المغرب الأكثر جذباً للاستثمارات النظيفة ومصر فى مرحلة توقيع العقود
ارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى المجالات الجديدة والاستثمارات عبر الحدود باستثناء الاندماج والاستحواذ بنسبة 9% العام الماضى لتسّجل 713 مليار دولار.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن قطاع البترول والغاز جذب أكبر قدر من هذه الاستثمارات، يليه العقارات فى المرتبة الثانية، ولكن المبلغ المستثمر فى مجال الطاقة المتجددة قفز بصورة ملفتة بنسبة 73% ليبلغ 76 مليار دولار وفقاً لبيانات أسواق الاستثمار الأجنبى المباشر.
وقال عدنان أمين، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فى مقابلة مع الصحيفة: “نحن فى خضم ثورة طاقة متجددة، مشيراً إلى أنه على مدى العامين الماضيين، كان أكثر من نصف إجمالى حجم الإضافات فى الاستثمار على الصعيد العالمى من نصيب الطاقة المتجددة”.
وفى ظل غليان ثورة التطور التكنولوجى الذى جعل تكلفة الطاقة المتجددة أكثر تنافسية، تراجعت أسعار الطاقة الشمسية بنحو 80% منذ عام 2009.
وأوضخ لازلو فارو، كبير الاقتصاديين فى الوكالة الدولية للطاقة، أن الصين هى المسئولة إلى حد كبير عن هذا الخفض فى التكاليف، حيث ساعدت على انتشار استغلال الطاقة الشمسية من الأسواق المتخصصة فى عام 2006 إلى قطاع لإنتاج الطاقة بوجه عام فى الوقت الراهن.
وأضاف أن بكين، أصبحت الآن أكبر سوق محلى ودولى، وتملك أكبر طاقة رياح فى العالم.
وفى الوقت الذى تراجع فيه النمو فى توليد الطاقة المتجددة فى الدول المتقدمة، نظراً لانخفاض الطلب يواصل فارو، تطويرها بسرعة فى الأسواق الناشئة.
جذبت البلدان النامية غالبية الاستثمارات فى الطاقة المتجددة العام الماضى وكانت الهند البلد الأكثر استهدافاً، وجاءت تشيلى، ومصر، وميانمار، وجنوب أفريقيا، على رأس أعلى 8 وجهات استهدافاً للاستثمار فى الطاقة المتجددة.
ومع ذلك، فإن نمو الطاقة المتجددة ليس فقط حكراً على الأسواق الناشئة فالولايات المتحدة تختبر طفرة فى الطاقة الشمسية، وبريطانيا تتوسع بقوة فى توليد الطاقة من الرياح، ولكن مما لا شك فيه أن أمريكا اللاتينية السوق الأسرع نمواً فى الطاقة المتجددة، وفقاً لأمين.
ويمّثل الاستثمار الأجنبى المباشر فى مجال الطاقة المتجددة فى شيلى، وأوروجواى، أكثر من 70% من مجموع الاستثمارات عبر الحدود فى مجالات الاستثمارات الجديدة فى البلاد العام الماضى.
وتملك كلا البلدين أسعار طاقة متجددة تنافسية للغاية، وفى أوروجواى، أصبحت 100% من احتياجات الطاقة تأتى من المصادر المتجددة.
وجذبت أفريقيا نسبة متزايدة من الاستثمارات الأجنبية، بنسبة 17% خلال السنوات الثلاث الماضية حتى عام 2015 مقارنة بـ5% خلال السنوات الثلاث السابقة، ولكن الصورة غير منتظمة بالمقارنة مع أمريكا اللاتينية.
وتعد المغرب، البلد الأكثر تقدماً فى توليد الطاقة الشمسية فى القارة الافريقية، حيث تضم أكبر مصنع فى العالم لإنتاج الطاقة الشمسية، وهى تقنية مختلفة تدعى الكهروضوئية، التى تولد الكهرباء من خلال استخدام أشعة الشمس لتسخين السوائل، وتجعل تخزين الطاقة أكثر سهولة.
وجذبت المغرب 2 مليار دولار من الاستثمارات فى عام 2014، ما يساعد الدولة حاليا فى الاستمرار فى تعزيز القطاع الصناعى، وقد تصدّر المغرب، قريباً الطاقة إلى البرتغال، وإسبانيا، وإلى باقى الأجزاء فى القارة السوداء، وفقاً لأمين.
وكانت مصر، واحدة من أعلى الدول المستهدفة للاستثمار فى المجالات الجديدة وفى مجال الطاقة المتجددة العام الماضى، ولكن القطاع لايزال فى مرحلة توقيع العقود.
ويعتقد أمين، أن العديد من البلدان الأفريقية الأخرى لن تكون قادرة على جذب مستويات مماثلة من الاستثمارات الخضراء إذا لم تقم بتحسين سياساتها وتمويلاتها وتكنولوجياتها.
ومن المتوقع أن يستمر نمو الاستثمار فى الطاقة المتجددة، وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة أن تحتل الطاقة المتجددة المركز الثالث لتوليد الكهرباء ومن المتوقع أن تنتشر فى أمريكا اللاتينية، خاصة الأرجنتين، وكولمبيا، وجنوب شرق آسيا عام 2040.
وقدّرت الوكالة مؤخراً، أن مضاعفة حصة الطاقة المتجددة من شأنه زيادة فرص العمل المباشرة وغير المباشرة فى القطاع عالمياً من 9.2 مليون فى الوقت الراهن إلى 24.4 مليون نسمة بحلول عام 2030، وهو بمثابة الخبر السار للأسواق الناشئة.