موسى: نتطلع لطرح مسابقة جديدة.. والباب مفتوح لجميع التخصصات
«الابتكار لا يقف عند تخصص بعينه.. بل يفتح ذراعية لجميع التخصصات».. بهذه الكلمات بدأ الدكتور أحمد شوقى موسى، رئيس مكتب نقل وتسويق التكنولوجيا والابتكار بجامعة القاهرة، حديثه عن إطلاق جامعة القاهرة لتجربتها الأولى فى تأسيس حاضنة أعمال.
وتضم الحاضنة حاليا 3 شركات ناشئة كمرحلة أولى، وتوفر 100 الف جنيه دعما ماديا لكل شركة، بالتعاون مع مؤسسة «بنك مصر».
وتستهدف الحاضنة رعاية 3 شركات ناشئة أخرى خلال العام المقبل، عقب تخرج الشركات المحتضنة الحالية، إذ تمر كل شركة بدورة احتضان عام كامل.
قال أحمد شوقى موسى، رئيس مكتب نقل وتسويق التكنولوجيا والابتكار بجامعة القاهرة إن مشروع الحاضنة لا يزال فى خطواته الأولى، مضيفا أن فريق العمل يطمح إلى إنشاء شبكة حاضنات أعمال ضخمة خاصة بجامعة القاهرة. وسيصبح مقرها الرئيسى مركز نقل التكنولوجيا والابتكار. كما سيطلق المركز فروعا للحاضنة فى الكليات الأخرى التابعة.
وأضاف أن حاضنة جامعة القاهرة تخطط لاستقبال جميع مجالات ومشاريع الطلبة والاساتذة، على أن تؤسس حاضنات فرعية أخرى داخل الكليات المختلفة لاسيما كليات الهندسة والحاسبات والعلوم، بجانب الكليات النظرية والعلمية الاخرى لتصبح أكثر تخصصا لرواد الأعمال.
وأوضح أن الجامعة تطمح لتبنى المشاريع الناجحة التى توفر حلولا وابتكارات علمية واقتصادية معا.
وأضاف أنه رغم ظهور العديد من حاضنات الأعمال فى السوق المحلى، إلا أنها لم تستطع الوصول إلى المفهوم الصحيح لمعنى حاضنات الأعمال المتعارف عليه عالميا، إذ يجب أن يتم احتضان الشركات فى مرحلة اكتمال وتنفيذ الفكرة لتأسيس شركة ناجحة، وان تكون جاهزة للتسويق والمنافسة.
وأشار موسى إلى أن الجامعة لا تضع شروطا لقبول تخصصات بعينها.. بل على العكس.. فالباب مفتوح لجميع التخصصات، موضحا أن من أهم أهداف «حاضنة جامعة القاهرة» تنشيط مجال التكنولوجيا، وعدم اقتصارها على كليتى الهندسة والحاسبات فقط. والجامعة قامت بدعم أحد أعضاء هيئة التدريس كلية طب أسنان، وطالبة أخرى بكلية الآداب.
وقال إن خدمات حاضنة جامعة القاهرة مقصورة على طلاب وأساتذة الجامعة بجانب الخريجين، متطلعا لفتح باب الانضمام للحاضنة من كافة الجامعات الأخرى خلال الفترة المقبلة.. لكن دون المميزات التى يحصل عليها المنتسبون لجامعة القاهرة.
أضاف أن حاضنة جامعة القاهرة غير هادفة للربح، ولكنها تعتزم الحصول على نسبة من عائدات الشركات التى تخرجها فيما بعد، مؤكدا أن هذه النسب سيتم استثمارها فى دعم الشركات الجديدة الأخرى التى ستنضم للحاضنة.
وأوضح أنه لم يتم تحديد النسب التى ستحصل عليها الحاضنة حتى الآن، متوقعا أن تتراوح بين %2 و%3 فقط فى البداية، حتى تعطى فرصة لنمو شركات رواد الأعمال وتحقيق عائدات، خصوصا أنهم فى مقتبل الطريق. وهذه الخطوة قد يتم تنفيذها خلال العام المقبل، إذ إن فريق عمل الحاضنة لا يزال فى مرحلة التجربة، والتعلم من الأخطاء، واكتشاف هذا المجال.
