«البهى»: المنتجات المستوردة تستحوذ على %65 من السوق.. والمصانع المحلية تعمل بـ%20 من طاقتها الإنتاجية
زيادة الجمارك على الواردات وتخفيض قيمة الجنيه ساهما فى زيادة مبيعات الشركات المحلية
مستحضرات العناية الشخصية تسهم بشكل كبير فى نمو المبيعات لعدم تأثرها بزيادة الدولار
مصر ضمن أكبر الدول المستهلكة لمستحضرات التجميل.. والأكثر جذباً للاستثمار الأجنبى فى القطاع
تنسيق مع «تصديرى الأدوية» لفتح أسواق جديدة الفترة المقبلة
توقع محمد البهى، رئيس شعبة مستحضرات التجميل بغرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، تحقيق شركات التجميل مبيعات بقيمة 44 مليار جنيه خلال العام الجاري، مقابل 40 ملياراً، العام الماضى، بنمو %10.
وقال «البهى» لـ«البورصة»، إن مبيعات شركات مستحضرات التجميل المحلية تشهد رواجاً الفترة الحالية، وإن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعاً للمبيعات بصورة أكبر.
وأوضح أن مبيعات القطاع تأثرت بشكل إيجابى بقرار الحكومة الخاص برفع الرسوم الجمركية على واردات عدد كبير من السلع من بينها مستحضرات التجميل، الشهور الماضية.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، أصدر قراراً، نهاية يناير الماضي، برفع الرسوم الجمركية على واردات عدد من القطاعات فى مقدمتها، السلع الغذائية والأجهزة الكهربائية والملابس والأرضيات ومستحضرات التجميل، إلى %40، فى إطار خطة الحكومة لمحاصرة الواردات وتخفيف الضغط على الدولار.
وقال «البهى»، إن القرار سيصب فى صالح الصناعة المحلية، ويساعد الشركات على رفع طاقتها الإنتاجية، والاستحواذ على حصص سوقية أكبر، مشيراً إلى أن المصانع المحلية كانت تعمل بـ%20 من طاقتها الإنتاجية فقط الفترة الماضية، نتيجة زيادة انتشار منتجات دول شرق آسيا خاصة الصين، وتوفرها بأسعار رخيصة مقارنة بالمحلية.
وتوقع أن يسهم قرار رفع الرسوم الجمركية على الواردات بشكل رئيسى فى تحجيم الاستيراد العشوائى للسلع غير الضرورية، ومنع دخول المنتجات غير معلومة المصدر، التى تحتوى على مواد مضرة بالمستهلك فى بعض الأحيان.
وأضاف أن القرار سيكون محفزاً للمستثمر الأجنبى لدخول السوق المصرى كمُصنع وليس مصدّراً، للاستفادة من فارق السعر، ما سيسهم فى توفير فرص عمل، وزيادة الناتج المحلى الإجمالي.
وأشار «البهى» إلى عدم تضرر القطاع من زيادة سعر الدولار أمام الجنيه، خاصة أن الأسعار خاضعة للعرض والطلب، وغير محكومة بتسعيرة جبرية، كما أن منتجات القطاع لا يستطيع المواطن أن يستغنى عنها.
ورفع البنك المركزي، الشهر الجاري، سعر صرف الدولار مقابل الجنيه فى عدة عطاءات، ليسجل 878 قرشاً فى أخر عطاءً الأسبوع الماضي، بدلاً من 783 قرشاً حتى نهاية الشهر الماضى.
وقال «البهى»، إن خفض الجنيه رفع أسعار المستحضرات المستوردة %20 خلال الشهر الحالي، وتوقع زيادتها مرة أخرى، حال تكرار رفع سعر الصرف.
وذكر أن عدم تقيد قطاع التجميل بمنظومة سعرية، يجعل المستهلك فريسة لبعض الشركات التى تبالغ فى أسعار منتجاتها، خاصة المستوردة التى تزيد أسعارها %70 مقارنة بمثيلتها المحلية.
وأشار «البهى» إلى أن مصر تعد من أكثر الشعوب استهلاكاً لمستحضرات التجميل فى الشرق الأوسط، وأن سوقها يصنف أحد أكثر الاسواق جذباً للاستثمار الأجنبى والصادرات.
وتستحوذ المنتجات الأجنبية المستوردة على %65 من إجمالى مبيعات القطاع وتبلع 26 مليار جنيه سنوياً، مقابل %35 للمنتجات المحلية (14 مليار جنيه)، ومن المرجح أن ترتفع نسبة الشركات المحلية بعد زيادة الدولار ورفع الجمارك على الواردات.
وأوضح «البهى»، أن المنتجات المستوردة التى تلقى رواجاً فى السوق المصري، تتركز فى المستحضرات ذات الأثر الطبى المحدود، منها منتجات مكافحة آثار التقدم بالعمر ونضارة البشرة.
ويضم قطاع التجميل، منتجات الغناية الشخصية، ومستحضرات التجميل، والعطور، ويؤول الجزء الأكبر من المبيعات إلى منتجات العناية الشخصية والعطور وفقاً للبهي.
وحذر رئيس الشعبة من استخدام منتجات التجميل مجهولة المصدر، لاحتوائها على مكونات خطيرة على الصحة، كما أنها غير مراقبة من قبل وزارة الصحة.
وقال إن المستهلك ينخدع فى شكل العبوة الخارجي، ولا يدرك مدى الخطر من استهلاك منتجات غير مطابقة للمواصفات العالمية، خاصة فى ظل إغراق السوق بالمنتجات المهربة من دول شرق آسيا.
ويضم قطاع مستحضرات التجميل نحو 260 مصنعاً مسجلاً بغرفة صناعة الدواء، مقابل نحو 1000 مصنع تعمل خارج المنظومة الرسمية، وتستحوذ الشركات الأجنبية على النسبة الأكبر من المبيعات.
وتخطط شعبة مستحضرات التجميل للتعاون مع المجلس التصديرى للصناعات الدوائية لدعم التصدير واستعادة عدد من الأسواق التى توقفت عن استيراد المستحضرات المصرية الفترة الماضية.
وبلغت صادرات مستحضرات التجميل نحو 2.6 مليار جنيه بنهاية 2015، ويسعى المجلس إلى زيادتها بنسبة %20 بنهاية العام الجاري.
وقال «البهى»، إن شركات التجميل فى حاجة الى فتح أسواق تصديرية جديدة الفترة المقبلة، لتعويض فقدان عدد من الأسواق المجاورة التى كانت تستحوذ على نسبة كبيرة من صادرات القطاع.
وتتصدر المملكة العربية السعودية قائمة الأسواق الأكثر استيراداً لمستحضرات التجميل المصرية بنسبة %12، تليها العراق والسودان والجزائر والإمارات والأردن وتونس وليبيا وسوريا ولبنان، فيما تتصدر فرنسا قائمة الدول الأوروبية الأعلى استيراداً للمستحضرات المصرية.
وتستحوذ 5 شركات كبرى لمستحضرات التجميل على أكثر من %75 من صادرات القطاع أبرزها شركة «اتلانتك اندستريز ليمتد»، التى تسيطر على أكثر من %30 من صادرات القطاع، تليها «مشرق» فى المركز الثانى بنسبة تقترب من %20، فيما تستحوذ «ليفر إيجيبت» على المركز الثالث بـ%10 وفقاً لتقرير صادر عن المجلس التصديرى العام الماضى.