لعبة الحشد فى الساعات الأخيرة أمل الانفصاليين فى الفوز بالسباق
سوف تكلل جهود فريق حملة الانسحاب من الاتحاد الأوروبى بالنجاح فقط إذا فشل فريق حملة البقاء ضمن التكتل الموحد للقارة العجوز فى حشد أنصاره للنزول إلى مراكز الاقتراع.
وإذا كان مؤيدو الخروج مستمرين فى طريقهم لكسب الحجج الاقتصادية فى النقاش فإنهم لم يحققوا القدر الكافى لتحقيق هذا النصر، خصوصاً مع عدم وضوح الرؤية الخاصة بفوائد هذه الخطوة وسط تحذيرات دولية من مخاطر الخروج وحتى من وزارة المالية وبنك إنجلترا المركزي.
ولأن الجانب الاقتصادى لم يصب فى مصلحة الانفصاليين البريطانيين فإنهم لجأوا للضغط فى جانب الحد من الهجرة وقضايا السيادة الوطنية لكنها بالقطع أقل تـأثيراً بالنسبة للمواطن، مقارنة بالتوظيف والخدمات العامة.
لكن على الرغم من تدهور احتمالات فوز فريق الخروج، فإنه يقاتل ويفتش عن مسار ما للوصول لهدفه.
وأهم النقاط التى يركز عليها هذا الفريق ليس كسب الناخبين المترددين، ناهيك عن مؤيدى البقاء، ولكن على تحقيق قدرة أكبر على حشد الناخبين المؤيدين للمغادرة إلى مراكز الاقتراع، على أمل أن الحماس لدى مؤيدى البقاء فى النزول إلى الشارع أقل.
فعادة ما يؤدى الشعور بالرضا عن خيار البقاء والثقة فى ضعف فرص التصويت للجانب الآخر إلى تثبيط همة المواطنين فى الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
ويركز مديرو حملة الخروج من الاتحاد الأوروبى جهودهم فى الأسابيع الأخيرة على المناطق التى تشير استطلاعات الرأى إلى تأييد أغلب سكانها لهم للتأكيد على خروج أكبر عدد منهم لمراكز التصويت، فضلاً عن التركيز على المناطق المناهضة للمهاجرين القادمين من الاتحاد الأوروبى أو من خارجه.
وتعمل الحملات على تأجيج مشاعر قاطنى المناطق المناهضة للمهاجرين عبر تحميل تدفقهم مسئولية ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الأجور وزيادة تهديد الإرهاب، بزعم أن عدداً كبيراً منهم من المسلمين.
ووصف النائب عن حزب العمال فى البرلمان البريطانى خالد محمود هذا الأسلوب بأنه يحمل رسائل العنصرية.
ويشير تقرير لمجلة الإيكونوميست إلى أن الأسوأ لم يأت بعد حيث يدندن قادة الحملات حول خطورة البقاء فى أوروبا مع احتمال انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى ذات الأغلبية المسلمة، رافعين شعار «المسلمون قادمون»، وذلك بشكل روتينى ظهر جلياً فى الأسابيع الأخيرة.
وينصح تقرير المجلة الحكومة بتفنيد هذه الحجج عبر توازن فى الموقف غير مؤيد لتدفق المهاجرين وغير رافض لهم تماماً من خلال التعهد بالتفاوض حول حول الهجرة لتقنينها.
كما يحتاج مؤيدو البقاء، أيضاً، الحشد للتصويت فهذه النقطة ليست أقل أهمية، فالناخبون الشباب يميلون إلى التصويت بنسبة أقل مثلهم مثل مؤيدى أوروبا. كما أن الطبقة المتوسطة تميل للتصويت أكثر ونسبية مؤيدى البقاء فيها أعلى، ما يعنى أن حملة فريق البقاء لديها ميزة واضحة فقط تعتمد على القدرة على الخروج إلى مراكز التصويت اليوم.