عوض: 100 مليون دولار استثمارات متوقفة بسبب بيروقراطية الحكومة
2 مليون دجاجة احتياجات السوق المحلى يومياً
المعاهد البحثية والجامعات يقع عليها دور كبير فى النهوض بالصناعة
بلغت واردات شركة “بونجى الأمريكية” من خامات أعلاف “الذرة الصفراء، وفول الصويا، وعباد الشمس”، نحو مليون طن خلال العام الماضى بقيمة 2.5 مليار جنيه.
قال أيمن عوض، العضو المنتدب لـ”بونجي” فى مصر، إن الشركة تنفذ خطة استثمارية، وتواجه عدة مشكلات بسبب البيروقراطية والروتين الحكومى.
أوضح عوض أن الشركة قبل فترة طويلة تقدمت بطلب لهيئة “ميناء دمياط” لتخصيص 29 ألف متر لتخصيص رصيف، خاصة أن الشركة لها رصيف فى العديد من الموانئ، موضحا أنها تقدمت لإنشاء مصنع تكرير وإنتاج الزيت بطاقة إنتاجية 3000 طن يومياً على مساحة 40 ألف متر باستثمارات 100 مليون دولار، لكن الشركة لم تجد تعاونا من قبل الجهات الحكومية، رغم أن سياسة الدولة المعلنة جذب الاستثمارات الأجنبية.
وعن صناعة الدواجن، قال عوض، إن الدولة يجب أن تتدخل لدعم صغار المربين للنهوض بالصناعة التى تعانى منذ عام 2006 بسبب وباء أنفلونزا الطيور.
أوضح عوض، أن المربين يعانون عدة مشكلات تفاقمت بصورة واضحة خلال الفترات الماضية، وعلى رأسها عدم توافر لقاحات بجودة عالية لعلاج الأمراض المتوطنة، فضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج.
وطالب بضرورة تدخل الحكومة لتوفير آليات لحماية الثروة الداجنة من الأمراض، بوضع إجراءات صارمة تُنفذ على جميع العاملين بالقطاع، مشيراً إلى أن الدواجن مصدر مهم للمستهلكين، نظراً لتدنى أسعارها مقابل اللحوم الحمراء.
أوضح أن الصناعة يعمل بها نحو 30% من الأيدى العاملة فى مصر بصورة مباشرة وغير مباشرة، وتصل احتياجات المستهلكين اليومية لنحو 2 مليون طائر، ينتج منها السوق المحلى 1.7 مليون فى المتوسط.
أضاف أن المشكلات التى تواجه الصناعة فى الفترة الماضية تمنع السوق من الوصول إلى حد الاكتفاء الذاتى، ما يضطرنا للاستيراد، وهو ما أصبح مكلفاً جداً فى الوقت الحالى.
وقال إن صناعة الدواجن تحتاج لزيادة الاستثمارات بصورة فورية، والعديد من العاملين فى المجال يسعون لذلك، لكن القوانين الحكومية تعرقل ضخ هذه الاستثمارات، مما جعل العديد منها يتجه للتوسع فى الأسواق الأخرى.
ونفى عوض، وجود محتكرين فى مجال استيراد الأعلاف، خاصة أن عدد الشركات الموردة العالمية معروفة فى جميع دول العالم وهى متواجدة فى مصر بخلاف الشركات المحلية، وكل هذه الشركات تتنافس بصورة واضحة، وأن ارتفاع الأسعار محلياً ناتج عن الحلقة الوسيطة “الموزعين”، مضيفا أن أزمة الدولار أثرت على أسعار المنتجات فى السوق بشكل كامل.
وقال عوض، إن المعاهد البحثية والجامعات ابتعدت تمامًا عن صناعة الدواجن، رغم دورها الرائد فى تطوير سلالات الإنتاج، ووضع خطة مع منتجى الدواجن لتطوير المربين والصناعة بصورة متكاملة، كما أن للشركات دوراً فى ذلك من خلال تخصيص نصيب من استثماراتها لأبحاث الصناعة.
أشار عوض إلى أهمية إعداد خطة واستراتيجية زراعية واضحة من جانب الدولة، مشددا على ضرورة الاهتمام بالمحاصيل التى تناسب البيئة والموارد المتاحة فى السوق المحلى.
وعن شحنة القمح التى رفضتها الإدارة المركزية للحجر الزراعى، التابعة لوزارة الزراعة، قال عوض، إن الأمر حاليا مع القضاء، مشيراً إلى التزام الشركة بشروط الهيئة العامة للسلع التموينية، وأن شهادات جودة الشحنة موقعة من جهة فحص عينتها الحكومة المصرية، كما أن السلطات الفرنسية أصدرت شهادة صحة نباتية تثبت استيفاء الشحنة للاشتراطات واللوائح المصرية، والتى تتفق مع المقاييس العالمية لاستيراد القمح.
وكانت إدارة الحجر الزراعى رفضت 63 ألف طن قمح مستوردة من فرنسا ديسمبر الماضى، باعتبارها غير مطابقة لقواعد الاستيراد، بحيث تجاوزت نسبة فطر الارجوت فيها إلى 0.05%.
وقال عوض، إن تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح أمر مستبعد لعدم توافر التربة والمساحة الزراعية، مشيراً إلى أنه من الأفضل وضع خطة لتنمية الزراعية وفقًا لأذواق الأسواق الخارجية كالفواكه والموالح والخضروات، فإنتاجية الفدان بها أعلى من زراعة القمح والذرة.
ودخلت شركة “بونجى العالمية” السوق المصرى بداية من 2009، لكن ثورة 25 يناير، وما تلاها من أحدث أثر على أدائها المستهدف.
ويعمل بالشركة نحو 35 ألف عامل فى جميع فروعها، وتمتلك مزرعتين لإنتاج عدة محاصيل مختلفة من خلال ضمان الربط بين المزارعين والعملاء وبين المناطق اللوجيستية، وإنتاج منتجات ذات جودة عالية من العلف الحيوانى والأطعمة، كما تملك 150 فرعا فى 40 دولة حول العالم.
وتعمل الشركة فى إنتاج محاصيل “البذور الزيتية، والحبوب، ومكونات الاعلاف الحيوانية، وزيت للصناعات والخدمات الغذائية، والوقود الحيوى، والزيوت المعبأة، والمايونيز، والسمن النباتى”، وغيرها من المنتجات الغذائية بجانب تكرير قصب السكر والإيثانول والكهرباء وطحن القمح والذرة لمصنعى الأغذية والمخابز والعملاء التجاريين الآخرين.
وتأسست “بونجى العالمية”، عام 1818 من القرن الماضى، وقامت بتوريد 360 ألف طن قمح العام الماضى فقط لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية.