هبط القمح الفرنسى إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 16 شهرًا بعدما ألغت مصر، أكبر مشتر فى العالم للقمح، مناقصتين لاستيراد القمح الأسبوع الماضى عقب حالة من الغموض حول جودة الشحنات التى كانت ستتلقاها القاهرة، وهذا بدوره أثار القلق حيال ازدياد معدل تراكم المعروض الأوروبى فى النهاية.
وألغت الهيئة العامة للسلع التموينية، فى مصر، مناقصات لشراء القمح بعد تقدم عدد غير كاف من البائعين بعروض، وفى الوقت ذاته، وأظهرت بيانات المفوضية الأوروبية تراجع صادرات الاتحاد الأوروبى بنسبة 15% عن الموسم الماضى.
ونقلت وكالة بلومبيرج عن كل من، أليكس باسيت، ومايك أوديا، بشركة شركة «إنتل فستون» شركة الوساطة فى أسواق المال العالمية قولهما إن مصر تثير المخاوف لدى السوق لأنها تضيق الخناق على مواصفات القمح، وانطلاقًا من أنه توجد كميات هائلة من القمح ولن يقدم أحد على شرائها حاليًا.
وقالت وكالة «بلومبيرج» للأنباء إن سعر القمح الفرنسى هبط خلال الشحنات العالمية المقرر تسليمها فى مارس القادم، بنسبة 1.6% إلى 153.75 يورو (171 دولارا) للطن المترى فى بورصة يورونكست، وهو أدنى مستوى عن أكثر العقود نشاطًا منذ 26 سبتمبر 2014، وتراجع السعر بنسبة 1.3% الى 154.25 يورو فى تمام الساعة 14: 1 مساءً بالتوقيت المحلى، وتراجعت العقود الآجلة للقمح فى بورصة مجلس شيكاغو للتجارة خلال مارس القادم بنسبة 0.3% الى 4.6525 دولار للبوشل.
وتكافح مصر حاليًا للحصول على تجار قادرين على المشاركة فى المناقصات بعد رفض الشحنة التى قيل عنها انها تجاوزت المستويات المقبولة للإصابة بفطر الارجوت، وقالت وزارة الزراعة بالشهر الماضى إنها ابتعدت عن الاتفاق على واردات قمح تحتوى على فطر الأرجوت، رغم تأكيد المشترى، المملوك للدولة، انها ستقبل بمستويات 0.05%، تمشيًا مع المعايير العالمية، ولكن الوزارة عكست موقفها فى النهاية.
وقال وزير التموين خالد حنفى فى مؤتمر صحفى فى القاهرة يوم الأحد الماضى ان السفينة التى تحمل 63 ألف طن من القمح الفرنسى لمصر سوف تعاود أدراجها لأنها تجاوزت المستوى المسموح به من فطر الأرجوت وهى 0.05%، وأضاف أن القاهرة تتطلع لمصادر بديلة للقمح بين عدد من العروض، ولكن لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وقيمت هيئة السلع التموينية العروض التى تقدمت لها باعتبارها غير كافية والأسعار المعلن عنها مرتفعة للغاية، وكان رفض شحنة القمح الفرنسى، فى الأوقات الاخيرة، والمحتوية على فطر الأرجوت سببًا فى تثبيط البائعين.
ويتزامن الموقف المصرى الجديد مع الجهود المضنية للاتحاد الأوروبى لإفراغ موسم الحصاد ويرجع ذلك جزئيًا إلى المنافسة مع موردين آخرين من منطقة البحر الأسود التى تنتهز ضعف العملات المحلية، وأظهرت بيانات المفوضية الأوروبية أن الكتلة الأوروبية أصدرت تراخيص لتصدير 15.63 مليون طن من القمح فى الفترة من 1 يوليو للعام الماضى وحتى 2 فبراير الجارى، بانخفاض حوالى 18.39 مليون طن فى العام السابق.