التقى آلاف من رواد قطاع البترول العالمى فى اجتماعهم السنوى بالعاصمة البريطانية لندن ضمن فعاليات «أسبوع البترول الدولى»، ولم يجد أغلب الحضور أية أسباب توحى بالتفاؤل، وأعربوا عن رسالة واحدة مفادها:
هناك أسباب قليلة تبعث على التفاؤل، فالعالم لا يزال يعج بالبترول، والسوق متجه نحو الهبوط بأغلبية ساحقة.
لا أمل
وقالت وكالة «بلومبيرج» للأنباء نقلاً عن، إيان تايلور، الرئيس التنفيذى لمجموعة «فيتول»، أكبر موزع مستقل للبترول فى العالم، إن المنتجين بصدد مواجهة عام صعب فى الوقت، الذى تشير فيه التوقعات إلى أن الأسعار ستظل فى أدنى مستوى فى عشر سنوات نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادى الصينى وتسبب إنتاج البترول الصخرى فى تقييد أى انتعاشة، حتى أن المصافى، التى زادت أرباحها بصورة أفضل عن المتوقع، بصدد توقعات أشد سوءًا.
ومن جانبه، قال، باتريك بويان، الرئيس التنفيذى لشركة «توتال»، أكبر شركة تكرير فى أوروبا، «إن قطاع البترول يواجه أزمة»، ووصف، بوب دادلى، الرئيس التنفيذى لشركة البترول البريطانية «بى بى» الأسعار بأنها «منخفضة لأقصى درجة»، وقال مازحًا إن الفائض من البترول متخم للغاية لدرجة أن الناس ستملأ حمامات السباحة بالبترول الخام قريبًا.
وقال، جيف كورى، رئيس أبحاث السلع الأولية لدى بنك «جولدمان ساكس» «إنه فى الوقت الذى لا يجد العالم مكانًا لتخزين البترول، أنا لن أفاجأ إذا وصلت الأسعار الى 20 دولارا للبرميل».
تخفيض الإنتاج؟
وارتفعت أسعار النفط الخام لفترة وجيزة الشهر الماضى إثر تكهنات بأن منظمة أوبك ستتعاون مع روسيا لخفض الإنتاج، ولكن رئيس أكبر شركة روسية للبترول له أفكار أخرى؛ حيث قال، إيجور سيتشين، الرئيس التنفيذى لشركة «روسنفت» الروسية «أخبرنى ما الذى من المفترض أن يخفض الانتاج؟»، «ستخفض السعودية انتاجها؟ هل ايران ؟ المكسيك؟ البرازيل؟ من سيفعل حقًا؟».
وأضاف سيتشين إن العرض يفوق الطلب بمقدار 1.7 مليون برميل يوميًا، لذلك خفض مليون برميل من الإنتاج على المستوى النظرى سيجعل الأسعار «معقولة أكثر»، وأوضح أنه على الرغم من ذلك، تركز «روسنفت» على الحفاظ على أسواقها التقليدية فى مواجهة المنافسة.
وقالت شركة «وود ماكنزى» لاستشارات الطاقة إن خفض الإنتاج بما يحقق توازنا فى السوق لا يحدث حاليا، مضيفة أنه رغم سقوط بعض حقول البترول ضحية لانخفاض الأسعار، فإن الناتج العالمى لم ينخفض سوى بنسبة 0.1%، وهى نسبة لم يكن لها أى تأثير على الأسعار.
فرصة مربحة
التجار هم الوحيدون الذين يرحبون بالركود لأنهم الأكثر استفادة من ارتفاع سقف التقلبات العالمية وهيكل السوق فيما يسمى بـ «سوق التأجيل» احتفاظ التجار بمخزونات البترول فى صهاريج التخزين والانتظار لبيعها مستقبلاً بأسعار أعلى مما هى عليه اليوم.
ومع تراجع مؤشر خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من أدنى مستوياته فى 12 عامًا الأسبوع الماضى، ظهرت فرصة أخرى لجنى الأرباح عبر «سوق تأجيل أكثر تفوقًا»، فمع نفاذ أماكن تخزين البترول فى بعض الأماكن برًا، لا زال سوق التأجيل يعمل بأقصى طاقة بحيث إنه بات مربحًا استئجار ناقلات عملاقة، وملئها بالخام.
وربما تكون الحفلات السخية التى أدارتها المؤسسات البترولية متناقضة تماماً مع الأوقات العصيبة، التى تمر بها الصناعة العالمية، فقد رحبت «مؤسسة البترول الكويتية» بالضيوف خلال تواجدهم بقاعة فندق فورسيزونز فى مقاطعة مايفير فى العاصمة لندن كما لو أن شيئا لم يتغير منذ عام 2014، عندما كان سعر البترول عند 100 دولار للبرميل، كما عرضت «شركة البترول الحكومية» لجمهورية أذربيجان –فى الوقت الذى أثارت أزمة العملة احتجاجات فى الشوارع- موائد فاخرة لآلاف من الضيوف فى فندق جروسفينور هاوس فى بارك لين بلندن.