الاستثمارات الجديدة فرصة للحكومة الكازاخستانية لتنويع مصادر الدخل بعد تراجع أسعار البترول
تجرى الشركات الصينية محادثات لاستثمار نحو 1.9 مليار دولار فى 19 مشروعا زراعيا فى كازاخستان، لتوسيع مبادرة «طريق الحرير» بجانب بناء الطرق والسكك الحديدية.
وقالت جولميرا ايسيافا، نائب وزير الزراعة فى كازاخستان، إن الصندوق الذى خصصته بكين، لطريق الحرير والذى تبلغ قيمته 40 مليار دولار يخطط للاستثمارات فى ثلاثة مشاريع، بما فى ذلك مشروع لنقل ثلاثة مصانع لتجهيز الطماطم من الصين، إلى بلدان آسيا الوسطى.
وأوضحت ايسيافا، فى مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن كازاخستان حظيت باهتمام كبير من الشركات الصينية للاستثمار فى نظام الإنتاج الزراعى الكازاخستانى، مشيرة إلى أنه يمكننا تصدير جميع المنتجات التى يمكن أن تنمو فى كازاخستان إلى الصين.
ونقلت الصحيفة أن كازاخستان تعد ثامن أكبر مصدر للقمح فى العالم لكن قطاعى الصناعة والزراعة اللذين تمّ انشاؤهما إلى حد كبير فى زمن الاتحاد السوفيتى غير فعالين وغير متطورين.
وتأمل الحكومة الكازاخستانية فى أن الزراعة يمكن أن تساعد الاقتصاد فى عملية التنوع حيث يعتمد اقتصادها على البترول فى وقت تواجه فيه أضعف وتيرة نمو فى عقدين من الزمن.
ونوّهت الصحيفة إلى أن الاستثمارات الصينية فى مجال الزراعة هو موضوع حساس سياسيا فى كازاخستان، وفى عام 2010 كان هناك اقتراح صينى لاستئجار مساحة واسعة من الأراضى، ولكن لم يتم تنفيذه بعد احتجاجات علنية نادرة.
وفى الأسابيع الأخيرة، شهدت البلاد سلسلة جديدة من الاحتجاجات على الاعتقاد الخاطئ بأن القانون الجديد من شأنه أن يسمح للأجانب بشراء الأراضى الكازاخستانية، والتى أدت إلى استقالة وزير الزراعة ووزير الاقتصاد الاسبوع الماضى.
وأكدت السيدة ايسيافا، التى كانت تتحدث قبل الاحتجاجات الأخيرة أنها لن تسمح للشركات الصينية بتملك الأراضى الكازاخستانية.
وقالت إن المستثمرين الصينيين بشكل عام كانوا لا يسعون لاستئجار مساحات واسعة من الأراضى الزراعية.
وتتطلع الدول السوفيتية السابقة فى آسيا الوسطى على نحو متزايد لجذب الاستثمارات من الصين من أجل تحفيز النمو، حيث إن الانخفاض فى أسعار السلع الأساسية والركود فى روسيا ألقى بثقله على اقتصاداتهم.
وأظهرت «فاينانشيال تايمز» قائمة بالاستثمارات المرتقبة وفقا للسيدة لاسيفيا، وتشمل استثمارات قيد النظر فى القطاع الزراعى الكازاخستانى بلغت قيمتها 1.2 مليار دولار من قبل مجموعة «تشونغ فو» للاستثمار فى معالجة بذور الزيوت.
وتضم القائمة أيضا حوالى 200 مليون دولار للاستثمار فى لحوم البقر والضأن وإنتاج لحم الحصان من قبل شركة «ريفا» الاستثمارية، و80 مليون دولار فى إنتاج الطماطم.
وقالت ايسيافا، إن الصندوق السيادى الذى خصصته بكين، لطريق الحرير خصص 2 مليار دولار للزراعة وتدرس أيضا الاستثمار فى مشروعات مؤسسات «كوفكو والريفا» بالاضافة إلى مشروع بقيمة 58 مليون دولار لتصنيع الحبوب بين شركتى «ايه اى جيه اى يو» الصينية و«توتال ايمبكس» الكازاخستانية والواقعة فى شمال كازاخستان.
وأكدت أن الاهتمام الرئيسى للصندوق هو المنتجات الصناعية معربة عن ثقتها بأن المزيد من الاستثمارات من شأنه أن يكون وشيكا.