الاستثمارات الجبانة تهرب والأذكياء يفتشون عن الفرص
80% من إنتاج السيارات فى بريطانيا تُصدَّر للاتحاد الأوروبي
لا يمكن للعين أن تخطئ مكانة بريطانيا فى أوروبا، وتقريباً توقعت كل المؤسسات الاقتصادية العالمية الضرر الناجم عن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، لكن تحليلات الضرر وحجمه يختلفان من طبقة لأخرى.
ففى 31 مايو حيث انعقد مؤتمر لقادة الصناعة فى أوروبا فى باريس، اتفق قادة 51 شركة كبرى أنهم بشكل جماعى خلقوا فرص عمل لنحو 7 ملايين شخص سيكونون مهددين حال انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
وبالنسبة لوكلاء العقارات الفرنسيين الذين يعتمدون على الطلب البريطانى لبيع منازل العطلات يعتبرون الخروج إحدى مخاطر السوق مثله مثل انخفاض مكافآت موظفى البنوك فى لندن، والإضرابات، والفيضانات والإرهاب.
ويرى معسكر آخر، أن رحيل بريطانيا خطر كبير جداً واقعياً لمجموعة متنوعة من الأسباب، منها ما نقلته مجلة الإيكونوميست عن جاكوب وماركوس والنبرج وهما اثنان من رجال الصناعة السويدية حيث عبرا عن مخاوفهما من العام الماضى من أنه دون لندن كثقل موازن لباريس وبرلين، فإن الاتحاد الأوروبى سيصبح تدريجياً غير صديق لرجال الأعمال.
ويشعر آخرون بالقلق إزاء التأثير المباشر على الاستثمارات فى بريطانيا كما ترى شركات مثل بى إم دبليو ونيسان التى سوف يتضرر نشاطها فى البلاد فى وقت يباع فيها 80% من إنتاج مصانع بريطانيا فى دول الاتحاد الأوروبي. ونظراً إلى أن هوامش الربح رقيقة وخطر الرسوم الجمركية يتزايد، بالإضافة إلى تقلب العملة وغيرها من عوائق التجارة، فإن ذلك سيحد من تدفق رأس المال.
وهناك مجموعة ثالثة تمثل معسكر الأذكياء من صائدى الصفقات لكنهم أقل تحدثاً فى أوساط الإعلام ومراكز الأبحاث، وهى مشغولة بالتجسس على مواقع الفرص قصيرة الأجل الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ومنه بضعة صناديق تحوط والتى ستجلس أمام مراكز الاقتراع لتسجيل استطلاعات رأى خاصة فى يوم الاستفتاء من أجل الرهانات فى أسواق العملات. لكن آخرين يعتقدون أن العائدات على المغادرة ستكون أكبر بكثير مما يتوقعه البعض وعلى المدى الطويل أيضاً.
ومن الفرص المتاحة هو تحول وظائف القطاع المالى والأنشطة الثانوية للمؤسسات المالية إلى عواصم أخرى مثل باريس وبرلين بدلاً من لندن، وقد ينقل بنك مثل إتش أس بى سى ألف وظيفة من لندن إلى باريس على سبيل المثال، كما أن المحاسبين ورجال القانون فى فرنسا سيكون لديهم فرصة للاستحواذ على أعمال كانت ستذهب إلى نظرائهم البريطانيين.
ويرى 13.5% من 185 شركة عضوة بالغرفة السويسرية البريطانية للتجارة، أن التصويت لصالح الخروج سيخلق فرصاً لتحقيق ثروات هائلة بسبب تعزيز الاتفاقات الثنائية.
وتشير استطلاعات الرأى العام فى أوروبا إلى أنهم يفضلون أن تبقى بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى، ويتمنون أن يصوت الشعب لذلك الخيار، بمن فيهم الفرنسيون المعروفون بالعجرفة يتمنون بقاء جارتهم فى السوق المشتركة، على الرغم من الاستياء من إعفاء بريطانيا من التنظيم المالى للاتحاد الأوروبي، وغيابها عن منطقة شنجن للسفر دون جواز سفر ورفضها الانضمام للعملة الموحدة. فقليل من الأوروبيين من يبحث عن فرصة عبر وداع البريطانيين إلى خارج الاتحاد العريق.