نمو الاستخدام على الهواتف الذكية يضاعف قلق شركات النشر
يصف راندال روتنبرج، رئيس مكتب الإعلان التفاعلى شركات حجب الإعلانات بأنها غير أخلاقية وتمارس السحر الكاذب.
وفى كلمة له أمام ممثلى جوجل وياهو قال روتنبرج الشهر الماضى إن شركة آدبلوك بلس التى تصنع البرنامج الأكثر شعبية لحجب عرض الإعلانات تمارس ما يشبه الطراز القديم من الابتزاز، فى حلة عصرية منمقة، ولكنه فى الحقيقة كذبة بلغة الاستهلاك المعاصرة.
وقالت صحيفة فاينانشال تايمز إن الخطاب الحاد هو أحدث علامة على القلق فى قطاعى الإعلام والتسويق جراء احتفاء المستهلكين بتقنيات حجب الإعلانات من الظهور على صفحات الإنترنت، حيث ينمو الاعتماد عليها بشكل سريع للحد من إزعاج الإعلانات لحظة التصفح.
وبلغ عدد مستخدمى برامج حجب الإعلانات فى جميع أنحاء العالم أكثر من 200 مليون شخص وهو ضعف العدد قبل عامين وفقاً لتقديرات بيدجفير الذى يقدم خدمة وقف برامج الحجب وشركة أدوبى للبرمجيات الشهيرة.
وتمثل هذه البرمجيات مشكلة كبيرة للناشرين عبر الإنترنت الذين يعتمدون على عائدات الإعلانات التجارية لكن القلق يتزايد خلال لأشهر الأخيرة، حيث تنتشر حجب التقنيات ليس فقط عبر أجهزة الكمبيوتر المكتبية بل تنتشر عبر أجهزة الهاتف المحمول.
وفى سبتمبر، بدأت شركة أبل السماح لمستخدمى آى فون باستعمال برامج حجب الإعلانات فى متصفح الإنترنت «سفارى» ومن ثم أصبحت تطبيقات مثل كريستال وبيورفاى تقنية تتصدر متجر أبل لاعلى البرامج من حيث عدد التنزيلات، حيث يتنامى اتجاه احتضان المستهلكين لخيار القضاء على ازعاج الإعلانات التى تتسبب فى بطء تحميل الصفحات مما يستنزف تحميل البيانات المستهدفة فعلياً خصوصاً لباقات الإنترنت المحدودة او سرعة الانترنت البطيئة.
ووفقاً لمسح أجرته جلوبال ويب العاليمة وهى شركة أبحاث، فإن %37 من مستخدمى الهواتف المحمولة استخدموا برامج حجب الإعلانات على أجهزتهم اثناء تصفحهم فى الشهر الماضي.
وقال جيسون ماندر، مدير الأبحاث فى مؤشر جالوب ويب العالمى أن وصول برمجيات حجب الإعلانات على الهاتف الجوال شجع الناس أيضاً على تبنى هذا النهج فى جميع أجهزتهم بما فيها اجهزة الكمبيوتر اللوحى والمكتبى. ووجدت الدراسة أن الإقبال عليها يشمل جميع الأعمار والأجناس فيما أكد نحو %70 ممن شملهم الاستطلاع انهم إما استخدموا برامج منع ظهور الإعلانات بالفعل أو يرغبوا فى ذلك.
وعثرت شركات تشغيل شبكات الهواتف النقالة على فرصة ذهبية لجنى مال من رغبة العملاء فى تجنب ظهورالإعلانات، وبدأت بالفعل شركة ديجيسيل، وهى شبكة تركز على منطقة الكاريبى ويملكها دينيس أوبراين، أغنى رجل فى أيرلندا فى منع الإعلانات على شبكتها فى جامايكا فى سبتمبر الماضى.
وتعمل ديجيسيل مع شركة شاين الإسرائيلية الناشئة التى تنتج برامج منع ظهور اعلانات لشركات بما فى ذلك جوجل وياهو وفيسبوك عبر تصفح الهاتف الجوال وتحميل تطبيقاتهم.
وقال اوبراين ان هذه الخطوة جاءت كمحاولة لمنح عملائنا أفضل تجربة لشبكتنا للهاتف النقال لكنه أضاف أنه يريد أن يجبر شركات مثل جوجل وياهو وفيسبوك على وضع أيديها فى جيوبها وتدفع لديجيسيل للسماح لإعلاناتها بالظهور للعملاء.
ويشعر المعلنون وشركات وسائط الإعلام بالغضب من شركات حجب الإعلانات التى تريد أن تأخذ نصيبها من كعكة دخل انشطتهم وقد صب العديد منهم جام غضبه على شركة «آيو» الشركة المنتجة لتطبيق آدبلوك بلس، والتى تقبل أن تدفع لها الشركات بما فى ذلك جوجل ومايكروسوفت للسماح لبعض الإعلانات من خلال مرشحات خاصة بها بالظهور لمستخدم الإنترنت.
ورفعت شركات اعلامية بما فيها «بروسيبنسات1» و«ار تى ال» دعوى قضائية ضد شركة «أيو» بحجة أن سلوكها مناهض للمنافسة ومع ذلك فقد رفضت المحكمة القضية، وأكدت حيثيات الحكم أن أنشطتها مشروعة تماما.
قال نورم جونستون، رئيس الاستراتيجية ومدير القسم الرقمى فى مايندشير، وهى وكالة وسائل إعلام مملوكة لمؤسسة دبليو بى بى إن تنامى اتجاه حجب الإعلانات يعد دعوة للاستيقاظ من اجل تقديم دعاية بطريقة أفضل وإذا لم تنتبه الشركات لهذا الأمر وتعطيه أولوية فإن الأمور ستزداد سوءاً.
لكنه أشار إلى أن المخاوف بشأن برمجيات منع ظهور الإعلانات مبالغ فيها لأن الغالبية العظمى من الناس يريدون محتوى مجانيا، وهكذا سوف يقبلون فى نهاية المطاف بقبول ظهور الإعلان.
وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز فان تزايد عدد شركات وسائل الإعلام مثل ITV والقناة 4، وهى شركات بث فى المملكة المتحدة، التى ترفض تحميل المحتوى على مواقعها على شبكة الإنترنت عندما تصطدم باستخدام الزائر لبرنامج حجب المواد الإعلانية، وتحذره من انه إذا كان يرغب فى مشاهدة عروضهم فعليه وقف البرنامج ومشاهدة إعلاناتهم.
كما بدأت فوربس، وهو موقع أخبار الأعمال مؤخرا مطالبة القراء بوقف تشغيل برنامج حظر الإعلانات وقد وجدت الشركة أن %42 من زوارها البالغ عددهم 2.1 مليون شخص الذين طلب منهم تعطيل برامج حجب الإعلانات قد استجابوا.