«الصناعات» يدرس الاتفاقيات الجمركية.. و«الغرف التجارية» يعد دراسة تأثر السوق
«بيومى»: استمرار «الشراكة الأوروبية» بعد الانفصال أو توقيع اتفاقية جديدة
سامى محمود: خطة الترويج السياحى مستمرة رغم الانفصال
يبدو أن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لن تكن بعيدة عن مصر بدرجة أو بأخرى ستتأثر البلاد لكن مقدار التأثير هو ما يترقبه مستثمرون وتجار مصريون.
وثمة تحركات بدأت لإعداد دراسات لازمة عن الاتفاقيات المبرمة بين مصر وبريطانيا أثنا وجودها فى الاتحاد الأوروبى ومصير هذه الاتفاقيات بعد استفتاء الانفصال الذى جرى فى بريطانيا أمس وكيفية انعكاس ذلك على الصادرات، حيث تمثل بريطانيا واحدة من الأسواق الأكثر أهمية فى أوروبا.
قال السفير جمال بيومى الأمين العام السابق لبرنامج دعم الشراكة المصرية الأوروبية، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، يضع العلاقات الاقتصادية المصرية الإنجليزية أمام خيارين مهمين الأول الاستمرار فى تطبيق الاتفاقيات التجارية واعتبارها سارية بنفس بنودها، والثانى إبرام اتفاقيات جديدة بين البلدين.
تابع أن التصرف الطبيعى فى هذه الحالة هو خطاب متبادل بين وزراء خارجية البلدين، مضمونه: «إننا ننوى الاستمرار فى الاتفاقية بين البلدين»، حتى لا تتعرض صادرات البلدين لدفع الرسوم الجمركية المفروض على منتجات باقى الدول.
أوضح أن بريطانيا ستكون هى المتضرر الأكبر من عدم تطبيق اتفاقية لتسهيل التبادل التجارى بين البلدين، نظرا لأن الميزان التجارى فى صالحها.
وقال إن بريطانيا من حقها اعتبار نفسها خارج كل هذه الاتفاقيات، ونحن نحترم هذا، و تنص الاتفاقية على أنه اذا ارادت دولة ما الخروج من اتفاق يجب ان ترسل للدولة الشريكة فى الاتفاق اخطار قبل ثلاثة اشهر من التنفيذ.
أكد محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات، على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيؤثر على الاقتصاد والصادرات المصرية بشكل، سيتحدد وفقا للاتفاقيات التى سيتم توقيعها بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي، وما سيتضمنه حيثيات الخروج.
وقال إنه سيتم دراسة الاتفاقيات الجمركية الموقعة بين مصر وبريطانيا والاتحاد الأوروبى وتحديد ما سيرتبه الخروج، مشيرا إلى أن إتمام الخروج يستغرق عامين على الاقل وبالتالى يمكن تفادى اى تاثير سلبى خلال تلك الفترة.
وقال احمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية إن الاتحاد يعتزم عمل دراسة متكاملة لاحتواء أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، نظرا لأنها أكبر دول الاتحاد استثمارا فى مصر والشريك التجارى الأكبر.
أضاف الوكيل ان التأثير الذى ظهر هو سعر العملة فقط يعد تأثيرا وقتيا وانه سيتغير حتما بينما، ويعمل الاتحاد حاليا على دراسة التأثيرات على المدى الطويل.
قال علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية إن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على حركة التجارة سيظهر بعد تحديد الآليات، التى سيتم على أساسها خروج بريطانيا، وهل ستخرج من كل الاتفاقات التجارية الملزمة مع الاتحاد الأوروبى أم ستظل ملتزمة بها أوب بعضها.
تابع عز أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيكون له تأثير واضح على الجنيه الاسترلينى مما سيؤثر على حركة الواردات خاصة أن بريطانيا تعد من أكبر 3 دول فى الاتحاد الأوروبى يتم الاستيراد منها، حيث يتم استيراد آلات ومعدات صناعية، منتجات طبية ودوائية، آلات ومعدات كهربائية، مستلزمات إنتاج، سيارات.
وقال سامى محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى لن يؤثر على الحركة السياحية الوافدة لمصر، خاصة مع احتمال رفع الحظر عن الطيران إلى مصر باستقالة الحكومة البريطانية.
وأضاف لـ«البورصة» إن خطة عمل ومناطق إشراف مكتب مصر السياحى بلندن لن تتغير فى الوقت الحالى، كما أن انفصال أيرلندا واسكتلندا عن المملكة المتحدة لا يزال مجرد مطالبات لم تدخل حيز التنفيذ، ومن المبكر التكهن بتأثر السوق الإنجليزية بما حدث خلال الأيام الماضية، ويمكن قياس ذلك عقب مرور الثلاثة أشهر المقبلة.
وأوضح أن خطة الترويج السياحى تكون موجهة لكل سوق على حدة، وفقًا لطبيعة الشعب واللغة والعادات، كما أن بريطانيا احتفظت بنظامها واستراتيجيتها فى الحدود والتأشيرات والعملة المستخدمة، أثناء انضمامها للاتحاد الأوروبى، فلن يتغير الحال كثيرًا، لكن الانفصال قد يؤثر على الشأن الداخلى للمملكة.
