قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه على الرغم من أن استبعاد الإرهاب كدافع وراء حادثة خطف طائرة مصر للطيران، أمس، بعد إطلاق سراح جميع الرهائن دون وقوع اصابات، فإن هناك شعوراً بعدم الارتياح.
وأضافت الصحيفة: «لم ينس أحد كيف أسقطت قنبلة طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية فى أكتوبر الماضى فى هجوم تبنته جماعة الدولة الإسلامية».
ومنذ ذلك الحين، تسعى مصر لتعزيز الأمن فى مطاراتها، وتعاقدت مع استشاريين فى الأمن الدولى لبناء الثقة.
ونقلت الصحيفة، أن استيلاء الخاطف على رحلة مصر للطيران بحجة ارتدائه حزاماً ناسفاً، وضع المزيد من الإنذارات.
فمنذ أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية فى الولايات المتحدة، أصبح من النادر جداً القيام بعمليات اختطاف طائرة بسبب زيادة أمن المطارات، وتشديد فحص الركاب، وتحصين أبواب القيادة للحيلولة دون الاستيلاء على الطائرة.
وتساءلت الصحيفة كيف يمكن لمصطفى، تحويل الطائرة التى أقلعت من مطار برج العرب فى الإسكندرية فى طريقها إلى القاهرة، بسهولة عن مسارها المقرر.
كانت الطائرة المصرية من طراز «إيرباص 320» تقل أكثر من 55 راكباً وأفراد طاقم من عدة دول، بما فى ذلك الأمريكيون والأوروبيون.
وفى غضون دقائق، كان الخاطف قادراً على إجبار قائد الطائرة على التوجه شمالاً إلى لارنكا، على الساحل الجنوبى من قبرص.
ولا يزال الدافع أمام مصطفى، للقيام بهذا الفعل غير واضح، ولا يعرف الكثير عنه ووصفته تقارير وسائل الإعلام المصرية بأنه يبلغ من العمر 59 عاماً، وكان يملك شركة استيراد وتصدير، ودخل فى خلافات مع القانون، وتم طرده من كلية الحقوق فى جامعة الإسكندرية.
وقالت هيئة الإذاعة والتليفزيون القبرصية، إن الخاطف طلب إطلاق سراح السجناء السياسيين فى مصر.
وتكهن متحدث باسم الحكومة القبرصية، فى وقت سابق، بأن الخاطف قد يكون مدفوعاً بعلاقة فاشلة نقلاً عن رسالة طلب تسليمها إلى امرأة، وربما زوجته السابقة، التى تعيش فى قبرص.
وأجرت شبكة تليفزيون «سكاى نيوز عربية» مقابلات مع امرأة وصفت بأنها شقيقة مصطفى، حيث قالت إنه كان عاطلاً عن العمل وله ثلاثة أطفال يعيشون مع زوجته السابقة فى قبرص، وقد منع من دخول قبرص لمدة عام.
وبعد هبوط الطائرة فى لارنكا، سمح لمعظم الركاب بالنزول على الفور تقريباً، باستثناء ثلاثة ركاب أجانب، ومساعد الطيار، والمضيفات الإناث، وحارس الطائرة واستخدمهم كرهائن أثناء فترة المواجهة.
ومع استمرار المفاوضات مع الخاطف رفض المسئولون فى قبرص ومصر، أن تكون العملية لها أى علاقة بالإرهاب، وعلى ما يبدو بسبب القلق بالنسبة للاقتصادات التى تحركها السياحية.
وأكدّ الرئيس القبرصى نيكوس اناستاسيادس، فى مؤتمر صحفى أن عملية الخطف ليس لها اى علاقة بالإرهاب.
وفى مؤتمر صحفى فى القاهرة، هاجم شريف فتحي، وزير الطيران المدني، مراسل سأل عن المخاوف المتعلقة بالأمن فى المطارات المصرية.
وأشاد مسئولون آخرون، من بينهم وزير السياحة، بأمن المطارات فى مصر، قائلاً إن الأمن اتخذ كافة التدابير الوقائية يوم الثلاثاء، ما دفع إلى سخرية المصريين على مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية.