أعطى أقوى رجل نفط فى العالم رسالة قاسية فى مؤتمر تجمع مدن الطاقة فى مدينة «هيوستن» الأمريكية إلى المديرين التنفيذيين لأكبر شركات إنتاج البترول الصخرى.
ووجه النعيمى، الرسالة لمنتجى البترول الصخرى، والمتواجد أغلبهم فى نفس غرفة المؤتمر، قائلا إنه ينبغى عليهم إما «تخفيض التكاليف، أو زيادة الاقتراض، أو تصفية أعمالهم».
وقال النعيمى، لجموع الحاضرين فى هيوستن: «الأمر قاس، ومؤسف، ولكن هذه هى الطريقة الأكثر فعالية لإعادة التوازن فى الأسواق».
ووفقا لوكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى تواجه حوالى 74 شركة منتجة للبترول فى أمريكا الشمالية صعوبات كبيرة فى خدمة الديون.
وقال مارك بابا، الرئيس التنفيذى السابق لشركة «اى او جى ريسورسيز» إن منتجى البترول الصخرى من تكساس، إلى ولاية داكوتا الشمالية سوف يهلكون فى الأشهر المقبلة وسط موجة من عمليات إعادة الهيكلة والإفلاس، واصفا الناجين بأنهم سيكونون أكثر تحفظا فى الإنفاق والتوسع.
وذكرت وكالة «بلومبيرج» أن الرسالة سوف يتردد صداها لما وراء قطاع الطاقة الأمريكية بسبب انخفاض الإنفاق، وارتفاع الديون، وتسريح العمالة، والتى بدأت فى الانتشار إلى الشركات الرئيسية، مع انتقال التأثير من البنوك الإقليمية فى أوكلاهوما، إلى الاقتصادات التى تعانى من ضائقة مالية مثل فنزويلا، والبرازيل.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط وخام الأمريكى القياسى 30% العام الماضى وسط تخمة عالمية، وكان يتداول عند 31.24 دولار للبرميل صباح اليوم الأربعاء فى هونج كونج، مسجّلا انخفاضا بنسبة 2% من الجلسة السابقة.
وانخفض مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» للبترول والغاز بنحو 60% منذ منتصف 2014، وهو أدنى مستوى منذ عام 2009.
وقال النعيمى، للمديرين التنفيذيين فى هيوستن، إن المملكة العربية السعودية تتوقع أن تجميد إنتاج البترول بعد موافقة روسيا، لن يكون كافيا لتحقيق التوازن فى نهاية المطاف فى السوق.
وأضاف «مع مرور الوقت، سوف يخرج المنتجون بتكلفة عالية من السوق، وارتفاع الطلب سوف يقضى ببطء على زيادة المعروض. وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أن هذا القرار يعنى عامين آخرين من انخفاض الأسعار».
وقال وزير البترول الفنزويلى يوليجوا ديل بينو، إن فنزويلا، والسعودية، وروسيا، وقطر، ناقشوا عقد اجتماع فى منتصف مارس المقبل لدول مجموعة «أوبك» والدول الأخرى المنتجة للبترول خارج المنظمة الذين يدعمون تجميد الإنتاج.
وأضاف ديل بينو، يجرى التشاور مع جميع الدول المنتجة البترول لتحديد أين ومتى سيتم عقد الاجتماع.
جاء ذلك فى الوقت الذى تضغط فيه فنزويلا، على المنتجين لدعم الأسعار، مع قيام الوزير بجولات حول العالم لحشد الدعم.
والتقى النعيمى، فى هيوستن، بالأشخاص الذين تحاول المملكة إخراجهم من السوق من ولاية داكوتا الشمالية وكندا، إلى حقول المياه العميقة على شاطئ البرازيل، الذين يحتاجون إلى أسعار أعلى بكثير من المستويات الحالية لتحقيق الأرباح.
إن قيادة النعيمى، لمنظمة الاوبك، فى حرب أسعار ضد المنتجين بتكلفة عالية منذ نوفمبر 2014 يدفعهم للقتال من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقال وزير البترول العمانى محمد حامد سيف الرمحى، إن منتجى «أوبك» وخارجها يحتاجون لخفض انتاج البترول بنسبة تتراوح ما بين 5 و10% لتحقيق الاستقرار فى السوق، مؤكدا استعداد بلاده لخفض 100 ألف برميل يوميا كجزء من أى اتفاق.