قالت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، إن حكومات عديدة فى شمال أفريقيا بذلت جهداً كبيراً لجذب الاستثمار الأجنبى المباشر بعد الانتفاضة العربية قبل خمس سنوات من خلال الإصلاح السياسى وتطوير البنية التحتية، ولكن يبدو أن المستثمرين غير مقتنعين بهذه الإصلاحات.
وكشفت بيانات «أسواق الاستثمار الأجنبى المباشر» وهى خدمة تقدمها صحيفة فاينانشيال تايمز، لمراقبة الاستثمار فى المجالات الجديدة عبر الحدود، عن فجوة مستمرة بين الاستثمار الأجنبى المباشر لشمال أفريقيا وباقى الأجزاء من القارة.
وأوضحت البيانات الصادرة مؤخرا لعام 2015 اتساع فجوة عدد المشروعات إلى 421 مشروعاً، من 404 فى عام 2014.
وأكدت الصحيفة أنه قبل اضطرابات 2011، حصلت منطقة شمال أفريقيا على حصة كبيرة جداً من الاستثمارات الأجنبية المباشرة مقارنة بباقى الأجزاء فى القارة.
وحصدت منطقة شمال افريقيا 40% من مجموع الاستثمار الأجنبى المباشر فى القارة بين عامى 2003 و2010، قبل أن تتراجع النسبة إلى 28% فى الفترة من 2011 وحتى 2015.
وشهدت منطقة شمال أفريقيا انخفاضا كبيرا فى المشاريع كثيفة رأس المال، وشكلت مشروعات البترول والغاز إجمالى 148 مشروعاً سنويا قبل عام 2011 مقارنة بحوالى 32 مشروعاً فى الوقت الراهن بفارق بلغ إجمالى 31.6 مليار دولار.
وكشفت البيانات وجود انخفاض مماثل فى القطاع العقارى وقطاع النفقات الرأسمالية بتسجيل متوسط 12 مشروعاً سنوياً قبل عام 2011، وبعده بعام بلغ إجمالى المشروعات فى هذين القطاعين 4 مشروعات فقط.
ونقلت الصحيفة أن هذا التراجع فى معدل الاستثمار الأجنبى المباشر يغذيه استمرار حالة عدم اليقين السياسى والاضطرابات السائدة فى المنطقة.
وأضافت أن الأوضاع فى ليبيا، لا تثير الدهشة حيث تجذب استثمارات بمتوسط 89 مليون دولار سنويا بعد 2011، مقارنة بمتوسط 4.2 مليار دولار سنويا قبل هذا العام.
وواصلت جنوب أفريقيا، منذ فترة طويلة تعزيز دورها كوجهة القارة فى الاستثمارات الأجنبية المباشرة ومنذ عام 2011 بلغ متوسط ما تجذبه 150 مشروعا سنويا مقارنة بحوالى 83 قبل هذا العام.
وصدّقت كينيا، أيضا على أوراق اعتمادها كوجهة ناشئة للاستثمار الأجنبى المباشر حيث جاءت نيروبى، على رأس الدول الأكثر جذبا للاستثمار العام الماضى.
ولم تكن جنوب أفريقيا، وكينيا، وحدهما أكثر الأماكن جذبا للاستثمارات عبر أفريقيا، فقد بدأت الدول غير التقليدية فى الظهور، حيث سجّلت أوغندا، عاما مزدهرا فى العام الماضى، فى حين حصدت ساحل العاج، أعلى حصة فى السوق من أى وقت مضى للاستثمار الأجنبى المباشر فى أفريقيا.
جاء ذلك فى الوقت الذى تبرز فيه أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى باعتبارها قوة حقيقية فى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى المجالات الجديدة.