حذر صندوق النقد الدولى من مواجهة العالم ارتفاع «مخاطر الانحراف الاقتصادى» ويحتاج إلى إجراءات فورية لتعزيز الطلب، بعد أن كشفت البيانات الجديدة تسجيل الصين أسوأ انهيار شهرى فى الصادرات منذ عام 2009.
وأوضح ديفيد ليبتون، النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولى فى واشنطن، أن الاقتصاد العالمى يمر بمرحلة حساسة جدا فى الوقت الراهن.
وأضاف أن واضعى السياسات فى جميع أنحاء العالم فى حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للرد على تباطؤ النمو والتهديدات الجديدة التى تفرضها الاضطرابات فى أسواق السلع الأساسية والمالية.
وأكدّ أن الوقت قد حان الوقت لدعم النشاط الاقتصادى بقوة، ووضع الاقتصاد العالمى على أسس أكثر أمانا.
وذكرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» أن تصريحات ليبتون تسلط الضوء على المخاوف من الأرقام التجارية الضعيفة القادمة من الصين والتى أظهرت تراجع الصادرات والواردات فى شهر فبراير الماضى.
وتراجعت الصادرات بنسبة 25.4% فبراير الماضى مقارنة بنفس الفترة العام الماضى من حيث القيمة الدولارية، وهو أسوأ انخفاض فى شهر واحد منذ 2009 وهبوطا من 11.2% فى يناير.
جاء ذلك فى الوقت الذى انخفضت فيه الواردات بنسبة 13.8% مقلصة خسائرها بعد تراجع بلغ نسبته 18.8% فى يناير الماضى.
ويزداد قلق صندوق النقد الدولى إزاء حالة الاقتصاد العالمى بسبب ما يعتبره علامات على مزيد من التباطؤ.
وأعلن النقد الدولى فى وقت سابق أنه من المرجح أن يخفض توقعاته للنمو العالمى بنسبة 3.4% العام الجارى عند صدور الجولة المقبلة من التوقعات الشهر المقبل.
وأوضح أن علامات التراجع لا تظهر فى الصين فقط، ولكن المؤشرات الرائدة تفيد بتراجع النمو فى المملكة المتحدة، وأمريكا، وكندا، وألمانيا، واليابان.
وأظهر اقتصاد الصين أيضا علامات على مزيد من التباطؤ العام الجارى بعد أن نما بأبطأ وتيرة له فى ربع قرن العام الماضى.
وأكدّ ليبتون أن الاقتصاد العالمى يمر بنقطة تحول كبيرة، حيث إن التراجع الجديد قد يصبح حقيقة واقعة تتحقق ذاتيا إذا فشل العالم فى العمل على تعزيز الطلب.
وينبغى على الاقتصاديات الرائدة فى العالم القيام باستجابة سريعة لتعزيز النمو من خلال إصلاح السياسات المالية، والقيام بما يمكن القيام به على الصعيد النقدى ودفع الإصلاحات الهيكلية لتحسين إمكانات نمو الاقتصاد العالمى.