مخصصات مشتريات الخامات تتراجع لـ 3.3% عند 150 ألف جنيه فقط
“عبدالحليم”: الأشعة تحت الحمراء كشفت معالجة هرم خوفو بـ”الأسمنت الأسود”
“سنبل”: البعثة الفرنسية استخدمت “الطوب الأحمر” فى معبد الكرنك.. والمصريون لا يخطئون
تضاربت آراء مسئولى وزارة الآثار حول عمليات الترميم التى تجريها الوزارة للقطع الأثرية المختلفة، ما بين مؤيد لوجود تجاوزت من جانب المرممين، وبين رافض للاتهامات التى وجهت للوزارة الفترة الماضية.
وأثار تدوال مواقع التواصل الاجتماعى، صوراً لاستخدام الأسمنت الأسود والمحارة فى ترميم آثار معبدى “إدفو” بأسوان و”الكرنك” بالأقصر، موجة من الهجوم ضد الحكومة، وصلت حد رميها بجريمة “تدمير التراث التاريخى للبلد”.
بدايةً، نفى غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، شائعات الترميم بشكل خاطىء، موضحاً أن بعض الآثار رُممت بالخطأ.. لكن قديماً، وعلى يد البعثات الأجنبية وليس المرممين المصريين.
واستشهد سنبل بالترميمات التى جرت فى معبد الكرنك بالأقصر عام 2003 من قبل البعثة الفرنسية العاملة آنذاك، والتى استخدمت “الطوب الأحمر” فى الترميم.
وبشأن معبد إدفوبأسوان، قال سنبل: “ليست هناك أعمال ترميم.. بل تم وضع تمثالى حورس على قاعدة أسمنتية خلال عام 2008 لحمايتهما من أضرار المياه الجوفية، لحين الانتهاء من مشروع خفض منسوب المياه بالمعبد”.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل حالياً على معالجة وإزالة الترميمات القديمة التى نفذت بطريقة خاطئة، وتم اكتشافها بمختلف المعابد والمواقع الأثرية.
وأوضح أن عملية المعالجة، تشمل إزالة طبقة البطانة من حوائط بعض المعابد الأثرية، فضلاً عن إعادة ترميمها بمواد أصلية تُستخدم فى أعمال الترميم.
أضاف سنبل، أنه يتم استخدام مواد مختلفة خلال عمليات الترميم، مثل مونة الجير والرمل، بجانب بعض المواد الكيميائية المستخدمة فى الترميم، من بينها “بريمال”، و”برالوبد”، ومادة “الإيبوكسى”، ومنتجات “Water” المستخدمة فى تقوية الآثار، التى يتم استيرادها من ألمانيا.
ويتراوح سعر الكيلو الواحد من المواد الكيميائية المستخدمة فى أعمال الترميم الأثرى، بين 300 و1000 جنيه.
وأوضح أن بعض الآثار تحتاج لأخذ عينات وتحليلها، ووضع دراسة فنية وتصميمية وخطة عمل لكل أثر قبل ترميمه تجنباً للإضرار به.
وكشف سنبل أن حجم مشتريات وزارة الآثار من خامات ومواد الترميم كانت تصل لـ5 ملايين جنيه سنوياً، ثم تراجعت لتبلغ 150 ألف جنيه فقط العام الماضى، بسبب نقص الموارد المالية، مسجلة %3.3.
وقال إن الوزارة تستهدف أن تتجاوز مشتريات مواد ترميم الآثار مليون جنيه خلال 2016، إذ تحتاج إلى مواد كثيرة نفدت من المخازن.
وتوجد فئتان من المرممين تعملان بالوزارة، الأولى تضم متعاقدين على العمل لمدة محددة، ويتراوح أجرهم بين 800 و1000 جنيه شهرياً، والأخيرة تضم إخصائيو ترميم معينون أومثبتون بالوزارة، ويبدأ راتبهم من 1500 جنيه إلى 5 آلاف جنيه بحد أقصى.
ويبلغ إجمالى عدد العاملين بقطاع الترميم بوزارة الآثار، 4 آلاف مرمم.
من جانبه أقر رضا عبد الحليم مدير عام العلاقات العامة وإدارة التعديات بمنطقة آثار الهرم، بوجود أخطاء كثيرة فى ترميم الآثار، نتيجة ما أسماه بـ”استخدام مواد غير أصلية وغير متبعة فى إجراءات الترميم”.
وقال “عبدالحليم”: إن المواد التى يتم استخدامها بالخطأ فى ترميم الآثار من جانب بعض المرممين هى الأسمنت الأسود والمواد الصمغية مثل “الأبوكسى”، مما يؤدى إلى تآكل الأثر.
وبرر استخدام هذه المواد المضرة بالآثار، بارتفاع أسعار المواد الأصلية التى يتم استيرادها من بولندا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، فضلا عن نقص مصادر التمويل بالوزارة، مما أوجد صعوبة فى استيرادها على مدى السنوات الخمس الأخيرة.
وكشف لجوء المرممين لاستخدام بعض المواد منتهية الصلاحية بالمخازن، وخلطها بمواد كيميائية، لترميم الآثار بشكل سريع، مطالبا بإنشاء قطاع خاص لترميم الآثار بدلاً من الإدارة المركزية، والتى تضم أشخاص غير مختصين بترميم الآثار.
واستشهد بواقعة ترميم قناع توت عناخ أمون الذهبى إذ تم لصق ذقنه بالخطأ، ونتج عن ذلك إحالة 8 أفراد للتحقيق بمعرفة النيابة الإدارية.
وكشف عبد الحليم، عن خطأ أكبر ارتكبه بعض المرممين لهرم خوفو خلال الفترة الأخيرة فى حجرين داخل الهرم، إذ تم استخدام الأسمنت الأسود فى ترميمهما. وظهر هذا الخطأ خلال الأيام الماضية عقب الكشف على الهرم بالأشعة تحت الحمراء ضمن مشروع استكشاف الأهرامات، الذى بدأ فى أكتوبر الماضى.
وبرر وقوع المرمين فى كثير من الأخطاء، نتيجة أن علم الآثار قائم على الافتراضات، وكل مرمم لديه نظرية مختلفة عن الآخر.
وتتراوح تكلفة ترميم الأثر الواحد وفقا للطريقة الخاطئة، التى يتبعها مرممو الآثار، بين 80 و100 جنيه، وهى أسعار الأسمنت المستخدم.