قال تقرير صادر من كوليرز انترناشيونال إن قطاع السياحة والضيافة فى القاهرة الكبرى أظهر مرونة خلال العام الماضى، وصولا إلى تحسن فى معدلات تدفق الزوار الأجانب وارتفاع معدلات أداء الفنادق.
وفقا للتقرير الذى حصل «البورصة» على نسخة منه، فإن الاعلان عن إطلاق مجموعة من المخططات الرئيسة الخاصة بإنشاء باقة من مرافق الضيافة الجديدة متعددة الاستخدامات سيعمل على نمو الطاقة الفندقية فى القاهرة الكبرى، مضيفا أن الطلب على السوق شهد تحولا ملحوظا نحو شرق القاهرة وغربها خلال الأعوام الاخيرة.
وبحسب غرفة الفنادق المصرية فإن إجمالى عدد الطاقة الفندقية فى القاهرة الكبرى يصل إلى 30 ألف غرفة.
وعزا التقرير المرونة فى أداء السوق بفنادق القاهرة الكبرى إلى التحول إلى المنتجعات المدنية الجديدة المشيدة فى تلك المناطق، التى توفرت فيها مرافق الترفيه والاجتماعات بشكل مكثف.
وبحسب التقرير، فإن السوق شهد ارتفاعاً فى الطلب من قبل قطاع الأعمال خلال العام الماضى نتيجة للتوسعة التى أجريت على قناة السويس.
كما حققت فنادق وسط القاهرة التى تمثل سوقاً رئيسة لقطاع الاعمال أعلى نسبة نمو فى معدلات الاشغال، حيث ارتفعت بمعدل سنوى بلغ 44% خلال الثلاثة أعوام الماضية.
كما سجلت اشغالات الشقق الفندقية فى القاهرة معدلات إشغال تخطت الـ75% خلال العام الماضى، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى انخفاض العرض والنمو الاقتصادى الذى تتمتع به المدينة، بحسب التقرير.
وتحتل مشاريع الفنادق الفاخرة عالية رأس المال نصيب الاسد من العرض المستقبلى مثل فندق سانت رييجيس 292 غرفة وذا ادريس ابتاون القاهرة 300 غرفة وفندق جى دبليو ماريوت القاهرة 90 غرفة وفقا لكوليرز.
وذكرت كوليرز أن هناك فرصا اضافية تتوفر فى قطاع الفنادق المتوسطة والشقق الفندقية، حيث يوجد نقص فى هذه الفئة من الفنادق حاليا فى القاهرة.
«يمثل النقص بدوره فرصة للتغلغل فى هذا السوق بإنشاء الشقق الفندقية وفنادق الثلاث وأربع نجوم ذات العلامات التجارية عالية الجودة، التى تستهدف الزوار المحليين والاقليميين» وفقا للتقرير.
ورغم حالة عدم الاستقرار السياسى والاجتماعى التى تشهدها مصر أظهر المستثمرون فى قطاعى السياحة والفنادق فى القاهرة ثقتهم مجددا فى المدينة وهى الثقة النابعة من إدراكهم للموارد السياحية الكبيرة التى تتمتع بها والتى تمثل عمود الأساس للاقتصاد المصرى.
وعقب نمو الاداء الذى شهده عام 2015 عن المشاريع المستقبلية المتوقعة لوحظ حدوث تغير فى قواعد السوق الأساسية مع ظهور التوجهات الجديدة نحو المشروعات العملاقة التى أطلقتها الدولة خلال العام الماضى مثل مشروع العاصمة الادارية الجديدة شرق القاهرة.
ففى الماضى، كان هناك وجود كبير للفنادق المحلية عتيقة الطراز التى تسيطر على السوق وتقدم أسعارا منخفضة، نظرا لانعدام معايير الجودة فيها وفقا لكوليرز.
ومثلت السياحة الأوروبية والأمريكية أسواق المصدر الرئيسة للقاهرة، حيث يأتى الزوار منهما بحثا عن الترفيه.
وقبل حدوث حالة عدم الاستقرار خلال الخمس سنوات الماضية كان قطاع الترفيه فى القاهرة له نصيب الاسد من الطب خاصة من السياح القادمين من دول الغرب.
وفى الوقت الحالى، فإن فنادق القاهرة ذات العلامات التجارية العالمية تنقسم فى معظمها بين فئتين، الفنادق الراقية والفنادق الضخمة.
ومثلت حالة عدم الاستقرار التى تشهدها مصر خلال الخمس سنوات الماضية تحولا فى الاسواق المصدرة للحركة السياحية للقاهرة، حيث إن منطقة الخليج مصدر الطلب الرئيس على فنادق المدينة.
وبلغ عدد السياح الوافدين لمصر خلال العام الماضى 9.3 مليون سائح مقابل 9.9 مليونا خلال العام الاسبق.
