صمدت الجزائر أمام الاضطرابات السياسية التى أطاحت بقادة عرب، بداية من الزعيم الليبى معمر القذافى، إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والآن تواجه الجزائر تهديداً أخطر من مصدر ثروتها وهو البترول.
وتسبب انهيار أسعار النفط العالمية، فى زيادة عبء الدعم الذى يساعد على درء أى سخط شعبي.
علاوة على ذلك، تزايد القلق بشأن صحة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
وإذا ما تمت إدارة دفة الاقتصاد أو الخلافة السياسية على نحو خاطئ، فربما تنهار أكبر دولة لديها احتياطيات غاز فى أفريقيا، وهى الحليف الرئيسى للغرب فى المعركة مع التشدد الإسلامي.
ووافق البرلمان الجزائرى أوائل الشهر الجارى على تغييرات دستورية تقدم مزيداً من الحقوق السياسية لعدة دوائر رئيسية، بما فى ذلك المجتمع الأمازيغى والنساء ورجال الأعمال.
وأشارت وكالة «بلومبرج» للأنباء، إلى أن 4 محللين بارزين قدموا وجهات نظرهم حول سؤال مضمونه: «إلى أين تتجه تلك الدولة العضوة فى منظمة الأوبك؟»
التوترات حول الخلافة
نادراً ما يشاهد الرئيس البالغ من العمر 78 عاماً، وسط العامة، فى أعقاب تعرضه على الأقل لاثنتين من السكتات الدماغية.
وكانت هناك عملية تطهير لكبار ضباط الجيش، وإعادة تنظيم للأجهزة الاستخباراتية وسط أنباء عن أن شقيق بوتفليقة الذى جاء إلى السلطة عام 1999، سعيد، هو فى الواقع من يدير الحكم ويسعى لترسيخ الدعم لطموحاته الرئاسية.
وقال رشيد غريم، وهو محلل سياسى جزائرى بارز: «هذا يعنى أن الرئيس بوتفليقة وجماعته فازا فى معركتهما ضد الأجهزة الاستخباراتية. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الجماعة الأخرى، التى يقودها رئيس المخابرات الجزائرى السابق محمد مدين، رئيس دائرة الاستعلام والأمن، تحتفظ بالقدرة على التسبب فى اضطراب ما»، مشيراً إلى إدارة الاستخبارات والأمن الجزائرية.
ورغم تأكيد الرئاسة الجزائرية، أن إصلاح الأجهزة الأمنية يمثل «تحولاً مدنياً»، شمل موافقة النواب على ما مجموعه 499 من 517 تعديلاً دستورياً، فإن «غريم» أوضح أن «تلك التعديلات الدستورية الديمقراطية تبقى سارية على المستوى النظري».
وقالت داليا غانم يزبك، أستاذ العلوم السياسية فى مركز كارنيجى للشرق الأوسط: إن «الجهود تتركز فى الحفاظ على الوضع الراهن دون المخاطرة بإغضاب الشعب. فمن المحتمل أن يتقرر مصير الخلافة وراء الأبواب المغلقة.. وأن كلاً من الجيش والمؤسسة السياسية سيكون لديهما توافق على مرشح ما.. وليس فى مصلحة أحد زعزعة الاستقرار ولا سيما فى سياق الأوضاع الجيوسياسية الحالية».
استغلال عنصر الوقت
وقال ريكاردو فابيانى، محلل شمال أفريقيا لدى مجموعة «وراسيا»، إنه «فى الوقت الذى تلعب فيه عدة فصائل دوراً فى الصراع حول من يخلف بوتفليقة، فإنها ركزت أيضاً على محاولة التقليل من تأثير تراجع أسعار البترول، وهذا ليس بالمهمة الصغيرة».
وقد انخفض دخل صادرات البترول والغاز، والتى تمثل ما يقرب من 60% من الاقتصاد و95% من العائدات الأجنبية بمقدار النصف تقريباً