومة تعمل أيضا لإحياء السياحة العربية والسفر الداخلى.
وأفادت الترجمان أن المخاوف الأمنية الحالية تختلف عن سابقاتها حيث أثّرت على المناطق التى ظلت بعيدة عن التهديدات حتى فى الأوقات العصيبة سياسيا.
وأكدت الترجمان أن السياح الذين يزورون القاهرة، والأقصر، وأسوان، بعد عام 2011، توقفوا عن الزيارة بدعوى أنها مناطق غير آمنة، فى الوقت الذى كانت فيه السياحة الشاطئية جيدة. ولكن تم تدميرها فى الوقت الراهن، وأصبحت شرم الشيخ مدينة أشباح.