قالت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، إن الأسواق المالية سوف تكون أكثر حساسية لنقاط الضعف فى منطقة اليورو، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وهناك خمسة أسئلة تجيب عن العواقب الأساسية للقرار التاريخى الذى اتخذته المملكة المتحدة بترك الكتلة الأوروبية.
أولاً: ما العواقب السياسية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى؟
أوضحت الصحيفة، أنه بصرف النظر عن التراجع الحاد للاقتصاد البريطانى على المدى القصير، فقد أسفرت النتيجة الأولى لعملية التصويت بترك الاتحاد الأوروبى عن وقوع أزمة داخل الحكومة، بعد إعلان ديفيد كاميرون، استقالته من منصب رئيس الوزراء.
وأضافت الصحيفة، أن خروج بريطانيا سوف يضر بالعلاقات بين لندن وعواصم أوروبية أخرى.
وسوف تفسر الدول الأوروبية عملية خروج بريطانيا بمثابة ضربة قوية على وحدة أوروبا، ومن أجل حماية هذه الوحدة، فإنهم لن يقدموا صفقات سخية لبريطانيا من جديد.
ثانياً: كيف ستتأثر الأسواق المالية؟
سوف تجعل عملية الخروج الأسواق المالية أكثر حساسية لنقاط الضعف فى منطقة اليورو المكونة من 19 دولة.
وعلى الفور انخفض الجنيه الإسترلينى بالفعل الى أدنى مستوياته فى 30 عاماً، وتساءل المستثمرون عما إذا كانت صدمة الخروج سوف تدفع حكومات منطقة اليورو نحو امتلاك الإرادة السياسية والدعم الشعبى لتعزيز بنية الاتحاد النقدى الأوروبي.
وسوف يتمثل أحد الاختبارات فى تحقيق الاتحاد المصرفى الأوروبى بما فى ذلك خطة لتأمين الودائع المشتركة الأرباح على مدى الأشهر الـ12 المقبلة.
ومن المقرر أن تقع دول منطقة اليورو تحت رقابة مكثفة من قبل السوق، فقد اتسعت هوامش العائد بين السندات الحكومية الألمانية ودول جنوب أوروبا الأقل صلابة من الناحية المالية قبل الانتخابات البريطانية.
جاء ذلك فى الوقت الذى يزداد فيه قلق المستثمرين من بعض الاضطرابات التى تجتاح العديد من الدول مثل البرتغال التى يحكمها ائتلاف هش من اليسار المعتدل والمتطرف، بالإضافة إلى المشاكل المتأصلة فى اليونان التى لم تختف حتى الوقت الراهن بجانب الانتخابات المقرر انعقادها فى إسبانيا الأسبوع الجارى.
ثالثاً: ماذا تعنى عملية الخروج للمتمردين الشعبويين؟
أخذت الحركات السياسية المناهضة للكتلة الأوروبية وخاصة الأحزاب اليمينية المتطرفة فى أوروبا الغربية الإلهام من تصويت بريطانيا لصالح الخروج.
وكانت الجبهة الوطنية الفرنسية بين أكثر المتأثرين بعد أن تتطلع زعيمتها مارين لوبان، إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية العام المقبل.
ونوّهت الصحيفة بأن اليمين المتطرف لم يعتل السلطة أبداً فى أى بلد فى الاتحاد الأوروبى، ولكنه سوف يكون قادراً على جذب ما يكفى من الدعم لتشكيل النقاش السياسى وبالتالى التأثير على إجراءات الحكومات.
رابعاً: كيف سيستجيب الاتحاد الأوروبى لعملية الخروج؟
سوف يقع الاتحاد الأوروبى تحت ضغوط لوضع مقترحات نحو تكامل أوثق، حيث إن الخطط التى صدرت فى العام الماضى لن تكون كافية.
إن الاتحاد الاقتصادى والنقدى أصبح بعيد المنال، وينبغى على الفرنسيين والألمان تقديم خطط لمزيد من التعاون فى مجالات مثل الدفاع والأمن الداخلي.
خامساً: كيف ستؤثر عملية الخروج على الاتحاد الأوروبى نفسه؟
سوف يعمل خروج بريطانيا على تعطيل التوازن الداخلى للاتحاد الأوروبى حيث تمثل سبع دول داخل الكتلة 15% من الناتج الاقتصادى فى الاتحاد الأوروبى مقابل أكثر من 30% مع بريطانيا وحدها.
ومن المقرر أن تعزز عملية الخروج السيادة السياسية والاقتصادية لألمانيا فى الاتحاد الأوروبى، وهو موضوع غير مرحب به من الشركاء الآخرين.
وتقول الصحيفة، إن خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية سوف يضر بالتماسك والثقة والسمعة الدولية للاتحاد الأوروبى، إضافة إلى أنه سوف يقوض النظام السياسى والاقتصادى الليبرالى الذى تقوم عليه بريطانيا والاتحاد الأوروبى وحلفاؤهما وأصدقاؤهما فى جميع أنحاء العالم.