دعا الملياردير الأمريكى جورج سوروس أمس إلى إعادة تشكيل شامل للاتحاد الأوروبى من أجل إنقاذه، على الرغم من أنه حذر من أن تصويت بريطانيا على ترك الاتحاد الأوروبى يجعل «تفكك الاتحاد الأوروبى أمر محتوم من الناحية العملية».
وقال سوروس، الذى حذر من الانهيار المالى فى حال تصويت بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبى قبل الاستفتاء الذى تم إجراؤه يوم الخميس الماضى، إن تداعيات الخروج من المرجح أن تدمر بريطانيا.
وقال سوروس فى مقال له على موقع «بروجكت سينديكت»: «ربما تكون أو لا تكون بريطانيا أفضل حال نسبيا من الدول الأخرى بترك الاتحاد الأوروبى، ولكن اقتصادها وشعبها سيعانون معاناة كبيرة على المدى القصير والمتوسط».
وحقق جورج سوروس أرباحا ضخمة فى عام 1992 من رهانه على الجنيه الاسترلينى، عندما انهار دون المستوى المحدد مسبقا، وكان لا بد من سحبه من آليه سعر الصرف الأوروبى.
وحذر سوروس، فى مقال له بصحيفة الجارديان البريطانية، من انهيار مماثل أوائل الأسبوع الماضى قبل التصويت، متوقعا أن التصويت بالخروج سيخفض قيمة العملة بنحو 15% على الأقل، وربما أكثر من 20%، ليتراجع دون 1.15 دولار.
وبعد التصويت، انخفض الجنيه الاسترلينى بنحو 10% يوم الجمعة، وسجل أدنى مستوى له فى 31 عاما، ولكنه لم يتراجع دون 1.32 دولار.
وقال سوروس: «تحقق الآن السيناريو الكارثى الذى خشيه العديد، مما يجعل تفكك الاتحاد الأوروبى محتوم من الناحية العملية، ومن المرجح أن تظل الأسواق المالية حول العالم مضطربة طالما يتم التفاوض على عملية الانفصال السياسى والاقتصادى المعقدة من الاتحاد الأوروبى».
وأضاف أن عواقب خروج بريطانيا على الاقتصاد الحقيقى يمكن مقارنتها بالأزمة المالية عام 2007-2008.
وقال: «بعد خروج بريطانيا، يجب أن يتكاتف كل من يؤمن بقيم ومبادئ الاتحاد الأوروبى لإنقاذه من خلال إعادة تشكيل شامل، وأنا مقتنع أنه مع إزاحة الستار عن عواقب الخروج فى الأسابيع والأشهر المقبلة، سينضم إلينا المزيد والمزيد من الناس».