جنينة: لا مفر من التعويم الكلى للجنيه.. والمضاربات متوقعة بعد تصريحات المحافظ
واصلت اسعار صرف الدولار مكاسبها مقابل الجنيه فى السوق الموازى ليسجل 11.15 جنيه للبيع بزيادة 8 قروش عن تعاملات أمس.
وأرجع مسئول بإحدى شركات الصرافة الارتفاعات الكبيرة فى اسعار صرف العملة الأمريكية إلى تزايد معدلات الطلب على الدولار فى ظل توقعات خفض قريب للجنيه.
وقال إن أسعار صرف الدولار أمام الجنيه ارتفعت اليوم لتسجل 11.05 جنيه للشراء، و11.15 للبيع، مقابل 11 جنيها للشراء، و11.07 للبيع أمس.
وقال هانى جنينة رئيس قطاع الأسهم ببنك الاستثمار بلتون، إن ارتفاع اسعار صرف الدولار فى السوق الموازى أمر طبيعى ومتوقع بعد فترة إجازات وتصريحات محافظ المركزى.
وأضاف جنينة أن كل المؤشرات الحالية تدفع توجهات البنك المركزى لإجراء تعويم كلى للعملة المحلية، بعد تبنيه سياسة تعويم مدار خلال الشهور التسعة الماضية.
وأشار جنينة إلى أن ارتفاع الاسعار فى السوق الموازى وزيادة المضاربات ناتجة بشكل أساسى عن تصريحات محافظ المركزى حول عدم تمسكه بقيمة الجنيه أمام الدولار.
وذكر أن التعويم خلال الفترة المقبلة سيكون له تأثير إيجابى على الاقتصاد المصرى ويدعم انخفاض فاتورة الواردات السلعية، بالتوازى مع حصول مصر على قرض خارجى من صندوق النقد الدولي.
وكان صندوق النقد الدولى قد طالب البنك المركزى فى أكثر من مناسبة بتبنى سياسة سعر صرف مرنة للعملة الأجنبية مقابل الجنيه تتحكم فيها مستويات العرض والطلب.
وتوقع جنينة أن ينخفض سعر صرف الدولار أمام الجنيه فى السوق الموازى بنهاية العام الجارى ليقارب 10 جنيهات حال تبنى البنك المركزى سياسات السوق الحر لأسعار الصرف.
ويرى جنينة ان اجتماع رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بمحافظ المركزى ووزير المالية يشير إلى اقتراب اتخاذ اجراءات جديدة بشأن قرض صندوق النقد الدولى، خاصة مع تشديدات رئيس الجمهورية بعدم التأثير على الاسعار خاصة للسلع الاساسية.
وتعانى مصر من نقص حاد فى السيولة الدولارية منذ عامين ما دفع البنك المركزى فى شهر مارس الماضى لتخفيض العملة المحلية أمام الدولار بقيمة 14% للسيطرة على أسعار السوق الموازى والتى كانت تتخطى بالكاد 9 جنيهات للدولار، إلا أن تلك الخطوة لم تكن مفيدة بالقدر الكافى وعادت الاسعار فى السوق الموازى لتتجاوز 11 جنيهاً للدولار الواحد.
وقال مسئول صرافة آخر إن الطلبات على العملة الأمريكية أخذت فى التزايد منذ أمس لترتفع نحو 15 قرشا فى يومين وذلك بعد الطلب الكبير على الدولار من قبل المستوردين والافراد على حد سواء، مشيراً إلى أن التعاملات الصباحية كانت أسعار صرف الدولار فى الموازى 11.10 جنيه للدولار الواحد.
وأضاف أن الصرافات بدأت تلجأ إلى الاحتفاظ بالعملة الأمريكية ورفض بيعها فى ظل توقعات بتخفيض قيمة الجنيه رسمياً.
وكان طارق عامر محافظ البنك المركزى قد ألمح فى تصريحات صحفية إلى أنه قد يتحرك لخفض سعر صرف الجنيه رسمياً خلال الفترة المقبلة.
وقال تاجر عملة أن السوق يشهد حالة من الارتباك بعد تردد أنباء حول زيادة قيمة الدولار فى البنوك، وأن ذلك أثر على كمية المعروض من العملة الأجنبية فى ظل ارتفاع معدلات الطلب عليها.
وسددت مصر آخر دفعة من الوديعة القطرية بقيمة مليار دولار الشهر الماضى، ويستعد البنك المركزى لسداد 800 مليون دولار يوليو الجارى لصالح دول نادى باريس وفقاً لتصريحات محافظ البنك المركزى.