ارتفعت أسعار البترول الخام بنحو %45 خلال الشهرين الماضيين، ومع ذلك فقد انخفضت %13 منذ المستويات القياسية التى سجلها يوم 22 مارس الماضى، ومن المتوقع أن يستمر هذا الصعود والهبوط فى أسعار البترول خلال عام 2016.
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن العديد من البنوك الاستثمارية رفعت توقعاتها لأسعار البترول الخام لعام 2016 لأول مرة منذ أغسطس 2015، بنحو دولار للبرميل عن تقييماتها السابقة.
ومن المتوقع أن تبلغ متوسط أسعار خام برنت 40 دولاراً للبرميل فى 2016، فى حين أن متوسط أسعار البترول الأمريكى من المتوقع 39 دولارا للرميل.
وأشار جايمس تيسش، الرئيس التنفيذى لشركة «لويس كورب»، إلى تداول البترول عند 65 دولاراً أو أكثر للبرميل نهاية عام 2018، وهو السعر الكافى لتحفيز شركات الإنتاج والتنقيب على الاستثمار فى الطاقة لتلبية الطلب فى المستقبل.
وتوقع فيث بيرول، المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية، تراجع الاستثمار قى قطاع البترول والغاز بنسبة %18 العام الجارى بعد انخفاضه %24 عام 2015.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن أسعار البترول ارتفعت مؤخرا، ومن يمعن النظر سيجد أن السوق لايزال يحدد أسعار البترول وفقا لشعار «سعر أقل للمدى الطويل»، كما حدث مطلع العام الحالى.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس %21 العام الجارى، ولكن هذا التعافى يبدو مختلفا تماما إذا ركزت على المدى الطويل، وانخفضت أسعار عقود البترول الأمريكى لأجل خمس سنوات %2.6 خلال الفترة ذاتها، وهو ما يعكس وجهة النظر القائلة، بان إنتاج البترول الصخرى قد ينتعش مع تعافى الأسعار.
وقال مايكل ويتنر، محلل بترول لدى بنك «سوسيتيه جنرال»: «الأسواق تسبق الأحداث، فلا نزال نرى أن أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس يترواح بين 45 و50 دولاراً، فى ظل انفاق منتجى البترول الصخرى فى الولايات المتحدة وقد تستقر مستويات التنقيب وربما تتعافى.
وحذر مرارا بعض الشخصيات البارزة فى قطاع البترول بما فى ذلك باتريك بويان، الرئيس التنفيذى لشركة «توتال» وفاتح بيرول، المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية، من أن خفض الاستثمارات الناجمة عن الركود الحالى قد يؤدى إلى تراجع الإنتاج فى المستقبل.
وأوضح وود ماكنزى، مستشار فى قطاع البترول، فى فبراير الماضى، أن شركات التنقيب عن البترول ألغت أو أجلت استثمارات بنحو 400 مليار دولار منذ أن بدأت الأسعار فى التراجع أواخر عام 2014.
ولكن تحركات الأسعار تشير إلى أن المستثمرين لم يلتفتوا إلى تلك المناشدات، إذ ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس بنحو 7.90 دولار للبرميل العام الجاري، نظرا لأن المستثمرين يراهنون على العرض والطلب سيبدأون فى التوازن وبالتالى تنتهى تخمة الإنتاج، وخلال الفترة ذاتها، انخفضت العقود الآجلة للبترول الأمريكى تسليم 2024 بما يقرب من 70 سنتا.
ورغم أن أسعار العقود الآجلة ليست مؤشرا، فإنها غالبا ما تشير إلى تقديرات الزيادة والانخفاض على المدى الطويل، وتعد أسعار العقود الآجلة الحالية للبترول الأمريكى عند المستوى ذاته منذ ستة أشهر 45 دولاراً للبرميل، ولكن أسعار العقود الأطول أجلا انخفضت بنحو 6 دولارات خلال الفترة ذاتها.
وقال جيفرى كوري، رئيس أبحاث السلع فى جولدمان ساكس، إن أحد أسباب هذا التراجع هو تباطؤ النمو فى الأسواق الناشئة وتكاليف الإنتاج المنخفضة، وهو ما سوف يؤدى إلى تراجع العقود الأطول أجلاً.