كما تراجع الدخل السياحى لمصر إلى 6.1 مليار دولار خلال العام الماضى مقابل 7.3 مليار خلال 2014.
وفى المستقبل، فإن استمرار تطوير المشاريع الفندقية المستقبلية فى القطاع الفاخر سيعمل على تحسين جودة الخدمات فى الفنادق، ولكن نظرا للتزايد المتوقع فى اعداد الزوار من العائلات الخليجية والنزلاء المحليين الباحثين عن الاسعار المنخفضة فإن الطلب سيتوجه نحو الطلب على الفنادق فئة 3 و4 نجوم إلى جانب الشقق الفندقية وفقا للتقرير.
و«سيواصل الخليج دوره كسوق كبير للفنادق فى القاهرة مع زيادة فى توافد القادمين من الهند مع تفضيل السكان المحليين قضاء عطلاتهم الاسبوعية فى منتجعات القاهرة الجديدة ومدينة 6 أكتوبر» وفقا لكوليرز.
وقال التقرير إن القاهرة شهدت فى الاعوام القليلة الماضية زيادة هائلة فى مشاريع التطوير المعلن عنها والتى تفاوتت فئاتها للتراوح بين الفنادق البسيطة، وصولا إلى المخططات الرئيسة الضخمة.
وتضمنت المشاريع عددا من المكونات التى ضمت فيما بينها متاجر التجزئة والمكاتب والفنادق والمجمعات السكنية، فضلا عن المرافق الترفيهية.
ويعد من أهم المشروعات بحسب التقرير مشروع كورنيش النيل من شركة الديار القطرية وهو مشروع متعدد الاستخدامات على مساحة 197 الف متر مربع على الضفة الشرقية من كورنيش النيل.
ويشمل المشروع الفنادق الفاخرة التى تضم 3 أبراج فندقية هى فندق سانت ريجيس وشقق فندقية 515 وحدة ومساحات مكتبية ومنافذ بيع أطعمة ومشروبات ومركز لمتاجر التجزئة.
وذكر التقرير ان مشروع كايرو جايت مدينة الشيخ زايد ضمن أهم المشروعات فى القاهرة، وتنفذه مجموعة ماجد الفطيم الاماراتية ويعد واحدا من المشروعات العقارية القائمة على نمط الحياة فى المدينة والتى ستوفر مرافق للترفيه والتسوق.
ومن المتوقع اطلاق مجمع للمساحات المكتبية ومشروعات فندقية تقدم افكارا جديدة فى قطاع الاغذية والمشروبات ومعاهد تعليمية ومرافق طبية وعقارات سكنية.
«مشروع اب تاون كايرو المقطم وتنفذه شركة اعمار مصر وهى شركة مطورة فمن المتوقع افتتاح فندق بطاقة بطاقة 500 غرفة» وفقا للتقرير، مضيفا أن المخطط الرئيس يشتمل على إنشاء بنية تحتية سكنية ضخمة تتضمن ملاعب للجولف، فضلا عن واحد من أكبر المراكز التجارية فى المدينة.
أما مشروع مول مصر والذى يصنف ضمن فئة مراكز التسوق العملاقة وسيشتمل على متاجر الاشهر العلامات التجارية ومجمع للتزلج على الجليد وسينما لتحتوى على 17 دار عرض وإضافة إلى منافذ بيع الاغذية والمشروبات وفقا للتقرير.
وقال التقرير إن منطقة المعادى الجديدة حصلت على أعلى نتيجة فى مؤشر رضا العملاء مما يدل على الجودة العالية التى تتمتع بها فنادق هاتين المنطقتين خاصة فى القاهرة الجديدة حيث الغالبية العظمى من الفنادق الفاخرة.
وحصلت فنادق الثلاث نجوم والاربع نجوم على أقل نتيجة فى مؤشر رضا العملاء، مما يدل على انخفاض جودة الخدمات فى هذه الفنادق، وهذا يخلق فرصة لتطوير الفنادق من هاتين الفئتين وتستهدف النزلاء الباحثين عن الاسعار المنخفضة فى المدينة.
وكان النزلاء المسافرون فى رحلات عمل الأكثر رضا بنسبة وصلت إلى 79.3% مما يدل على أن فنادق القاهرة بشكل عام لا تمتلك التجهيزات المناسبة للسياحة الترفيهية وفقا للتقرير.
وتعول وزارة السياحة على زيادة التدفق السياحى الوافد من دول الخليج العربى، خاصة من الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على زيادة الاشغالات الفندقية بالقاهرة وفقا لعضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية حسين شكرى.
وذكر شكرى «خلال العامين الاخيرين كان هناك نمو فى التدفق السياحى الوافد من المملكة الاردنية، وشهدت منطقتا شرق وغرب القاهرة النمو الاكبر فى الاشغالات خلال العام الماضى».