قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن صناديق التحوط كانت تراهن على مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبى، الأمر الذى جعلها تجنى أرباحاً وفيرة بعد أن هبطت أسواق الأسهم بشكل حاد على خلفية قرار الخروج.
وأضافت الصحيفة، أن الهبوط الكبير للأسهم الأوروبية والبريطانية يوم الجمعة الماضى أدى إلى تحقيق مكاسب لبعض مدراء صناديق التحوط مثل، «كرسبن أوداى»، الذى كان يعانى خسائر كبيرة العام الحالى.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض صناديق التحوط بما فى ذلك «مارشال ويس» و«أوداى» لإدارة الأصول و«ترينيداد توباجو» الدولية من أكبر الأسماء المعرضة لكسب المال على الحيازات قصيرة الأجل فى الأسهم بالمملكة المتحدة.
ورغم تراجع بعض الأسهم التى كان يحملها صندوق «أوداى» بشدة، مثل أسهم صندوق «أبردين»، فإن ما ساعده على تحقيق المكاسب هو شراؤه الذهب بكميات كبيرة قبل نتيجة التصويت، وبعد هذه المكاسب، تراجعت خسائر «أوداى» العام الحالى من 30% تقريباً إلى 15%.
وحققت أيضاً صناديق التحوط التى اتخذت حيازات قصيرة الأجل فى الأسهم ولكنها قامت بشراء السندات، مكاسب فى اليوم الأول من التداول بعد التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، بما فى ذلك «ينتون كابيتال ماندجمنت» و«اسبكت».
وقال أليكس روبرز، مؤسس «أتلانتيك» لإدارة الاستثمارات، إنه جنى الأموال من البيع على المكشوف للجنيه الإسترليني.
وحققت صناديق التحوط التى كانت تقوم بعمليات بيع قصيرة أو الرهان ضد بعض الشركات البريطانية التى ينظر إليها من قبل السوق على أنها أكثر ضعفاً حال مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبى بعضاً من أكبر المكاسب يوم الجمعة الماضى.
وإحدى هذه المراهنات كانت ضد مجموعة «بيركلى» لتطوير المشاريع السكنية الراقية التى تركز على مدينة لندن وجنوب شرق إنجلترا التى تراجعت أسهمها بأكثر من الخمس يوم الجمعة.
وباعت صناديق التحوط على المكشوف، أسهم «بيركلى» منذ بداية العام الحالي، توقعاً لحدوث تباطؤ فى سوق الإسكان فى لندن حال خروج بريطانيا.
وتجنب العديد من صناديق التحوط الأخرى اتخاذ رهانات كبيرة قبل الاستفتاء نظراً إلى عدم اليقين بشأن النتائج.
واعتقد كثيرون أن المملكة المتحدة ستظل فى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذى حد من المكاسب المحتملة نظراً إلى ارتفاع الجنيه الإسترلينى والأسهم البريطانية فى وقت سابق الأسبوع الماضى.
وقال مدير فى ذراع تداول فى أحد البنوك الأمريكية: «كانت توقعات الجميع خاطئة، ولم يستعد أحد لقرار الخروج»، لكنه أضاف أن أداء صناديق التحوط لم يكن سيئاً.
وقال رايان تولكين، مدير الاستثمار فى شركة «شونفولد ستراتيجيك اديفيزرز» للاستشارات، إن الأسوأ قد يكون قادماً بالنسبة لصناديق التحوط، موضحاً أن الجميع فى القوت الحالى يقيمون وضع محافظهم والتأثيرات المبدئية عليها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويتوقع تولكين، أن الحيازات طويلة وقصيرة الأجل فى المحافظ الاستثمارية سيطالها بعض الألم فى الأيام المقبلة.