انتهى “العصر الذهبى” لعائدات سوق الأسهم، هذا هو ملخص البحث الذى أعده معهد «ماكنزى» الدولى، الذى قدر العائدات خلال العشرين عاما المقبلة فى أسواق أمريكا وأوروبا الغربية فى إطار سيناريوهين، الأول يفترض استمرار بيئة النمو البطىء الحالية، فى حين يعكس السيناريو الثانى نموا أسرع فى ظل التطور التكنولوجى.
وأوضحت مجلة “بيزنس إنسايدر” أن البحث يخلص إلى أن عائدات البورصة فى أى من السيناريوهين لن تكون مماثلة لتلك التى شهدناها خلال الثلاثين عاما الماضية.
وبالنسبة للبورصة الأمريكية والأوروبية، فإن الفرق بين الإيرادات السنوية فى الماضى والمستقبل يتراوح ما بين 1.5% و4%، وأفاد التقرير أن الفجوة بالنسبة لأدوات الدخل الثابت قد تكون أكثر اتساعا، لتتراوح ما بين 3% و5% بالنسبة لغالبية الدول.
وقالت سوزان لوند، مشارك فى المعهد وأحد مؤلفى التقرير: «ما يثير الدهشة هو أنه حتى إذا كان هناك نمو أعلى للناتج المحلى الإجمالى، نجد أن إيرادات أسواق الأسهم والسندات خلال العشرين عاما المقبلة ستظل أقل».
وهذا يعنى أن المستثمرين سيتعين عليهم ادخار المزيد والتقاعد فى سن أكبر أو عيش حياة أقل رغدا خلال فترة التقاعد، وهو ما قد يؤدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادى.
ولتوضيح ذلك، تخيل التأثير على شخص يبلغ من العمر ثلاثين عاما ومن المتوقع أن يحصل على عائد حقيقى يبلغ 4.5% من محفظته الاستثمارية المختلطة من الأسهم وأدوات الدخل الثابت -وذلك فى إطار سيناريو تعافى النمو- بدلا من 6.5%، بما يتماشى مع العائدات خلال الثلاثين عاما الماضية، ولتعويض هذا الفارق، يحتاج هذا الفرد إلى الاستمرار فى العمل لمدة سبع سنوات إضافية أو مضاعفة معدل إدخاره.
وإذا كانت العائدات أقل، لنقل 3.5% من حيث القيمة الحقيقية -وذلك فى إطار سيناريو تباطؤ النمو- فسيتعين على هذا الفرد الاستمرار فى العمل لمدة تسع سنوات إضافية، أو زيادة ادخاراته السنوية بما يزيد عن الضعف.
ويشير هذا إلى الاختلاف الصارخ مع “العصر الذهبى” لأداء سوق الأسهم فى الفترة ما بين 1985 و2014، التى تميزت بانخفاض حاد فى معدلات التضخم، والنمو القوى فى الصين، والارتفاع الكبير فى أرباح الشركات.
ولكن هذه العوامل التاريخية لم تعد موجودة، فلايزال هناك مجال أمام المزيد من الانخفاض فى أسعار الفائدة، وتبنت بعض الدول بالفعل سياسة أسعار الفائدة السلبية.
وأفاد التقرير أن الشركات الأمريكية والأوروبية التى هيمنت على الأرباح العالمية خلال الثلاثين عاما الماضية ستتضرر بشدة مع انخفاض هوامش الربح، ويشكل اللاعبين الجدد فى الأسواق الناشئة تهديدا مع نموهم السريع، فى حين تساعد منصات الانترنت مثل «على بابا» و«أمازون» الشركات الأصغر فى أن تكون أكثر انتشارا على الصعيد الدولى.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالعائدات الأقل يمكن أن تحد من استهلاك الأسر، وتوسع فجوة العجز فى صناديق التقاعد التى تعانى بالفعل نقصا فى التمويل، ويقف العجز حاليا عند 1.2 تريليون دولار، وقد تزداد هذه الفجوة بنحو تريليون أو 2 تريليون دولار إذ وصلت العائدات إلى الحد الأدنى الذى تتوقعه «ماكنزى».