خسائر سوقية كبيرة للأسهم المرتبطة بصفقة استحواذ ساويرس على «سى آى كابيتال»
مصادر: جهات سيادية طالبت أطراف الصفقة بإيقاف التنفيذ.. وساويرس يصر على استكمالها
طلعت: لا توجد استعلامات أمنية لصفقات الاستحواذات بين الشركات المحلية
فيما حاول محافظ البنك المركزى طارق عامر، الدفاع عن موقفه أمس الأول من قرار تحديد مدة الرؤساء التنفيذيين بالبنوك، إلا أنه سرعان ما وجه تصريحات صادمة للقطاع غير المصرفى هذه المرة، التى فتحت عليه سيلاً من الانتقادات، بعدما صرح بعدم خبرة المستحوذ على «سى آى كابيتال»، لتنهار التساؤلات حول مدى أحقية عامر فى الحكم على كفاءة المستثمرين فى استحواذات القطاع غير المصرفى.
وتزامنت تصريحات عامر مع اتهامات رجل الأعمال نجيب ساويرس لمحافظ البنك المركزىبمحاولاتتعطيل الصفقة عبر إصدار أوامر للبنوك العامة والخاصة بعد منح قروض لتمويل عملية الاستحواذ، كما صرح ساويرس بأن الصفقة معطلة حالياً بسبب الموافقات الأمنية.
وأكدت مصادر وثيقة الصلة بصفقة الاستحواذ على «سى آى كابيتال»، أن الطرف المستحوذ انتهى من تقديم جميع الأوراق والمستندات المطلوبة لإتمام عملية الاستحواذ إلى هيئة الرقابة المالية، ولم تطالب الهيئة بأى أوراق أو مستندات أو استفسارات جديدة حيث يتبقى فقط موافقتها على تنفيذ الصفقة، مشيرة إلىأن الشركة مصرة على استكمال الاستحواذ كما رهنت توسعاتها لحين الانتهاء من إجراءات الاندماج.
أضافت أنالأطراف الخاصة بالصفقة تلقت اتصالاً من جهات سيادية بالدولة تطالب بوقف التنفيذ فى الوقت الراهن طبقاً لرؤيتها الخاصة وغير المعلومة حالياً.
ولفتت إلى أن شركة «أوراسكوم للاتصالات والإعلام» لديها خبرات مكنتها من الاستحواذ على شركة «بلتون»، كما أن الكوادر الحالية فى الأخيرة، احتلت مناصب قوية سابقا تُمكنها من اتمام الاستحواذ على سى آى كابيتال.
وفى سياق متصل، قال محمد طلعت الشريك الرئيسى لمكتب حلمى وحمزة «بيكر اند ماكينزى» فى مصر، إنه لا توجد استعلامات أمنية خاصة بالاستحواذات بين الشركات المحلية، مشيرا إلى أن الاستعلام الأمنى يتم فقط فى حالة استحواذ شركة أجنبية على شركة مصرية، كما حدث فى محاولات استحواذ «كيو انفست» القطرية على المجموعة المالية هيرميس، فيما لا تحتاج صفقة استحواذ ساويرس على «سى آى كابيتال» لمثل هذه الموافقات.
ومن جانبه، قال شريف سامى رئيس هيئة الرقابة المالية لـ«البورصة»، إن الهيئة تقوم حالياً باستيفاء الإجراءات التى تراها مناسبة حتى تتخذ قرارها بالموافقة أو الرفض على إتمام الصفقة مثل بقية الصفقات.
وعودة إلى حالة الغضب التى أصابت سوق المال عقب تصريحات عامر، رفض هشام توفيق خبير سوق المال ورئيس مجلس إدارة شركة «كايرو سولار»، تصريحات طارق عامر حول صفقات سوق المال والحكم على كفاءة المستثمرين أطراف تلك الصفقات، مشيراً إلى أن عملية التقييم ليست من اختصاصاته كمحافظ بنك مركزى لذا لا يمكنه التطرق إليها حتى وإن كان تحت إطار رأيه الشخصى.
وبشكل عام، انتقد توفيق ظهور محافظ البنك المركزى فى حوارات وتطرقه إلى سياسات وإجراءات متخذة والتعدى على تقييمات جهات أخرى، لافتا إلى أن المتعارف عليه دولياً إلقاء محافظى البنوك المركزية لبيانات فى أوقات محددة تتم مراجعتها بحيث لا تضر بالسوق.
استنكر محمد ماهر رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية، تدخل عامر فى الحكم على كفاءة المستثمرين أطراف الصفقات من عدمه، خاصة إذ تم الإدلاء بأرائه فى وسائل إعلام عامة، الأمر الذى يؤثر سلباً على مناخ الاستثمار فى مصر ويعارض التوجه المفترض أن تهتم به الحكومة بتشجيع استثمارات القطاع الخاص وتوجيهها لتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة، ما يصب فى النهاية لصالح تنمية البلاد.
أضاف ماهر أنه لا يمكن فى كل الأحوال تحديد عمليات الاستحواذات على حصص ملكية لأشخاص بعينها تكون مؤهلة لإدارة تلك الملكيات، الأمر الذى يتناقض مع فكر الاستثمار فى البورصة، وهو السماح لأى مستثمر باقتناص حصص ملكية فى شركات بقطاعات مختلفة، خاصة إذا كانت إدارة تلك الشركات ستتم من خلال كوادر مؤهلة، مثلما يحدث فى صفقة «سى آى كابيتال» حالياً، حيث سيتم الاستحواذ عليها من خلال «بلتون»، والتى يٌديرها خبرات معروفة لها رصيد أعمال سابق فى البورصة المصرية وهيئة الرقابة المالية والمؤسسات المالية المختلفة.
