المركزى يتجاهل الأزمة ويثبت الأسعار الرسمية.. ومتعاملون: السوق مفيهوش دولار
جنينة: الطلب من الشركات الغذائية وشركات الحديد وراء ارتفاع الأسعار.. والمركزى لن يخفض قبل الربع الرابع
سانديب: خفض الجنيه لن يحل الأزمة بدون تكوين احتياطى قوى
اليورو يقفز إلى 12.50 جنيه والاسترلينى 15.25 جنيه والريال السعودى 2.87 جنيه
واصلت أسعار الدولار قفزاتها فى السوق السوداء لتصل إلى 11 جنيها اليوم مع تجاهل البنك المركزى للتطورات الأخيرة فى سوق الصرف والتى خفضت الجنيه لمستويات تاريخية.
وطرح البنك عطاءه الدورى اليوم بقيمة 120 مليون دولار وثبت أسعار الدولار الرسمية عند معدلاتها البالغة 8.78 جنيه وهو ما دفع العملة الأمريكية فى السوق الموازى لأعلى معدلاتها على الإطلاق، وبمجرد الإعلان عن تثبيت الأسعار الرسمية قفزت الأسعار غير الرسمية 12 قرشاً لتضيف مزيداً من الوهن للجنيه، الذى عاد وفقد 15 قرشاً أخرى على مدار اليوم ليبلغ مجموع خسائره اليوم 27 قرشاً، ترتفع إلى 60 قرشا فى اليومين الماضيين.
وقال مسئولو شركات الصرافة إنهم رصدوا نقصا حادا فى المعروض من الدولار، مقابل زيادة كبيرة فى الطلب عليه.
وقال مسئول بإحدى الصرافات لـ«البورصة»، إنه تمكن من تنفيذ جزء محدود من الطلبات التى تلقاها منذ بداية التعاملات لنقص المعروض الشديد من جانب العملاء طمعاً فى مزيد من ارتفاع الأسعار.
أضاف أن انتشار أخبار وتوقعات بإجراء البنك المركزى لخفض جديد للعملة المحلية دفع العديد من العملاء سواء شركات أو أفراداً للتمسك بالعملة وعدم بيعها، وهو ما تسبب فى ضغوط كبيرة على السيولة الدولارية المتاحة بالشركات.
وقال تاجر عملة لـ«البورصة»، إن أسعار صرف الدولار تشهد قفزات نتيجة تدنى المعروض الدولارى فى السوق «السوق مفيهوش دولار».
قال هانى جنينة رئيس قطاع الأسهم لبنك الاستثمار بلتون، إن السبب وراء الارتفاعات الكبيرة فى أسعار الدولار بالسوق الموازى هو الطلب على شراء مستلزمات رمضان، بالإضافة لقيام عدد من شركات الصناعات الغذائية لتكثيف وارداتها الفترة الماضية استغلالاً لتراجع الأسعار العالمية لمستويات قياسية.
أضاف أن شركات الحديد رفعت طاقاتها الإنتاجية خلال الفترة الماضية وهو ما رفع من وارداتها من المواد الأولية المستوردة اللازمة لإنتاج الحديد.
وقال جنينة إن تلك الضغوط فى الطلب على العملة الأمريكية تزامن مع تأخر التدفقات النقدية المتوقعة نتيجة أسباب داخلية وأخرى خاصة بالأسواق الخارجية، مثل العودة البطيئة لاستثمارات الأجانب فى أدوات الدين الحكومى.
وتوقع جنينة أن تستمر أزمة نقص الدولار فى السوق الموازى خلال الشهرين المقبلين، واستبعد إقدام البنك المركزى على خفض جديد للعملة المحلية قبل الربع الرابع من العام الجارى على أن يتراوح السعر الجديد بعد الخفض بين 9 جنيهات و9.25 جنيه، مشيراً إلى أن التدفقات الدولارية قد تشهد انفراجة فى أغسطس المقبل.
واستبعد جنينة حدوث ارتفاع كبير فى أسعار السلع الأساسية، نظراً لتغطية البنك المركزى الجزء الأكبر من متطلباتها، متوقعاً تراجع حجم التعاملات فى السوق الموازى مع ارتفاع الأسعار بها، لافتاً إلى أن شركات السلع الكمالية ستكون قادرة على شراء الدولار بالأسعار المرتفعة، نظراً لقدرتها على تسويق تلك السلع.
وأكد جنينة، أن صندوق النقد الدولى سيكون الحل الأخير أمام الحكومة حال فشل جميع الإجراءات فى زيادة التدفقات النقدية الأجنبية ولكنه سيكون بداية لتدفقات نقدية أجنبية أخرى قادرة على حل أزمة العملة الطاحنة.
وقال آلين سانديب رئيس قسم البحوث بشركة النعيم القابضة، إن القفزات فى أسعار الدولار بالسوق الموازى مجرد مضاربات وليست جميعها طلبات حقيقية فى السوق.
أوضح أن تخفيض الجنيه مجدداً لن يحل الأزمة الحالية طالما استمر ضعف احتياطى النقد الأجنبى.
وقال إنه لابد أن يكون هناك دعم حقيقى للاحتياطى الأجنبى من خلال زيادة الإيرادات بالعملة الأجنبية ودعم التدفقات للداخل من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
أكد سانديب، أن خفض قيمة الجنيه مجدداً دون دعم لاحتياطى النقدى ليصل كما أعلنه المركزى من قبل 25 مليار دولار خلال العام الجارى لا يعنى سوى مضاربات جديدة على أسعار صرف الدولار فى السوق السوداء.
أشار إلى أن الإجراءات السابقة التى اتخذها البنك المركزى مؤخرا التى كان أبرزها خفض قيمة الجنيه 14.5% مقابل الدولار لم تفقد فعاليتها خاصة أنه فى المقابل رفع أسعار العائد على الجنيه 1.5%.
وارتفعت أسعار اليورو مقابل الجنيه فى السوق الموازى أمس 50 قرشا دفعة واحدة ليسجل 12.50 مقابل 12 جنيها أمس الأول، ومدفوعة أيضا بارتفاع أسعار العملة الأوروبية أمام الدولار فى الأسواق العالمية لتسجل 1.1350 دولار مقابل 1.1290 دولار.
كما ارتفع سعر الجنيه الاسترلينى فى السوق غير الرسمى 60 قرشا ليصل إلى 15.25 جنيه مقابل 14.65 جنيه، واكتسب الريال السعودى 12 قرشا ليسجل 2.87 جنيه مقابل 2.75 جنيه.