فى الوقت الذى بدا فيه الجيش العراقى قادراً على هزيمة داعش، بدأ يعانى نقص الأموال الضرورية لشراء السلاح فى ضوء انخفاض أسعار البترول.
وقالت صحيفة تليجراف البريطانية، إن القوات العراقية بمحافظة نينوى تعانى نقص السلاح لاستعادة مدينة الموصل، وفى هذا الصدد، أكدت شرطة محافظة نينوى، أن قوات عراقية تترقب لمدة خمسة أشهر مضت وصول أي أسلحة لبدء مهامها القتالية.
ورغم الانتقادات اللاذعة الدولية للقوات المسلحة العراقية بعد اجتياح داعش المناطق العراقية الغربية والشمالية قبل عامين، فإنها الآن بدأت تكسب بعض الاستحسان، لأنها تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة الرمادي، وأجبرت داعش على الانسحاب من محافظتى الأنبار وصلاح الدين بمساعدة الآلاف من رجال الميليشيات الشيعية ورجال القبائل السنية.
ومن السابق لأوانه استعادة السيطرة على الموصل، خاصة فى ظل انهيار أسعار البترول فى الأسواق العالمية فى الشهرين الماضيين، فقد اضطرت الحكومة العراقية لخفض موازنتها بعد قرار المملكة العربية السعودية الدخول فى حرب لخفض أسعار البترول مع خصومها الجيوسياسيين إيران وروسيا.
وأضافت الصحيفة، أن 90% من دخل الموازنة تأتى من البترول، وقد تأثرت بشكل هائل بسبب تراجع الأسعار من 80 دولاراً فى العام الماضى إلى 40 دولاراً حالياً.
وقال وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدى فى مقابلة لصحيفة «ذا صنداى تليجراف» البريطانية: «بالطبع تأثرت وزارة الدفاع إلى جانب جميع جوانب الحكومة العراقية بهذا التراجع».
وقال ماجد السوري، خبير اقتصادي، إن الاعتماد على الحكومة العراقية لتوفير فرص عمل أدى إلى ارتفاع لا يمكن تحمله فى موازنتها، فقد نما عدد العاملين فى القطاع العام من 650 ألفاً إلى 4.5 مليون نسمة، منذ الإطاحة بصدام حسين فى عام 2003، جراء الطائفية المتزايدة وثقافة المحسوبية السياسية.
وكان لدى الدول الغربية أمل بأن دول الخليج قد تدعم العراق فى حربه ضد داعش كتعويض من جانبها عن انخفاض أسعار البترول، ولكن لا يزال الجيش العراقى يخوض الحرب منفرداً، واضطرت الحكومة لخفض أجور القطاع العام، ما تسبب فى غضب بين المواطنين العراقيين.
وأضافت الصحيفة، أن الأزمة الاقتصادية، جراء الفساد المستشري، جعلت رجل الدين الشيعى السياسى الأكثر شهرة فى العراق، مقتدى الصدر، يحث أنصاره على مناهضة الحكومة وحثها على إجراء الإصلاحات الضرورية.