حذرت مجموعة الشحن والبترول الدنماركية «إيه بى مولر ميرسك»، أكبر الشركات العالمية فى مجال الحاويات والشحن، أنها تواجه ظروفا أسوأ بكثير من الأزمة المالية فى الوقت الذى منيت به بصافى خسائر هائلة جراء توقف نمو التجارة العالمية بالعام الماضى.
وتأثرت المجموعة الدنماركية بكل من تراجع أسعار البترول وشحن الحاويات، على حد سواء فيما وصفه رئيسها التنفيذى بأنه «تدهور هائل» فى مجمل أعمالها، وانخفضت أسهم شركة «ميرسك»، إلى النصف تقريبًا فى الأشهر الـ10 الماضية، وهبطت 8% أيضًا صباح اليوم الأربعاء لتصل إلى 7495 كرونة دنماركية.
وقال رئيس المجموعة، نيلس أندرسون، لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «إن التجارة العالمية أسوأ مما كانت عليه فى عام 2008، وسعر البترول فى أدنى مستوى له منذ 2008-2009، وظل كما هو لفترة طويلة ولا يبدو أنه سيشهد صعودًا قريبًا، كما أن أسعار الشحن أقل مما كانت عليه، ورغم أن الظروف الخارجية أسوأ بكثير، إلا أننا مستعدون بشكل أفضل».
وأشارت صحيفة فايناشيال تايمز البريطانية إلى أن «ميرسك» تملك اكبر شركة شحن حاويات فى العالم، وينظر إليها على أنها رائدة التجارة العالمية، وتشير التقديرات إلى أنها نمت بنسة تراوحت بين 0 و1% فى العام الماضى بالمقارنة مع تحقيقها نموًا مزدوجًا للنسبة ذاتها قبل الأزمة المالية، وتوقعت زيادة قدرها ما بين 1 و3% العام الجاري، وهى نسبة نمو أقل مما كانت عليه بعد الأزمة العالمية، والتى بلغت بدورها ما بين 4 و5%.
وعلى الرغم من ازدياد إمكانات صناعة حاويات الشحن بنسبة 8% فى عام 2015، فإن «ميرسك»، التى لا يزال لديها طلبيات بشراء 27 سفينة جديدة، ألغت خيارات شراء أكثر من ذلك العدد حاليًا.
وتعرضت شركة «ميرسك» لخسائر صافية قدرها 2.5 مليار دولار فى الربع الرابع من العام الماضى، وكان المحللون يتوقعون أرباحًا بحوالى 300 مليون دولار.
وكانت أرباحها الأساسية لعام 2015 حوالى 3.1 مليار دولا، بانخفاض عن 4.5 مليار دولار العام الماضي، وحذرت المجموعة الدنماركية أن نتائج العام الجارى ستكون «أقل بكثير» من ذلك، ومن المتوقع أن تتكبد وحدتها التابعة «ميرسك أويل» خسائر أيضًا العام الجارى، حيث إن نقطة التعادل لسعر البترول لديها تتراوح بين 45 و55 دولارا للبرميل، بالمقارنة مع السعر الحالى لخام برنت عند 31 دولارا حاليا، كما أن أرباح شركة «ميرسك لاين» لشحن الحاويات، التى تعد جزءًا من شركة «ايه بى مولير-ميرسك» أقل بكثير من العام الماضى والبالغة 1.3 مليار دولار.