انتقد أيضاً شوكت المراغى العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة «HC»، تقييم طارق عامر لصفقة استحواذ ساويرس على سى آى كابيتال، خاصة فى ظل تصريحات ساويرس بتعطيل الصفقة بسبب الموافقات الأمنية ومحاولات عامر بالتصدى لها من ناحية أخرى عبر منع البنوك من منح قروض لتمويل الصفقة، مشيراً إلى أنه كان من الأفضل ترك مصير الصفقة دون التطرق إليه لهيئة الرقابة المالية فقط، التى تحدد بدورها أسباب رفض الصفقة فى حال رفضها.
على سياق متصل، قال محمد رضوان نائب العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة «فاروس القابضة»، إن فشل إتمام الصفقة سيؤثر سلباً على سوق الأوراق المالية، خاصة أن طرفى البائع والمشترى أبدوا موافقتهم على الصفقة، وتم تدبير التمويل الخاص بعملية الاستحواذ، فيما يأتى العائق من قبل جهات سيادية غير معلومة.
وأوضح نائب العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة فاروس القابضة، أن وقوف جهة معينة كعائق أمام الصفقة تبعث رسالة سلبية للمستثمر الخارجى بعدم وجود سوق حر ومحاربة القطاع الخاص وعرقلته فى الوقت التى تحاول الدولة جذب استثمارات جديدة، وهو ما سيضر بمناخ الاستثمار وسيخلق حالة من التشاؤم خاصة بعدما تعلقت الآمال على صفقة ساويرس بإعادة رسم خريطة السوق وخلق كيانات كبيرة تزيد من عمق السوق.
وأشار رضوان إلى أن البورصة تأثرت إيجاباً بالإعلان عن الصفقة وظهرت انتعاشة بالسوق حينها كما أنها ساعدت فى اتساع شهية المستثمرين لتكوين اندماجات واستحواذات بقطاع الخدمات المالية غير المصرفية.
ويرى أن رجال الأعمال والمستثمرين من حقهم الاستحواذ على شركات بمجالات مختلفة من أجل التوسع فى قطاعات معينة دون التقيد بوجود خبرات لديه.
فيما توقع هانى حمدى العضو المنتدب لشركة الوطنى كابيتال لتداول الأوراق المالية، إتمام صفقة بيع بنك الاستثمار سى آى كابيتال لشركة بلتون، رغم إعلان رجل الأعمال نجيب ساويرس عن احتمالية توقف الصفقة لأسباب أمنية.
وتابع: «الأسباب الأمنية توقف الصفقة من يومها الأول، وليس فى اقتراب نهايتها، إلا أن الفترة المقبلة ستوضح كل شىء».
وأضاف حمدى، أن ساويرس أعلن عن ضخ سيولة كبيرة فى صفقة الاستحواذ على سى آى كابيتال، تمهيداً لتدشين خطة توسعية فى قطاع الخدمات المالية غير المصرفية وإحداث تغيير إيجابى فى شكل السوق، لذا اعتبر مستقبل القطاع غير المصرفى مهدداً حال فشل إتمام الصفقة.
من جهته، قال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذى لشركة مباشر انترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إن الخطط التوسعية لرجل الأعمال نجيب ساويرس من المفترض إلا تتأثر حال عدم إتمام صفقة الاستحواذ على سى آى كابيتال، إذ أنه يمتلك حالياً «بلتون»، وبات بإمكانه ضخ نفس قيمة الاستحواذ على سى اى كابيتال فى صورة استثمارات جديدة بـ«بلتون».
وأضاف أن توسعات بلتون، بضخ استثمارات كبيرة فيها، سيأخذ وقتاً أطول نسبياً لتكوين كيان ضخم فى قطاع الخدمات غير المصرفية، إلا أنه فى النهاية ربما يقترب بشكل جيد من تحقيق نفس نتيجة الاستحواذ على سى آى كابيتال.
ولفت إلى أن الاستعلامات الأمنية تأخذ وقتاً طويلاً فى صفقات الاستحواذات كبيرة الحجم، وضرب المثل بعمليات نقل الملكية فى «مباشر»، والتى استغرق الاستعلام الأمنى فيها حوالى 6 أشهر.
وتفاعلاً مع أزمة صفقة استحواذ رجل الأعمال نجيب ساويرس على «سى آى كابيتال»، خسر سهم شركة «أوراسكوم للاتصالات» 3.8% فى تعاملات الأحد، مسجلاً 76 قرشاً، وذلك رغم توقعات استمرار الأداء الإيجابى الذى بدأه السهم خلال تعاملات الأسبوع الماضى، وبلغ على أثره مستويات 80 قرشاً.
أمّا سهم البنك التجارى الدولى فقد حاصرته الأخبار السلبية، فبعد أن تراجع بنحو 1.3% خلال تعاملات الخميس الماضى تأثراً بقرار البنك المركزى بتحديد مدة رؤساء البنوك التنفيذيين، ومن ثم رحيل هشام عز العرب عن رئاسة البنك، خسر السهم 3.59% من قيمته السوقية بتعاملات الأحد بالغاً مستويات 38.85 جنيه، أما سهم«بلتون»، فقد أغلق على تراجع 1.69%، بعد شهد تذبذبات قوية خلال الجلسة ليتراجع فى مطلع الجلسة ثم يعاود الصعود بقوة 10% بمنتصفها، إلا أنه تراجع بنفس النسبة الـ 10% فى النصف الأخير من الجلسة.