وحول عملية تمويل الشركات، أوضح موسى أن الجامعة لا تقوم بالتمويل المباشر للشركات، فى حين تتعاون مع بعض الجهات الأخرى التى تضخ الاستثمارات المباشرة للشركات المشاركة فى الحاضنة، متابعا أن الجامعة تساعد الشباب فى مرحلة الأبحاث وهى ما تسمى بـ«مرحلة ما قبل الاحتضان».. وتقوم الجامعة خلالها باطلاق مسابقات، وتمنح الفائزين تدريبات على كيفية تأسيس الشركة وإدارتها، وتسويقها أيضا.
كما تمنح الفائزين دعما ماديا يصل إلى 10 آلاف جنيه، مما يساعدهم فى إطلاق الخطوة الأولى من مشروعهم، ثم تقوم الجامعة باحتضان الفائزين وضمهم إلى «حاضنة جامعة القاهرة».
وأضاف أن «حاضنة جامعة القاهرة» تتعاون مع أكاديمية البحث العلمى لدعم الشباب فى مرحلة ما قبل الاحتضان. كما تتعاون مع بعض المؤسسات الأخرى لدعم الشباب فى مرحلة الاحتضان، ومنها «مؤسسة بنك مصر» والتى دعمت المشاريع الـ 3 الفائزة بـ 300 الف جنيه فى المرحلة الأولى للحاضنة، مؤكدا أن الحاضنة فى مرحلة التحضير للتعاون مع بعض الجهات الاخرى داخل مصر وخارجها لدعم الشباب بمبالغ أكبر، حتى يتسنى لهم التواصل والاستمرار فى السوق.
قال موسى إن الجامعة قامت باحتضان 3 شركات كمرحلة أولى لها، مستهدفا ضم 3 شركات أخرى خلال العام القادم، حيث ستمر كل شركة بدورة تدريبية لمدة عام كامل داخل الحاضنة، حتى تصبح مؤهلة لمواجهة السوق وجذب الاستثمارات، مضيفا أن الجامعة تتطلع لطرح مسابقة جديدة خلال الفترة القادمة بجوائز مالية على عدة مراحل تبدأ من 10 آلاف جنيه مقدمة لـ 3 شركات فائزة.
وأوضح موسى أن الجامعة ستوفر أماكن عمل ومكاتب للشركات المحتضنة، كما ستقدم لهم حزمة من الخدمات الأخرى، كتوفير خدمات الانترنت، ومساعدتهم فى إنهاء الاجراءات القانونية، والعلمية والمالية.
وأشار إلى أن الجامعة تتطلع لزيادة الدعم المقدم للشباب، خصوصا عقب التعاون مع المؤسسات الأخرى خلال الفترة القادمة، إذ يحتاج الشباب دائما إلى ضخ الاستثمارات لمواصلة النمو، كما تسعى الجامعة لربط رواد الأعمال بالمستثمرين دائما خصوصا بعد تخرجهم فى الحاضنة.
وأضاف أنه يتطلع لأن تصبح الشركات المحتضنة بعد التخرج من انجح الشركات المتواجدة فى السوق وان تواصل نجاحها.. كما تسعى الجامعة لتأسيس رابطة لخريجى الحاضنة، حتى يتم التواصل معهم بشكل مستمر والاطمئنان عليهم ومساعدتهم إذا لزم الأمر.
وقال موسى إن مجال ريادة الأعمال شهد طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، رغم المعوقات الثقافية والعلمية والاقتصادية التى واجهها هذا المجال، مشيرا إلى أن الشباب بدأ ينظر إلى هذا المجال بشكل ايجابى.. كما تسعى العديد من الجهات والمؤسسات لدعم مجال ريادة الاعمال، إذ أدركت أهميته فى تنمية الاقتصاد القومى.
وأشار إلى أن الجامعة تحاول الوصول إلى الشباب بأكثر من قناة مختلفة، ومنها مواقع التواصل الاجتماعية، لا سيما «فيس بوك»، وإقامة المؤتمرات فى الكليات، مؤكدا ان الطلاب بدأوا يتفاعلون مع نشاط الجامعة فى هذه المجال.
وأوضح أن الحاضنة تعمل على تجنب الأخطاء التى وقعت فيها بعض حاضنات الأعمال الأخرى، ووضعت خطة واضحة لعمل الحاضنة، وخطة أخرى لآليات الاحتضان والعمل على إزالة الفكرة المشوهة، التى بناها الشباب عن احتضان الأعمال.