القوانين البيئية وانخفاض تكاليف الطاقة البديلة وراء التحولات الجديدة
أخيراً.. تم الاستغناء عن الفحم أكبر مصدر للطاقة فى الولايات المتحدة، وكما تشير العديد من المؤشرات الصناعية، فإن استخدام الفحم كمصدر للطاقة على وشك الانتهاء.
وأوضحت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية، أن 2016 سيكون العام الأول الذى لن يكون فيه الفحم المصدر الرئيسى لتوليد الطاقة فى الولايات المتحدة منذ أن بدأت الاعتماد عليه فى عام 1950.
وذكرت مجلة «بيزنيس إنسايدر»، أن أحد الأمثلة البارزة على الضغوط التى تتعرض لها شركات التعدين هو إعلان شركة «بيا بودى إنيرجى»، ثانى أكبر شركة مناجم للفحم فى العالم، إفلاسها يوم الأربعاء الماضى.
وأوضحت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية أن عاملين يقفان وراء تلك الضغوط، هما تكاليف مصادر الطاقة البديلة والمخاوف البيئية.
وسلط عملاق السكك الحديدية «سى إس إكس» الضوء على العامل الأول فى أرباحه الربعية، إذ أعلنت الشركة أن شاحنات الفحم، التى تعد المنتج الأكثر شحنا عن طريق السكك الحديدية فى الولايات المتحدة، انخفضت بنسبة 31% خلال الربع الاول عن الفترة ذاتها من العام الماضى.
وقال المدير المالى لشركة «سى إس إكس» فرانك لونيجرو: «يعود ذلك على نحو كبير لأسعار الغاز الطبيعى، الذى تستخدمه شركات الطاقة على نحو متزايد جراء انخفاض تكلفته».
وأضاف لونيرجو: «نتيجة لذلك، نتوقع أن تبلغ شحنات الربع الثانى 18 مليون طن، كما نتوقع معدل تشغيل ربع سنوى مماثل فى النصف الثانى من العام، إذ ندرك أن حجم الفحم المحلى سيعتمد اعتماداً كبيراً على حالة الطقس».
وكما أوضحت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية، فما بين عامى 2000 و2008، كان الفحم أرخص بكثير من الغاز الطبيعى، ووفر الفحم نحو 50% من إجمالى توليد الطاقة فى الولايات المتحدة، ولكن منذ بداية عام 2009، ضاقت الفجوة بين أسعار الفحم الغاز الطبيعي، نظراً لأن إنتاج كميات كبيرة من الغاز الطبيعى من الصخر الزيتى غير التوازن بين العرض والطلب فى أسواق الغاز الطبيعى الأمريكية.
وكان للرئيس التنفيذى لشركة «سى إس إكس» فريدريك إلياسون، رأيا مماثلا فقال: «كما هو واضح، فنظراً لأسعار الغاز الطبيعى الحالية، فإن هناك فائدة اقتصادية من تحول العديد من شركات الطاقة بعيداً عن الفحم واتجاهها إلى الغاز الطبيعي».
وانخفضت أرباح شركة السكك الحديدية بنحو 1.4 مليار دولار خلال الأعوام الأربعة الماضية، وتتوقع الشركة أن تتراجع الأرباح بنحو 500 مليون دولار العام الحالي.
ولم يؤخذ فى الاعتبار ازدياد استخدام مصادر الطاقة البديلة الأخرى، مثل الطاقة الشمسية، وغيرها من الموارد المتجددة، التى وفقاً لتوقعات شركة «بى بي» لعام 2016 سيزداد استخدامها كمصدر أساسى للطاقة بنحو 6 أضعاف خلال الـ 20 عاما المقبلة.
وفى الوقت ذاته، تشير وكالة معلومات الطاقة الأمريكية وشركة «سى إس إكس» أيضاً إلى الانخفاض الكبير فى إنتاج الفحم جراء القوانين البيئية.
وأفاد تقرير وكالة معلومات الطاقة، بأن القوانين البيئية التى تؤثر على محطات الطاقة كان لها دور ثانوى فى انخفاض نسبة مساهمة الفحم فى توليد الطاقة خلال السنوات العشر الماضية، إذ ضخ أصحاب المصانع فى بعض الولايات استثمارات لتوليد الطاقة بواسطة الغاز الطبيعي، على الأقل جزئيا، لأسباب بيئية، وقد تلعب القوانين البيئية دوراً أكبر فى المستقبل جنبا إلى جنب مع قوى السوق.
وسيشهد الفحم تراجعاً حاداً خلال السنوات المقبلة جراء هذين العاملين معاً، إذ أفاد تقرير «بى بي» بأن الطلب على الفحم من المتوقع أن يتراجع بما يزيد على 50% فى الولايات المتحدة وأوروبا على حد سواء، مدفوعاً بالإمدادات الوفيرة من الغاز وانخفاض تكلفة الطاقة المتجددة والقوانين البيئية الأكثر صرامة، وسيشكل الفحم أقل من 25% من الطاقة الأولية، وهو ما يعد أدنى مستوى لها منذ اندلاع الثورة الصناعية.