واستقبلت مصر 409 آلاف سائح بريطانى خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2015 فيما استقبلت خلال نفس الفترة من عام 2016، نحو 102 ألف سائح.
واستبعد مجدى حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية تأثير قرار بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على السياحة بالمقصد المصرى، نظرا لارتباط عودة السياحة الإنجليزية لمصر بتأمين المطارات بالنسب والمعدلات العالمية المطلوبة، وليس قيمة العملة أو تكلفة السياحة نفسها.
قال هشام على رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بجنوب سيناء: إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لن يكون له تأثير على السياحة فى مصر ومن الصعب توقع ذلك فى الوقت الراهن.
ولفت إلى أن قطاع السياحة لا يهتم بهذا القرار، لأن انخفاض أسعار السياحة بها مهما زاد فإنه لن يصل إلى حد انخفاض الأسعار فى مصر.
وقال مجدى الوليلى، رئيس لجنة العلاقات الدولية باتحاد الصناعات، إنه من السابق لأوانه معرفة ما ستؤول إليه الأمور بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، متوقعا أن يكون التأثير محدودا.
وعن صادرات مصر إلى أوروبا وبريطانيا، قال الوليلى إن الفترة الماضية شهدت تراجعًا عامًا فى صادرات مصر، ولذلك فلا بد من العمل على تنشيط الصادرات بشكل كبير.
وأضاف توجد فرصة لزيادة صادرات مصر إلى المملكة المتحدة فى ظل الانخفاض الكبير للجنيه أمام الدولار والذى يمنح المنتجات المصرية ميزة تنافسية كبيرة أمام المنتجات الأوروبية فى السوق الإنجليزى.
قال على عيسى، عضو مجلس الأعمال المصرى البريطانى، لا يمكن تحديد حجم الأضرار أو الفوائد العائدة على الاقتصاد المصرى تأثراً بخروج بريطانيا من دول الاتحاد الأوروبى، الأمر سابق لأوانه.
أوضح أن خروج بريطانيا قد يكون فى صالح الصادرات الزراعية الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن حركة التجارة بين بريطانيا ودول الاتحاد ستكون مقيدة بأنظمة الجمارك، وقد يصب هذا فى صالح مصر فى حالة وجود خطة تصديرية جادة وقوية.
اضاف أن أغلب الصادرات الزراعية المصرية لبريطانيا تتوزع على «البازلاء، والفاصوليا الخضراء، والبصل، والعنب، والفراولة» بكميات كبيرة سنوياً.
وقال شريف البلتاجى، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن حركة السوق التجارية مع إنجلترا ستضطرب خلال الفترة المقبلة نتيجة الخروج، ما سيؤثر على العملات الرئيسية مثل اليورو و الدولار بجانب الجنيه الاسترلينى، بعد الانخفاض الكبير الذى تشهده أسواق المال، والمتوقع امتداده للفترة المقبلة.
أوضح أن عملة اليورو ستتأثر بالخروج على المدى القصير، وهذا ما يمكن حسمه من خلال رؤية الوضع الحالى، وبالتالى تتأثر الصادرات المصرية كقيمة، لكن التأثر مرهون بما ستقدمه دول الاتحاد لضبط قيمة «اليورو فى الأسواق».
وقال أحمد شيحة، رئيس الشعبة العامة للمستوردين بغرفة القاهرة التجارية، إن انفصال بريطانيا فعليا عن الاتحاد الأوروبى بعد عامين على الأقل لن يكون له تأثير واضح على العلاقات التجارية مع مصر خاصة على المدى القصير.
أوضح شيحة، أن مصر تعمل مع أوروبا وفقاً لاتفاقيات محددة لن تمس، وأن التأثر الوحيد على مصر سيكون من خلال تأثر الاقتصاد العالمى بشكل عام من الخروج.
و قال عمرو أبو فريخة رئيس المجلس التصديرى للصناعات الهندسية إن انسحاب بريطانيا من الاتحاد سيؤثر على الصادرات المصرية سلبيًا، لانخفاض قيمة العملة البريطانية أمام الدولار، ما يعنى أن تكلفة منتجاتهم المحلية ستنخفض، وبالتالى ستوجه المنتجات المصرية منافسة شرسة فى تلك الأسواق.
وأكد أن السوق البريطانى يعد واحدًا من أهم الأسواق الأوروبية لمصر، وأن أى مشكلة ستتعرض لها المملكة ستنعكس على مصر بشكل أو بآخر.
وقال مجدى طلبة رئيس المجلس التصديرى للملابس سابقًا: إن الخروج قد ينعكس إيجابيًا على مصر، فى ظل انخفاض قيمة الجنيه الاسترلينى بما يخفض من فاتورة الواردات المصرية من انجلترا.
وقال وليد جمال الدين، رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لن يضر مصر لأن التوقعات بانهيار الجنيه الاسترلينى تؤكد تراجع صادرات بريطانيا لمصر وانخفاض قيمتها.