سعى جورج أوزبورن، وزير المالية البريطانى، لتهدئة الاضطرابات التى شهدتها الأسواق المالية يوم الاثنين مع استمرار التراجع التاريخى للجنيه الاسترلينى فى أعقاب قرار المملكة المتحدة ترك الاتحاد الأوروبي.
وبعد الخروج عن صمته منذ الاستفتاء، صرح أوزبورن فى مؤتمر صحفى أن نتيجة الاستفتاء لم تكن «النتيجة التى يريدها» ولكن السلطات كانت «مستعدة للتعامل مع العواقب».
وشهد الجنيه الاسترلينى مزيدا من التراجع اليوم، نظرا لأن الصدمة الأولية حيال تصويت بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبى حل محلها القلق من تداعيات الخروج على اقتصاد البلاد.
وعلى الرغم من أن قيمة العملة البريطانية ظلت أعلى من المستويات القياسية المنخفضة التى سجلتها يوم الجمعة، فقد تراجعت بنسبة 2% لتقف عند 1.3356 دولار للجنيه فى وقت مبكر اليوم، وافتتح مؤشر فوتسى 100 تعاملات اليوم الاثنين على انخفاض بنسبة 0.7% ليقف عند 6.095 نقطة أساس.
وعلى صعيد الأسواق العالمية، ظل المستثمرون متوترين مع إقبالهم على الين الياباني، إحدى عملات الملاذ الآمن، الذى ارتفع بنسبة 0.3% ليبلغ 101.86 ين للدولار، فى حين ارتفع الذهب بنسبة 0.9% ليصل إلى 1.327 دولار للأوقية.
ولم يستطع أوزبورن طمأنة الشعب البريطانى بأن المملكة المتحدة قد تتجنب الركود وفقدان الوظائف وتدهور المالية العامة، وقال إنه لم يتراجع عن أى من توقعات الركود التى أدلى بها قبل التصويت وأن بريطانيا فى حاجة إلى المرور بفترة من التكيف.
وقال أوزبورن إن توقعات الاقتصاد البريطانى والمالية العامة تدهورت منذ يوم الخميس، و«تم إصدار سلسلة من التوقعات بشأن تأثير الخروج على الاقتصاد، وهناك مجموعة من التداعيات تعتمد على نوعية العلاقات الجديدة التى وصلنا إليها مع الاتحاد الأوروبي، وجميعها تتطلب التكيف مع الوضع الاقتصادي، ولم أتراجع عن تلك التوقعات وسنعمل بالتأكيد على تخفيف التداعيات وتذكير الناس بنقاط القوة الأساسية فى الاقتصاد البريطاني».
وصرح أوزبورن بأن المملكة المتحدة لا ينبغى أن تثير المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، التى تحدد مهلة لمدة عامين لمغادرة الاتحاد الأوروبى حتى يكون لدى البلاد «رؤية واضحة» بشأن المستقبل.
وأضاف أوزبورن أن تقلبات الأسواق المالية من المرجح أن تستمر، ولكنه كان ينسق، على مدار الـ72 ساعة الماضية، مع وزراء المالية فى أوروبا وصندوق النقد الدولى والبنوك المركزية ووزير الخزانة الأمريكى لضمان أن الأسواق قادرة على التعامل مع الصدمة.