المصانع تتجه لـ”السوق السوداء” لتوفير العملة الأجنبية.. وزيادة متوقعة فى التكاليف
“رستم”: تفاقم مرتقب لأزمة “النواقص” واختفاء نحو 200 مستحضر من الصيدليات
توقعت شعبة المستلزمات الطبية بغرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية، %5 خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد ارتفاع الدولار.
وشهد الأسبوع الماضى زيادة أسعار الدولار فى “السوق السوداء” إلى نحو 9 جنيهات، مقابل 7.83 جنيه فى السوق الرسمي.
وقال شادى العجار، عضو شعبة المستلزمات الطبية، إن تجار المستلزمات امتنعوا عن تسليم البضائع للمستشفيات الخاصة منذ ارتفاع الدولار بالسوق الموازي، تحسباً لأى زيادة أخرى فى الأسعار.
وأوضح “العجار”، أن تذبذب أسعار الدولار أمام الجنيه خلق حالة من البلبلة لدى المصنعين والموزعين والمستوردين، وأن عدم توفر الدولار فى البنوك، دفع العديد من المستثمرين للجوء للسوق السوداء لتدبير احتياجاتهم.
ولم تنعكس زيادة الدولار على أسعار الأدوية، نظراً لتسعيرها جبرياً من قبل وزارة الصحة، لكن الأمر تسبب فى زيادة تكاليف الإنتاج بنسبة ارتفاع الدولار، ما ينبئ بتفاقم أزمة نواقص الأدوية.
وقالت مصادر بغرفة الدواء إن شركات الأدوية تلجأ الى تقليل إنتاج أو الامتناع عن تصنيع عدد من الأدوية التى تزيد تكاليف إنتاجها على سعر بيعها للجمهور، لتقليل الخسائر الناتجة عن عدم تحريك الأسعار.
وتوقع أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء، تحريك السعر الرسمى للدولار، خلال الأيام المقبلة، لتقليل الفجوة بين السعر الرسمى وسعر السوق السوداء، وقال إن الارتفاع سينعكس سلباً على سوق الدواء وسيؤدى إلى اختفاء عدد من الأدوية.
وقال إن الشركات تلجأ بشكل كبير للسوق غير الرسمى لتوفير السيولة الدولارية اللازمة لشراء المواد الخام، ما يحملها مزيداً من الأعباء عند ارتفاع الدولار.
وذكر رستم أن الفترة الماضية شهدت اختفاء ما بين 180 و200 عقار دوائي، لعدم وجود بدائل أو مثائل لها خلال الفترة الماضية، نتيجة ارتفاع تكاليف الانتاج مقابل سعر بيعها للجمهور، بالإضافة الى نقص 1000 صنف آخر.
ويصل حجم نواقص الأدوية الى نحو 800 عقار دوائي، بينها مستحضرات للكبد والمضادات الحيوية، وفقاً لتقديرات نقابة الصيادلة.
ولم يتوقع محمد البهي، رئيس شعبة مستحضرات التجميل بغرفة صناعة الدواء، زيادة أسعار مستحضرات التجميل خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها شهدت زيادة مؤخراً بعد ارتفاع الرسوم الجمركية عليها %40.
وطالب البهي، البنك المركزى بسرعة حل أزمة ندرة الدولار فى السوق الرسمي، لعدم السماح بالتلاعب فى الاسعار على خلفية تحريك الدولار بالسوق السوداء.
وأوضح أن تحريك أسعار الدولار سيؤثر على بعض شركات الأدوية بشكل كبير، وقد يتسبب فى تفاقم نقص الأدوية، وإختفاء عدد منها.
وأكد البهى ضرورة سرعة الحكومة لإصدار قرار بتحديد اسعار خاصة بالمنتجات المصدرة، تختلف عن السوق المحلي، لتشجيع الشركات على زيادة صادراتها وتلبية احتياجاتها من العملة الصعبة.