عندما عقدت «KPMG» الشركة الاستشارية مؤتمرها الافتتاحى «شرق أفريقيا للتأمين» فى فبراير الماضى فوجئ المنظمون بحضور أكثر من 100 مشارك فى هذا القطاع.
وازداد حماس رئيس الشركة فى المنطقة جيمس نورمان، عندما حضر عدد مماثل عند إطلاق تقرير عن القطاع الشهر الماضى.
وقال نورمان، لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إنه توجد ضجة حقيقية حول القطاع فى أفريقيا بسبب الفرص الهائلة من السكان الشباب والطبقة الوسطى المتنامية بهواتفهم الذكية.
وأشار إلى وجود جيل جديد من المستهلكين الواعين ذوى الدخول العالية، بجانب مشروعات البنية التحتية الكبيرة التى يجرى بناؤها.
ويرى رئيس إعادة التأمين فى «سويس رى» لشمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى لوكاس مولر، الاتجاه الصعودى فى المنطقة واصفاً إياه بـ «عملاق يستيقظ».
وأشار إلى أن المنطقة بها فرص كثيرة ومتنوعة بدءاً من البنية التحتية والزراعة إلى توفير الأطعمة للطبقة الوسطى المتنامية.
وأوضح مولر، أن سوق التأمين يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنمو الاقتصادى. وعندما ترتفع الدخول تتزايد الأصول التى تتطلب التأمين، واصفاً أيضاً سوق التأمين فى أفريقيا جنوب الصحراء بـ«الصورة المتنوعة».
وتسجل جنوب أفريقيا ما يقرب من 80% من مجموع أقساط التأمين فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتملك الدولة أعلى معدل انتشار للتأمين حيث تحسب الدولة إجمالى قيمة أقساط التأمين كنسبة من الناتج المحلى الإجمالى أى حوالى 13% وهو أعلى بكثير من متوسط العالم المتقدم.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن كينيا من بين الدول الأكثر تقدماً بمعدل انتشار نسبته 3%، فى حين تسجل نيجيريا معدل انتشار بحوالى 0.3% رغم أنها أكبر اقتصاد فى أفريقيا.
وأضافت الصحيفة، أن هذا التنوع يعكس الاقتصاد الأوسع فى القارة، حيث يكافح مصدرو السلع الأساسية مثل نيجيريا وأنجولا من أجل تحقيق نمو حقيقى فى حين أن الدول ذات الاقتصادات الأكثر تنوعاً والأقل اعتماداً على السلع الأساسية مثل ساحل العاج وتنزانيا وكينيا فى حالة أفضل بكثير.
وقال الرئيس التنفيذى فى «أليانز» شركة التأمين العالمية دلفين مايدو، إنه ينبغى أن تركز شركات التأمين على الأسواق التى تحصل على أكبر مشاريع الاستثمار الأجنبى المباشر، ولكن لا ينبغى إهمال المتباطئين.
وقامت «أليانز» فى أكتوبر الماضى بافتتاح فرع فى كينيا ليصبح ذلك الفرع رقم 12 فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وجاء هذا التحرك من «أليانز» بعد عام من بدء «برودنشال» شركة التأمين ومقرها لندن أيضا، عمليات فى أكبر اقتصاد فى شرق أفريقيا، رغم أن ذلك كان من خلال شراء لاعب محلى وهو شركة «شيلد اشورانس».
وكشفت الصحيفة، أن «برودنشال» قامت فى ديسمبر 2013 بشراء شركة «إكسبرس» للتأمين على الحياة فى غانا لأجل دخول هذا السوق.
وأشارت الصحيفة إلى وجود بعض الصفقات الأخرى من بينها شراء «ام ام اى» القابضة فى جنوب أفريقيا ثلثى شركة «كانون اشورانس» الكينية فى العام الماضى والتى اندمجت بعد ذلك مع «متروبوليتان لايف كينيا».
وتوقع معمر الإسماعيلى، محلل التأمين فى مركز أبحاث «اكسوتكس» فى نيروبى، أن يكون هناك المزيد من عمليات الاندماج، خاصة فى شرق أفريقيا.
وأضاف هناك العشرات من اللاعبين، لكن حفنة فقط منهم من يسيطرون على الغالبية العظمى من السوق.
وأوضح أن قواعد رأس المال الجديدة القادمة فى كينيا عام 2018 تفيد بأن العديد من الشركات سينبغى عليها إجراء عمليات دمج للبقاء على قيد الحياة.
وأكدّ المحللون، أن القواعد الجديدة فى كينيا والتى ستدخل حيز التنفيذ عام 2018 هى جزء مما يقوله المحللون، إنه اتجاه متزايد لتحسين التنظيم فى ظل وجود عمليات الاحتيال التى تدعو إلى إنفاذه بشكل أكثر حزماً.
وأكدّت كاترينا كريلى، مديرة تطوير الأعمال الأفريقية فى «بيما» التى تقوم بتوزيع وإدارة مدفوعات التأمين فى 25 بلداً نامياً، إن التأمين ليس مقصوراً فقط على الأثرياء نسبياً.
واستشهدت على قولها بعملاء الشركة البالغ عددهم 23 مليون شخص يقع 40% منهم فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و60% منهم يعيشون على أقل من 2.5 دولار فى اليوم الواحد.